هل أدعو الله أن يرزقني بكل ما أريده في الزوج؟
2013-08-01 03:17:18 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
يا شيخ أنا بنت، أريد من الله تعالى أن يمن علي برجل صالح ونبيل، وأن أجد فيه كل ما تمنيت من أحلام، أريد أن أجدها في الرجل المناسب، وهذا لن يتحقق إلا بفضل دعائي الله عز وجل، فالسؤال: هل يمكنني أن أدعو الله بكل هذه الأمور؟ وأتكلم معه عز وجل بكل التفاصيل؟ وكل ما أريد في هذا الرجل؟ والسؤال المهم: كيف أدعو الله عز وجل بكل هذه الأمور؟ وكيف يكون دعائي مستجاباً؟ لأني أعرف أن الله هو الواحد الغني القادر على تحقيق هذا الحلم.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ fatima حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
نرحب بك -ابنتنا الفاضلة-، وهنيئًا لك بهذا السؤال الذي جاء في أفضل ليالي الدنيا، فإن أفضل ليالي الدنيا على الإطلاق، هي هذه العشر المباركة التي فيها ليلة خير من ألف شهر، فأكثري من التوجه إلى الله تبارك وتعالى، واعلمي أن الله يُجيب المضطر إذا دعاه، والإنسان –كما قال عمر– لا يحمل همَّ الإجابة، لأن الله تكفل بها، ولكن عليه أن يحمل همَّ السؤال، فأكثري من التوجه إلى الله تبارك وتعالى، وارفعي حاجتك إلى من يُجيب المضطر إذا دعاه، وتوجهي إلى الله تبارك وتعالى بيقين واثق، وبقلب حاضر وبثقة في الله تبارك وتعالى، واعزمي في المسألة، وكرري السؤال، وألحي، فلا بد لمكثر القرع للأبواب أن يلجَ، واعلمي أن ما عند الله من الخير، لا يُنال إلا بالدعاء واللجوء إليه سبحانه وتعالى، وهو الذي وعدنا بالإجابة وقال في منتصف آيات الصيام: {وإذا سألك عبادي عني فإني قريب أُجيب دعوةَ الداعِ إذا دعانِ فليستجيبوا لي وليؤمنوا بي لعلهم يرشدون}.
واعلمي أن الإنسان عندما يدعو الله تبارك وتعالى، عليه أن يبدأ بالثناء على الله بما هو أهله، ثم يصلي على النبي -صلى الله عليه وسلم-، ثم يرفع حاجته إلى الله، ثم يختم بالصلاة على النبي -عليه صلاة الله وسلامه-، وإذا قبل الله الصلاتين، فإنه أكرم من أن يرد ما بينهما، فأكثري من التوجه إلى من يُجيب المضطر إذا دعاه سبحانه وتعالى، إلى من يكشف السوء وحده تبارك وتعالى.
كذلك ينبغي أن تختاري أوقات الإجابة، بين الأذان والإقامة، ولحظات السجود، ودبر الصلوات المكتوبات، وبعد تلاوة القرآن أو أي عمل خير، وللصائم دعوة حتى يُفطر وعند فطره، كذلك لحظات السَّحَر، ولحظات نزول الغيث، وأوقات السفر إذا كان عندك سفر، فإن هذه هي مواطن الإجابة، والله تبارك وتعالى يستجيب دعاء عباده في أي وقت، كذلك ساعة من قُبيل غروب الشمس يوم الجمعة، هذه أوقات يتحرى فيها الإنسان اللجوء إلى الله تبارك وتعالى، ودائمًا احرصي على أن يكون عندك إلحاح في السؤال، وإلحاح في الدعاء والتوجه إلى الله تبارك وتعالى.
أما بالنسبة للسؤال عن الزوج، فنحن نريد أن تسألي الله الزوج الصالح الذي يسعدك، يعني بمثل هذه الكلمات، لكن ما نريد أن تسألي مثلاً (زوجًا طويلاً، وشكله كذا، وعنده كذا وكذا)، يعني بهذه التفاصيل ليس من الضروري، يكفي أن تكون في نفسك، والله تبارك وتعالى يعلم ما في السرائر، ويعلم ما في نفس الإنسان قبل أن يتوجه بحاجته، فأنت ركزي على الأمور الأساسية: (يكون صالحًا، حافظًا لكتاب الله، خيرًا، أن يسعدني، جميل الشكل) هذا باختصار، أما أن تقولي عينه كذا وأذنه كذا، فهذه تفاصيل لا نريدها في دعاء رب الأرض والسماء.
واعلمي أن الله تبارك وتعالى يُحب من يدعوه ويتوجه إليه، ونبشرك بأن من تتوجه إلى الله تبارك وتعالى ينبغي أن توقن أنها رابحة، فإما أن يستجيب الله دعاءها، وإما أن يدخر لها من الأجر والثواب مثل هذا الدعاء، وإما أن يرفع عنها البلاء والشر النازل مثله، لذلك كان السلف يدعون الله فإن أعطاهم شكروه، وإن لم يُعطوا كانوا بالمنع راضين، يرجع أحدهم بالملامة على نفسه فيقول: (مثلك لا يُجاب، أو لعل المصلحة في أن لا أُجاب).
فتوجهي إلى الله، وكرري السؤال، وراجعي نفسك، واستغفري من الذنوب والخطايا، وتوجهي إلى من يُجيب المضطر إذا دعاه، واسألي الله ما في نفسك في هذه الأيام المباركة، فإنها أيام طيبة جدًّا، ينبغي أن نغتنمها، ونسأل الله تبارك وتعالى أن يُحقق لك المراد، وأن يُسعدك بالزوج الذي تريدينه.
والله تبارك وتعالى -كما قلتِ وأحسنتِ- على كل شيء قدير، فهو الوهاب الكريم، الذي بيده ملكوت كل شيء، الذي بيده الخير وهو على كل شيء قدير، ونؤكد لك أن الدعاء من أهم الوسائل التي لا بد للإنسان أن يستفيد منها، وأن يُكثر منها، ومن اللجوء إلى الله.
والدعاء عبادة، فالإنسان لا يخسر، قال الله: {وقال ربكم ادعوني أستجب لكم}، فأنت رابحة في كل الأحوال، فأكثري من اللجوء إلى الله تبارك وتعالى، وارفعي حاجتك التي في نفسك إلى الله تبارك وتعالى، واسأليه الزوج الصالح، فإنه مما يعين المرأة على صلاح أمرها وإسعاد حياتها، واجعلي أهدافك أن تُخرجي ذرية صالحة تسجد وتركع لله، أسأل الله أن يحقق لك المراد، ونوصيك بكثرة الدعاء، وترك الاستعجال، فإن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: (يُستجاب لأحدكم ما لم يدع بإثم أو قطيعة رحم ما لم يستعجل. قيل: يا نبي الله، وما الاستعجال؟ قال: يقول: قد دعوتُ وقد دعوتُ ودعوتُ فلم أرَ يُسْتَجَبْ لي، فيستحسر عند ذلك ويترك الدعاء).
عليك أن تتوجهي إلى الله تبارك وتعالى، وتكوني راضية بالذي يأتي به الله تبارك وتعالى، واعلمي أن ما يختاره الله للإنسان خير، لأن ما يختاره للإنسان أفضل من اختيار الإنسان لنفسه، فنسأل الله تبارك وتعالى لنا ولك التوفيق والسداد، ونحن بدورنا نسأل الله أن يُسعدك بزوج صالح، يسعدك في الدنيا ويسعدك في الآخرة، ويعنيك على الدين وتعينه على الطاعة، هو ولي ذلك والقادر عليه.
والله الموفق.