كيف أتخلص من وسواس سلس الودي والريح؟
2013-06-30 04:06:07 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم
إخواني عندي مشكلة، وأتمنى من الله أن يوفقكم لتفيدوني، ألا وهي أني إذا قضيت حاجتي، وخرجت من الخلاء أحس بخروج الودي، أحياناً أنتظر إذا قضيت الحاجة، لكن أخرج ويخرج مني الودي، وأحياناً لا يخرج إلا إذا استكشفت هل هو خرج أم لا؟
أيضاً بخروج الريح، فأحس بخروج الريح، خصوصاً إذا كنت متوضئاً أو كنت في المسجد، وأحياناً الإحساس يكون قوياً وأحياناً يضعف، فأريد توجيهاً منكم.
جزاكم الله خيراً.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ أحمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،
مرحبًا بك - أيها الأخ الحبيب – في استشارات إسلام ويب، ونسأل الله تعالى لك الشفاء والعافية من داء الوسوسة، فإنه داء وبيل إذا تسلط على الإنسان أفسد عليه حياته، ولهذا فنصيحتنا الأولى لك أن تجاهد نفسك للتخلص من هذه الوساوس، وطريق التخلص منها يتمثل في الإعراض عنها، وعدم الالتفات إليها، وهذا هو أعظم دواء لها، وقد جربه الموفقون فانتفعوا بذلك كثيرًا، كما صرح بذلك علماؤنا، رحمهم الله.
كلما وسوس لك الشيطان بأن طهارتك قد انتقضت أو أنه خرج منك شيء فلا تلتفت لذلك الوسواس، ولا تعمل بمقتضاها، ولا تسترسل معها، إلا إذا تيقنت يقينًا جازمًا كتيقنك من وجود الشمس في النهار، يقينًا تستطيع أن تحلف عليه اليمين، فإذا وصلت لهذا اليقين فإنك تعمل بمقتضى ذلك، فتتوضأ إن كنت تريد الصلاة، وتغسل النجاسة إن خرجت منك.
أما ما عدا ذلك فنصيحتنا لك ألا تسترسل مع الوسوسة، وأن تُعرض عنها، ونحن على ثقة تامة من أنك إذا سلكت هذا الطريق ستُشفى من هذه الوساوس عن قريب - بإذن الله تعالى – فإذا قضيت حاجتك واستنجيت وخرجت ثم جاء الشيطان ليوسوس لك بأنه قد خرج منك شيء أو يحاول إيهامك بهذا الخروج فلا تلتفت لذلك، ولا تبق في الحمام فترة أكثر من الفترة المعتادة التي تحتاجها لقضاء حاجتك، وكلما وسوس لك الشيطان بأنه قد خرج منك ريح فلا تلتفت لذلك، إلا إذا حصل لك اليقين الذي سبق وأن بيناه لك.
كن على ثقة - أيها الحبيب – من أن هذا هو الدواء الوحيد الذي سيُخلصك من معاناة الوساوس، وأنك إذا استرسلت معها وأهملت العمل بهذه التوصيات فإنك ستجر على نفسك عناءً طويلاً، وستوقع نفسك في حرج كبير ومشقة بالغة، فإن الوساوس من شر الأدواء.
مما يعينك على التخلص منها وصرف النظر عنها وعدم التفكر فيها: أن تعلم بأن العمل بمقتضاها والجري وراءها ليس هو ما يُحبه الله تعالى، وليس هو شرع الله، ولا هو ما يريده الله تعالى من عباده، فإن الله حذرنا من متابعة الشيطان.
كلما أوهمك الشيطان بأن هذا ورع وأنه احتياط للدين وعمل بمقتضى الشرع فاعلم أن تلك كلها من مغالطات الشيطان وأكاذيبه، فاصرف ذهنك عن التفكير في ذلك، واعلم بأن ترك العمل بمقتضاها هو الذي يُحبه الله، فإنه أمرنا بعدم الجري وراء وساوس الشيطان، وحذرنا من اتباع خطواته، فالعمل بمقتضى هذه التوصيات الشرعية هو الذي يُحبه الله تعالى ويريده منك.
نسأل الله تعالى أن يأخذ بيدك لكل خير.