الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ غصون حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،
الدوخة المفاجئة التي حدثت لك، مع تسارع في ضربات القلب والشعور بدنو الأجل، حالة معروفة وأصبحت متكررة جداً في الآونة الأخيرة، تصيب الكثير من الناس خاصة من فئة الشباب، هذه الحالة تسمى بنوبة الفزع أو الهلع أو الهرع، وهي فعلاً مزعجة ومخيفة، لكن أؤكد لك أنها ليست خطيرة.
الهلع في مجمله هو نوع من القلق النفسي الحاد جدًّا، أسبابه غير معروفة في معظم الحالات، والذي يحدث هو تغير مفاجئ جدًّا في إفراز بعض المواد منها مادة الأدرينالين، وسرعة إفراز هذه المادة تؤدي إلى تسارع ضربات القلب بالطريقة المزعجة التي مرت بك، بعد أن تنتهي هذه النوبات والتي قد تستغرق دقائق أو ساعات، وقد تعود وتتكرر، وغالبًا النوبات التالية تكون أخف، معظم الذين يصابون بنوبات الهلع والفزع تظهر لديهم بعد ذلك وساوس قلقية، ومخاوف متعددة، ويكون هنالك ما نسميه بالقلق التوقعي، أي الإنسان دائمًا يكون متشائمًا ومتخوفًا، وموسوسًا حول أمور عادية جدًّا في الحياة.
أعتقد أن هذا هو الوضع الذي تمرين به الآن، فأرجو أن تطمئني، ولا تفكري بطريقة وسواسية، اصرفي انتباهك بأن تجتهدي في دراستك، وأن توزعي وقتك بصورة سليمة، وأن تحرصي على الصلاة في وقتها، وقراءة القرآن، والأذكار، وأن تسألي الله تعالى أن يحفظك من كل مكروه.
من المهم جدًّا أن تمارسي تمارين الاسترخاء أيضًا، ففائدتها عظيمة وكبيرة في هذا المجال، وموقعنا لديه استشارة تحت رقم (
2136015) أرجو أن ترجعي إليها، وتطبقي ما بها من توجيهات، سوف تكون -إن شاء الله- مفيدة جدًّا لك.
ذكرت أنك حين ذهبت إلى المستشفى، الطبيب قال أن الذي فيك نفسي، وأعطاك علاجًا، لكن بكل أسف لم تتناوليه، الذي أفضله هو أن تذهبي مرة أخرى إلى الطبيب، وتحصلي على وصفة للدواء وتتناوليه، أنا على ثقة تامة أن الطبيب قد وصف لك العلاج الدوائي الصحيح، لأن حالات الهلع والفزع والهرع معروفة جدًّا للأطباء، ولا شك أن العلاج الدوائي مهم، لأنه يُمهد للاسترخاء وللراحة النفسية، ولزوال القلق والتوتر، وهذا يعطي الإنسان دفعًا إيجابيًا جدًّا.
وللفائدة راجعي علاج الخوف من الموت سلوكيا: (
259342 -
265858 -
230225)، وعلاج الخوف من الأمراض سلوكيا: (
263760 -
265121 -
263420 -
268738).
بارك الله فيك، ونسأل الله لك الشفاء والعافية والتوفيق والسداد.