حين أقرأ سورة البقرة أشعر بسعادة وإلا فإني أحس بتعب! هل هو من المس؟
2013-06-04 01:55:22 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم
أنا أستمر على قراءة سورة البقرة يومياً، ولما أقرأها يومياً أحس بسعادة لا يعلمها إلا الله، ونفسي تكون طيبة جداً، وطبعي يتغير 180 درجة، ودائماً أكون بشوش الوجه لا أغضب، وأحس أني محصن من كل عين وحسد، وكل الشياطين.
مشكلتي الغريبة تكمن في أني لما مثلاً لا أقرأ سورة البقرة لمدة يومين أو ثلاثة أو أسبوع يتغير حالي وعلى طول أكون دائماً صامتاً، ولا أريد أن أكلم أحداً، ولو تكلمت أتكلم بكلام محدود فقط، خاصة في البيت، ومع أولادي، وأهلي، وعندما أزيد يعني أترك قراءتها شهراً مثلاً أو شهرين يزيد حالي سوءًا، ولا أجيب حتى على المكالمات، وأكره الأولاد، وأحب العزلة، ولا أحب أن أنصح أحداً أو أساعد أحداً، وعندما أرجع لها، أي سورة البقرة وأقرأها، والله إن الفرق يبدأ علي من أول يوم أرجع فيها لقراءتها.
سؤالي: لماذا هذا التغيير الكبير في طبعي؟ مع أني لما أترك سورة البقرة، والله إني لا أترك القرآن، ويكون لي ورد يومي أقل شيء جزء من القرآن، ولا أترك أذكار الصباح والمساء، وأذكار النوم، وجميع الأذكار، وصلواتي ولله الحمد في جماعة، ودائماً يكون لساني رطباً بذكر الله، ولكن لماذا لا يحدث هذا تغيير في، ولا أحس بالراحة أبداً إلا عندما أقرأ سورة البقرة، ولا يتغير طبعي إلا بها، ويذهب الهم والضيق ووساوس الشيطان وكل شيء.
ما هي الأسباب لهذا التغيير؟ ولماذا سورة البقرة تنفع معي فقط، و(تتغير طباعي 180 درجة)؟ مع العلم أني سألت شيخ علم، فقال لي: إنك قد تكون مصاباً بحسد مستمر، وأذى شيطاني، ولا ينفع معك إلا قراءة سورة البقرة، وعليك الاستمرار عليها.
استمريت عليها إلى الآن تقريباً 3 سنوات، ألا يذهب الأذى بعد كل هذه المدة؟ أفيدوني جزاكم الله خيراً، فأنا أخاف أني أكون مقصّراً في عباداتي، والله لا أعرف كيف أحل هذا اللغز العجيب! مع أني والله بإذن الله لن أترك سورة البقرة، ولكن أريد أن أعرف الأسباب، لماذا لا تنفع معي إلا سورة البقرة، وعندما أتركها يتغير طبعي على الجميع كثيراً؟!
جزاكم الله خير.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ الفقير إلى الله حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،
مرحبًا بك - أيها الأخ الحبيب – في استشارات إسلام ويب، ونسأل الله تعالى أن يصرف عنك كل سوء ومكروه.
قد أحسنت – أيهَا الحبيب – حين تحصنت بكتاب الله تعالى ولا سيما سورة البقرة، وفضائل سورة البقرة معلومة مشهورة، فهي السورة التي لا يستطيعها البطلة – أي السحرة – وهي السورة التي لا يدخل الشيطان بيتًاً تُقرأ فيه، والنصوص في هذا المعنى كثيرة.
لسورة البقرة فضائل، ومن هذه الفضائل أنها صارفة للشيطان، ومذهبة لكيد السحرة، فلا غرابة أن يشعر الإنسان بحفظ وصيانة وسعادة حين يداوم على قراءة هذه السورة، فإن ذلك من آثار حفظ الله تعالى للإنسان، وتجنيبه لأذى الشيطان وأعوانه.
قد يكون ما قاله لك الشيخ الذي ذكرت صحيحًا، فتكون قراءتك لسورة البقرة دواءً لك وشفاء من الله تعالى، وتخفف عنك ما تجد، وإذا قصرت في قراءتها أصابك ما أصابك من آثار وأعراض ذلك الأذى، ولذا فيستحسن أن تُكثر وأن تداوم على قراءتها، ولكن مع ذلك نحن نحذرك – أيُّها الحبيب – من أن تكون ما تتعرض له مجرد أوهام، فينبغي أن تتحرر من أوهامك، وتعلم أن القرآن كله شفاء، كما أخبر الله تعالى في كتابه، فقال: {يا أيها الناس قد جاءتكم موعظة من ربكم وشفاء لما في الصدور وهدىً ورحمةٌ للمؤمنين} وقال سبحانه وتعالى: {وننزل من القرآن ما هو شفاء ورحمة للمؤمنين} وقال: {قل هو للذين آمنوا هدىً وشفاء} والآيات في هذا معلومة، فالقرآن كله شفاء وإن كان بعضه أنفع من بعض.
نحن نصيحتنا لك أن تُكثر وتداوم على قراءة القرآن عمومًا، وتتحصن بالأذكار، لا سيما الأذكار المؤقتة الموظفة، كأذكار الصباح والمساء والنوم والاستيقاظ، ودخول الخلاء والخروج منه، وأكثر من الاستغفار، فإن ذكر الله سبحانه وتعالى طارد للشيطان عنك.
نحن على ثقة من أنك إذا داومت على ذلك فإنك ستجد الأثر نفسه الذي تجده إذا قرأت سورة البقرة، فشعورك وتصديقك بأن القرآن يفعل ما تفعله سورة البقرة هذا سيدفع بك نحو التأثر بغيرها من القرآن، والإحساس بأنك تجد من الأثر مثل ما تجده إذا قرأت سورة البقرة، وعلى كل حال فمداومتك عليها والإكثار منها أمر حسن، وننصحك بأن تستعين بالموثوقين من الذين يمارسون الرقية ويُحسنونها، وهم في بلدك كثير، لكن عليك أن تتحرى منهم أهل الثقة والصدق، وستجد عندهم - إن شاء الله تعالى – من العون والتوجيهات ما ينفعك.
نسأل الله تعالى أن يُذهب عنك كل سوء ومكروه.