عندي حياء من المناسبات والتجمعات.. هل من علاج لذلك؟
2013-05-17 12:50:17 | إسلام ويب
السؤال:
عندي حياء من المناسبات والتجمعات، وعدم قدرة على بناء العلاقات الاجتماعية، وعندي تقريبا عدم ثقة بالنفس، ليس بالشكل الكامل.
أريد علاجا ليس له آثار جانبية أبداً، يعني أريد دواءً سليما مائة بالمائة، لأني ما زلت صغيرا، وأريد أن أتزوج ولا أريد أن أقحم نفسي بعلاجات تجلب لي مشاكل أخرى، مثل بعض الأدوية التي تؤثر على الجنس، أو الذاكرة، أو زيادة الوزن.
أريد علاجا مناسبا وصحيا، أستطيع أن أستمر عليه. ما رأيك -يا دكتور- بعلاج لوسترال؟ وهل هناك علاج غيره أفضل منه، مع ذكر طريقة استخدامه، ومدته؟
وبعد تركي للعلاج، هل يمكن أن يعود لي المرض؟
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ عساس حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،
فأولاً أنا أريدك أن تتوجه توجهًا إيجابيًا في هذه الحياة، أنت في بدايات سن الشباب، أنت لديك طاقات نفسية، ولديك طاقات اجتماعية، ولديك طاقات فكرية، وأنت في هذه الأمة الإسلامية العظيمة، فلا بد أن يكون مخططك الفكري نحو الحياة قائمًا على الإيجابية، لا خوف، لا قلق، لا هزيمة أبدًا –هذا مهم ومهم جدًّا – ويجب أن تكون لك أهداف.
أما بالنسبة لموضوع الخوف الاجتماعي: الحياء مطلوب لا شك في ذلك، والخوف كثيرًا ما يختلط بالحياء، ومثل هؤلاء لا نخاف عليهم، إنما نخاف على الذين لديهم خوف حقيقي دون أي ميل نحو الحياء.
الذي أراه في حالتك أن تطبق تدريبات اجتماعية صحيحة، وهذا يتم من خلال:
1) تحقير فكرة الخوف.
2) الإكثار من التواصل الاجتماعي، التواصل الاجتماعي أفضله وأحسنه وأسهله، وأنفعه هو الصلاة في المسجد مع الجماعة، هنا يحدث ما نسميه بالتعريض الجمعي؛ لأن الإنسان يجتمع مع إخوته في بيت من بيوت الله، ويعرف أن الملائكة تحفه في تلك اللحظة، ويسمع من آيات الله، ويكون خاشعًا في صلاته، هنا تأتي السكينة وحين ينتهي الإنسان من صلاته ويسلِّم على بعض إخوته المصلين، ويتجاذب أطراف الحديث هنا وهناك، هذا تمرين اجتماعي عظيم، فكن حريصًا عليه.
3) صلة الرحم، هذا أيضًا نوع من التفاعل الاجتماعي.
4) ممارسة الرياضة الجماعية مع أصدقاء، هذا فيه عمل عظيم ومفيد جدًّا.
5) أن تكون من روّاد دور حفظ القرآن، وهذا تواصل اجتماعي عظيم.
6) أن تجتهد في عملك – أو أن تجتهد في دراستك - هذا أيضًا نوع من التفاعل الاجتماعي المفيد.
الذي قصدته أن أوضح لك أن بناء العلاقات الاجتماعية يتم من خلال هذه الطرق وهذه الوسائل، نعرف أن هناك وسائل أخرى، لكن كلها بغيضة، ديننا الإسلامي العظيم أعطانا مساحة كبيرة وعظيمة من الحرية الاجتماعية التي نصقل من خلالها مهاراتنا وتفاعلاتنا ونبني شخصياتنا، فكن على هذا المنوال - أيها الفاضل الكريم -.
ليس هنالك ما يمنعك من الزواج أبدًا، أقدم عليه، ولا تخف من الفشل أبدًا، لا تخف، الفشل غير موجود في الحقيقة إنما هو موجود في عقول وأفكار بعض الناس، والذين فشلوا كانوا قريبين جدًّا من النجاح، لكنهم لم يحاولوا ولم يستمروا في محاولاتهم حتى يصلوا إلى مبتغاهم.
بالنسبة للعلاج الدوائي: الـ (لوسترال Lustral) دواء جيد، دواء فعال، دواء ممتاز، وأنت تحتاج لجرعة صغيرة؛ لأن الذي أراه بالفعل – وهو أهم من الدواء – ما ذكرته لك سابقًا، ولا تشغل نفسك بموضوع الذاكرة والأمور الجنسية، الأمور الجنسية هي أمور غريزية جدًّا وطبيعية جدًّا، والذاكرة أنت لست من الذين يعانون من العته، أو من الخرف، أو شيء من هذا القبيل، مكوّنات دماغك في أفضل حالاتها في هذا العمر.
أكثر من الاطلاع، أكثر من القراءة، من اكتساب المعرفة، هذه تحرك الدماغ وتجعله في حيوية كاملة مما يحسن ذاكرتك.
أرجعُ مرة أخرى وأقول لك أن الـ (لوسترال) دواء جيد، ابدأ في تناوله بجرعة نصف حبة – أي خمسة وعشرين مليجرامًا – تناولها ليلاً لمدة أسبوعين - يفضل تناول هذا الدواء بعد الأكل – بعد ذلك اجعلها حبة كاملة واستمر عليها لمدة أربعة أشهر، ثم خفض الجرعة إلى نصف حبة لمدة شهر، ثم اجعلها نصف حبة يومًا بعد يوم لمدة شهر آخر، ثم توقف عن تناول هذا الدواء.
بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا، ونشكرك على الثقة في إسلام ويب.