كيف أكسب قلب خطيبي؟
2013-05-10 22:13:41 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم.
عقدت قراني منذ 4 أشهر على زوج أحسبه -والله حسيبه- باراً بوالديه، ولا يوجد بيننا أي صله قرابة، الرجل مجتهد في حياته وعمره 31 عاماً، يعمل معلماً ويملك شقة، المشكلة أنه لا يجيد التعامل معي، وغير ملم بالتعامل مع الأنثى، حاولت التقرب منه كثيراً ولكني أفشل، لا أعلم كيف أتقرب إليه، حين أقول له كلمات جميلة أو رسائل، رده يكون بارداً ولا أشعر بشوقه، لا أعلم ما هي مشاعره، لم نتكلم عن حياتنا وماذا سنفعل وكيف، وحين أعاتبه يقول: هل أنا مقصر؟ ماذا فعلت؟ أحياناً أبكي وأنام من شدة القهر، فهو لا يتصل بي إلا كل 7 أو 5 أيام، وعلى الواتس أب يكون متصلاً، لكن كالعادة ينتظرني أنا أتحدث، الآن لي شهر ونصف لم أعد قادرة على الحديث معه، أشعر ببعد نفسي مؤلم، أتمنى أن يكون قريباً مني كأي فتاة مخطوبة.
علماً أنه خلال الشهرين الأوليين حدث خلافان قويان، أديا لقراره أنه لن يكون لي رأي في تأثيث المنزل، وسيكون مفاجأة -حسب كلامه- مما أثار غضبي فثرت عليه، وأشعر أني بدأت أحبه، ولكني لن أتنازل عن كرامتي مقابل أني أتحدث وأعطي دائماً، وهو لا يبادر إما جهلاً منه أو كبرياء، أحياناً أشعر أن فيه كبرا، أحاول التواصل نفسياً معه لكني أفشل بالوصول له، شخصيته ربما غريبة وربما لم أفهمه جيداً.
أرجو مساعدتي في مشكلتي، وإخباري بالطريقة الصحيحة للتعامل، وكيف أكسب قلبه وأحببه فيّ؟ ولكم خالص شكري.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ ندو حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،
أحسنت –ابنتنا- بالتواصل مع الموقع، وأحسنت بالسؤال، وإنما شفاء العيِّ السؤال، وأعتقد أن هذه المدة غير كافية للتعرف على هذا الرجل، وجفاف المشاعر -بكل أسف- يكاد أن يكون طبيعة عند معظم شبابنا المحافظ الذي لم يستخدم هذه الأساليب، وليس هناك داعٍ للانزعاج، فإن الأمور سوف تتغير، وأعجبني قولك أنك تحبينه، وأعجبني الثناء عليه في بداية الاستشارة، وهذا هو المهم، إذا كان الإنسان فيه خير وعنده من الإمكانيات المادية المعقولة وهو يتواصل معك، فينبغي ألا تحملي الأمر فوق طاقته، فلا يخفى عليك أننا لسنا كما يحدث في المسلسلات، خاصة بعض الرجال إذا ارتبط وعقد عقد الزواج، فإنه عند ذلك يقدم العقل وقد تتأخر العاطفة؛ لأنه يبدأ في إعداد بيت ويشعر بالمسؤولية، فلا تستعجلي هذه الأمور، واقبلي ما يصلك من القليل من المشاعر وسوف يأتيك الكثير، والأمر سيزداد -إن شاء الله– وسيحصل التفاهم بعد الدخول، بعد أن تكوني معه تحت سقف واحد، أما الآن وهو بعيد عنك فإنا لا نعرف ما هو الظرف الذي عنده، مَن هم الذين حوله من الرجال؟ ما هي الطبيعة التي تربى عليها في هذه الناحية؟ وكما قلنا معظم شبابنا لم يعتادوا على مثل هذه الأمور، ولكنهم يحتاجون إلى أن يتدربوا عليها.
والمرأة العاقلة مثلك تستطيع أن تغير زوجها وتؤثر عليه وتشجعه، وتأخذ منه الأشياء الكثيرة، وتكون عونًا له على السير في هذا الطريق –طريق المشاعر الحلال– ونحن في زمانٍ الرجل يحتاج إلى مثل هذه العاطفة والمشاعر، ولكن الرجال عندنا لا يعبرون عن عواطفهم بالكلام، فهو يعبر بالعطاء غالبًا، يعني لو قلت له: (أنت لا تحبني) يقول: (كيف لا أحبك وجلبت لك بالسيارة كذا وفرشت بيتك بكذا)، وليتهم أدركوا أن المرأة تحتاج إلى التعبير اللفظي، إلى أن يُشعرها بمكانتها وبحبه عن طريق ألفاظ مسموعة مفهومة، لكن هذا يحتاج إلى وقت، وليس معنى هذا التقصير في الألفاظ أنه لا يحب زوجته أو لا يحبك.
تعوذي بالله من الشيطان، فإن هذه مشاعر سالبة يأتي بها الشيطان، والشيطان كما قال ابن مسعود: (وإن الكره من الشيطان، يريد أن يبغض لكم ما أحل الله لكم)، فتعوذي بالله من الشيطان، وأقبلي على زوجك، واقبلي بما يأتيك من القليل، واشكري الله على التوفيق، وسوف يأتيك الله الكثير، ونسأل الله لك التوفيق والسداد.