الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ سيف الإسلام حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،
الذي يظهر لي أن الوساوس القهرية التي تعاني منها هي مرض ثانوي، أما علتك الأساسية فهي موضوع الاضطراب الوجداني ثنائي القطبية الذي تحدثت عنه، وأنت أُعطيتَ مثبتاً واحداً للمزاج، وهو الـ (سيردولكت) والذي أراه أن عقار (فافرين) زائدا عقار (رزبريادال) سيكونان هما الأفضل بالنسبة لك.
دراسات كثيرة جدًّا أشارت إلى أن (الرزبريادال) حين يتم تناوله بصورة منتظمة هو معالج جيد جدًّا للاضطراب الوجداني ثنائي القطبية، وفي ذات الوقت للأمراض الظنانية التي تتسم بوجود شكوك وظنون، وفي ذات الوقت هذا الدواء فعال جدًّا لعلاج الوساوس القهرية، حيث إنه ينشط الأدوية المتخصصة في علاج الوساوس، ومنها عقار فافرين.
أيها الفاضل الكريم: الذي أراه هو أن تظل على الفافرين بجرعة لا تقل عن مائتي مليجرام في اليوم، وإن كان خيارك هو البروزاك فلا مانع في ذلك، فالبروزاك بجرعة كبسولتين إلى ثلاثة في اليوم أيضًا فعال جدًّا، وبعض الناس يتناول البروزاك بجرعة كبسولة واحدة، والفافرين بجرعة مائة مليجرام في ذات الوقت.
إذن الخيارات كثيرة، وإن شاء الله تعالى، طبيبك المعالج سوف يرتب لك هذه الأمور، فلا تنزعج أبدًا.
أما بالنسبة للـ (سيردولكت) فهو دواء ممتاز لا شك في ذلك، لكنك تشتكي من بعض الأعراض التي أزعجتك، وعلى ضوء ذلك أرى أن الرزبريادال سيكون بديلاً مناسبًا حقًّا، لكن لا أريدك أن تخطو هذه الخطوة إلا بعد مشاورة طبيبك المعالج، فهو في موقع أفضل منا لتقييم حالتك.
جرعة الرزبريادال المطلوبة غالبًا هي في حدود أربعة مليجرام يوميًا، الإنسان يبدأ باثنين مليجرام لمدة أسبوع إلى عشرة أيام، ثم ترفع إلى أربعة مليجرام، وفي بعض الحالات قد تُرفع الجرعة إلى ستة أو حتى ثمانية مليجرام، لكن في مثل هذه الحالات لا بد أن يتناول الإنسان دواءً مضاداً للرجفة أو تكاثر اللعاب أو الانشداد العضلي الذي قد ينتج عن تناول الرزبريادال مثلما ينتج من تناول الـ (سيردولكت)، هذا فيما يخص العلاجات الدوائية.
الأمر الثاني أخِي الكريم: كما تعرف هذه الوساوس يجب أن تقاوم، ويجب ألا تحاور، أقصد بحوارها أن الإخوة والأخوات الذين يصابون بهذه الوساوس يحاولون أن يجدوا لها تحليلات، ويبدؤوا في تفصيلها وتشريحها ومحاورتها ليصلوا إلى نتيجة.
الإنسان لا يصل إلى نتيجة، دائمًا الوساوس تنتصر عليه إذا حاول أن يحللها، أما إذا أغلق عليها بطردها وبتحقيرها وعدم مناقشتها وتجاهلها، بل الصراخ في وجه الوسواس (اذهب أنت وسواس حقير، اذهب أنت وسواس حقير، لن أناقشك، لن أحللك، لن أخضعك لأي منطق) وهكذَا... هذا وجد أنه يفيد ويفيد بصورة جيدة جدًّا.
أنت الحمد لله تعالى من أهل القرآن، ومداوم على صلاتك، والوساوس المرتبطة بالعقيدة قد تزداد لدى بعض الناس في أثناء التعبد، لكن هذه الزيادات تكون بسيطة جدًّا، والإنسان من خلال صرامة التجاهل وتحقير الوساوس يستطيع أن يتخلص من وساوسه.
أنصحك أيضًا أن تمارس الرياضة وكذلك تمارين الاسترخاء، وإسلام ويب لديها استشارة تحت رقم (
2136015) أرجو أن ترجع لهذه الاستشارة وتأخذ بتوجيهاتها وإرشاداتها وتفاصيلها، إن شاء الله تعالى سوف تجد فيها فائدة كبيرة تعالجك حتى في موضوع الوساوس القهرية، لأن الوساوس فيها مكوّن كبير جدًّا عبارة عن قلق نفسي.
النقطة الأخيرة: اجعل حياتك الاجتماعية مفعمة، بالتواصل، وحتى إن وقع هذا الطلاق نقول لك: إن شاءَ الله تعالى ربنا يسهل لك زواجًا آخر، أو أن ترجع لك زوجتك هذه.
بالنسبة للعمل: لا بد أن تبحث عن عمل، العمل مهم، ضروري، ويعطي للإنسان فرصة للتأهيل النفسي والمعرفي والاجتماعي، وينمّي ذات الإنسان ويطورها كثيرًا، وذلك بجانب نفعه المادي.
بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا، ونسأل الله لك الشفاء والعافية والتوفيق والسداد.