أصابتني حالة من تسارع نبضات القلب ودوخة وغثيان... فما تفسير ذلك؟
2013-05-15 01:47:00 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم
أخي الدكتور الكريم: في وقت الليل أعاني من تسارع بنبضات القلب، ودوخة برأسي، وغثيان في بطني، حتى إذا ما أكلت، تفكيري يبدأ يختلط، وما أقدر أن أسيطر على نفسي، وهذه الحالة تتكرر حتى بمنتصف الليل عندما أصحو فجأة، ولا أعرف أنا في البيت نائم أم في مكان آخر؟!
مع العلم أنا أمشي في الصباح، وتعافيت من الاكتئاب قبل فترة بالرياضة وبدون دكتور، والاكتئاب بسبب الحياة الصعبة بعد وفاة والدي، أنتم تعرفون اليمن وأوضاعه الصعبة، أنا أعرف أن هذا بسبب التعب والإرهاق والتفكير.
ذهبت لدكتور في اليمن وطلب مني عمل فحص للضغط، وكان طبيعيا، وتخطيط قلب، وأيضا طبيعي، وأعطاني الدكتور دواء اسمه (JUVAMINE ANTI-STRESS RELAXATION 8 VITAMINS + MINERALS) نصحني به الدكتور لأنه يحتوي على المغنيسيوم، وقال الدكتور أنه يهدئ الجسم، لكني لم أستخدمه لأني خائف أن أتعود على هذه الأدوية، فما الذي تنصحني به يا دكتور: آخذ الدواء أم أستخدم دواء غيره؟
وشكراً.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ علي حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،
فما حدث لك وقت الليل من تسارع في ضربات القلب، والدوخة، والغثيان، هو نوع من التفاعل النفسي الذي نسميه بنوبة الهرع البسيطة، ونوبة الهرع هي نوع من القلق النفسي الحاد، قد تستمر لدقائق، قد تستمر لساعة أو أكثر، قد تأتي أكثر من مرة، تُخيف الذين يُصابون بها، لكنها ليست خطيرة أبدًا، والإنسان حين يتفهم أنها مجرد قلق نفسي وليس أكثر من ذلك يقتنع تمامًا بأنها ليست خطيرة، وهذا يُشجعه على أن يتجاهلها.
نسأل الله تعالى لوالدك الرحمة، ونسأل الله تعالى أن تتحسن الأمور في اليمن وفي كل بلاد المسلمين.
الإنسان حين يعيش في قلق وتوتر يبدأ يعمم على جميع مرافق حياته هذا الشعور الكدري أو الشعور المحزن، وهذا ليس بصحيح أبدًا. السلبيات نعم تؤثر على الناس، لكن وسط السلبيات يجب أن نتذكر الإيجابيات، والمشاكل والصعاب التي تُصيب جميع الأطراف يجب أن يكون وقعها النفسي أقل كثيرًا على الإنسان، ليس مثل الصعاب أو المصائب ذات الخصوصية، يعني عدم الاستقرار في اليمن أو في أي بلد آخر، هذا أمر قد عمَّ الناس جميعهم، فيجب ألا تنظر إليه بخصوصية، إنما انظر إليه بنوع من التعميم العام، ما طالك طال الكثير من الناس، وإن شاء الله تعالى الأمر لن يصل لدرجة الكارثية أو المصيبة.
أسأل الله تعالى الرحمة لوالدك، وأنا أعتقد أن تفاعلك النفسي هذا هو تفاعل ظرفي، وأعني بذلك أنه عابر - إن شاء الله تعالى – وأنت لا تعاني (حقيقة) من علة مرضية نفسية حقيقية، هذه مجرد ظاهرة، شد من أزر نفسك، كن أكثر يقينًا، كن أكثر قوةً ونظرة إيجابية للمستقبل، إن شاء الله تعالى تكون ابنًا صالحًا، تدعو لوالدك حيث أن عمله قد انقطع إلا من ثلاث، ومنهم الابن الصالح الذي يدعو له، ومن حيث أنك عمل صالح (أو عمل صالح ينفعه).
فصل رحمك وصل من كان يصلهم والدك، واجتهد في دراستك حتى تكون من المتميزين لتحمل اسم والدك، عش الحياة بكل قوة وبكل أمل، ووزع وقتك بصورة صحيحة، واحرص على الصلاة في وقتها والدعاء والذكر، وأفضل الذكر هو تلاوة القرآن.
بالنسبة للعلاج الدوائي: ما وصفه لك الطبيب لا بأس به، هو نوع من المقويات الجسدية والنفسية، ولا أعتقد أنك تحتاج لأكثر منه.
بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا، ونسأل الله لك التوفيق والسداد.