أحببت فتاة عن طريق النت لكنها ليست جميلة.. ماذا أفعل؟
2013-05-04 05:27:28 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله.
الموقع أكثر من رائع، وسؤالي بخصوص أني أحببت بنتا عن طريق النت، أحس أنها إنسانة محترمة، وهي ليست من بلدي، فيها من الطيبة والثقة، وخصوصا أنها تعلقت بي، وأخاف أن أظلمها، وقد كانت لا تصلي، وهي الآن تصلي كما وعدتني، لكن جمالها محدود، وأنا أتمنى أن أتزوج بنتا جميلة، وأمي تريد أن تخطب لي من نفس البلد الذي أنا فيه، ومع ذلك يرتابني خوف؛ لأنه يصعب الزواج من بنت تعرفت عليها عن طريق النت، وربما كلمت أحدا قبلي، وأخاف أن لا تندمج مع أهلي؛ لأنها من بلد غير بلدي، وأنا من بلد تقاليده لا تسمح بظهور المرأة أمام الرجال.
علما أنها تتفق معي في كل ما أقوله، وتقول بأنها سوف تعمل ما أريده، وما يتناسب مع أسرتي، لكن ما يعجبني فيها صدقها، وصراحتها، واهتمامها، وما لا يعجبني فيها جمالها، علما أن جمالي ليس بالسيء، لكنه محدود، أرجو إفادتي، وجزاكم الله خيرا.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحابته ومن والاه.
بداية نرحب بك – أيُّها الابن الكريم – في الموقع، ونشكر لك التواصل والسؤال، وندعوك إلى التوقف عن هذه العلاقة التي ليس لها غطاء شرعي، ثم بعد ذلك أرجو أن تفكر بهدوء، وأن تُشرك الأسرة في هذا الأمر، وأن تجتهد في الوصول إلى ما يُرضي الله تبارك وتعالى، فإن الزواج نعمة، ونعم الله تبارك وتعالى ما ينبغي أن تُستخدم في معاصيه، ولا ينبغي أن نصل لهذه النعم عن طريق ليس شرعيا، فالغاية عندنا لا تبرر الوسيلة، بل لا بد أن تكون الوسيلة مشروعة، والغاية في الوصول إليها مشروعة.
ونحن (حقيقة) لا نؤيد الزواج مع تفاوت العادات والتقاليد والممارسات، ولا نؤيد الزواج إذا كان الإنسان عنده شيء من التردد، خاصة في مسألة الجمال، فإن العفة من أكبر وأهم أسباب الزواج، وهي لا تتحقق إذا تزوج الإنسان بفتاة يرى في مظهرها وجمالها نقص، ولذلك أرجو أن تنتبه لهذه المسألة.
ونحن نؤكد لك أن فراقها وأن التخلي عنها قد يكون صعبًا، لكن الأصعب من ذلك عليك وعليها هو الاستمرار والجري وراء السراب، والأصعب كذلك هو حصول الخلاف والنفور بعد العلاقة الشرعية، كما أن مسألة الشك والتردد عندك هذه لا تصلح معها تأسيس حياة زوجية؛ لأن الحياة الزوجية ينبغي أن تُبنى على الثقة وليست على رمال متحركة، وليست على أمور فيها شك وفيها تردد.
فحقيقة التعرف من خلال النت من المسائل المخيفة، لأن الشيطان يأتي بمثل هذه المداخل يأتي للفتاة يقول (ما الضمان لعل له صديقات شقيات) ويقول للرجل: (ما الذي يضمن لك أنها ليس لها علاقات أخرى؟) فالشيطان الذي يجمع الناس على المعصية هو الشيطان الذي يأتي ليفرَّقهم ويغرس الشكوك في نفوسهم.
لا شك أن ما حصل منك ومنها ليس من الصواب، ولكن إذا أردتم الاستمرار في هذا الطريق فلابد من التوقف، ولا بد بعد ذلك من توبة، ولا بد بعد ذلك من إعلان هذه العلاقة وتصحيحها لتكون شرعية، بعلم أهلها وأهلك، وخطبة رسمية، بعد ذلك يُباح لك التواصل والسؤال عن الأمور المهمة، ولا يباح لمن يخطب الخلوة بمخطوبته ولا التوسع معها في الكلام.
إذن نحن ندعوك إلى أن تقف مع نفسك لتحتكم لهذا الشرع الحنيف وتراعي مصالح كثيرة، مسألة العادات ومسألة التقاليد، ينبغي أن تكون لك نظرة في المستقبل أيضًا، هل المجتمع الذي أنت فيه يقبل أطفالاً بهذا النوع؟ ويقبل امرأة بهذه الطريقة؟ وهل امرأة اعتادت على التبرج يسهل عليها أن تعيش في مجتمع مصادم ومعاكس لما عاشت عليه؟ وهل يمكن أن تتغاضى عن مسألة الجمال والنقص فيه؟ وهل؟ وهل؟ .. أسئلة كثيرة لا بد أن تكون الإجابة إليها أو عليها الآن، والشريعة تدعو الإنسان إلى أن يأخذ الحذر، وإلى ألا يستعجل في هذه الأمور، وكذلك تنهى عن الظلم، فإذا كان هذا ظلم وتقصير منك ومنها فإن الظلم الأكبر يكون في المجاملة في هذه الأمور وعدم الصدق فيها.
نسأل الله تبارك وتعالى أن يعينك على الخير، ولا يخفى عليك أن المسلم إذا تردد في أمرٍ فإنه يسارع إلى الاستشارة – وقد فعلت – ثم يسارع إلى الاستخارة، وهي مهمة جدًّا، ولأهميتها كان النبي - صلى الله عليه وسلم – يعلمها لأصحابه كما يعلمهم السورة من القرآن، والاستخارة هي طلب الدلالة إلى الخير ممن بيده الخير، يصلي الإنسان ركعتين، يدعو بدعاء الاستخارة، ثم بعد ذلك يمضي في سبيله، وهي من الأهمية بمكان، وهذا وقت الاستخارة، فاحرص على أن تصلي لله وتستخير، ثم بعد ذلك لا مانع من أن تتواصل معنا، ونسأل الله أن يقدر لك الخير حيث كان ثم يرضيك به.