كيف أعالج الخوف والقلق الذي ينتابني
2013-05-09 00:30:06 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
مشكلتي بدأت قبل ست سنوات في الصف الأول ثانوي عند أدائي للاختبار ولأول مرة تحصل معي، بدأت تزداد ضربات قلبي وأرتجف من شدتها، لم أستطع كتابة شيء، مع أني متفوقة، ومن الأوائل دائما، دقيقتين ورجعت لطبيعتي.
المشكلة استمرت معي، أصبحت أخاف من الاختبارات بشكل عام، تدريجيا أصبحت أخاف من كل شيء، وتظهر عندي نفس الأعراض التي ذكرتها مع قلق شديد في المناسبات، حتى عند زيارة الطبيب، أثرت على حياتي اليومية، الآن أدرس في السنة الثالثة من المرحلة الجامعية، قدمت اعتذارا عن هذا الفصل الدراسي بسبب هذه المشكلة، حاولت أن أجد حلا مع نفسي بحكم تخصصي في علم النفس ولم أستطع.
الآن تقدم شاب لخطبتي، والنظرة الشرعية بعد أسبوعين تقريبا، حاولت أن أرفض موضوع الخطبة بسبب المشكلة، لكن الأهل لا يجدونه سببا مقنعا لرفضي للخاطب.
عمري21 سنة، أريد حلا وأرجو الإفادة لأني فقدت الأمل في نفسي.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ *** حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فإن مشكلتك بسيطة جدًّا، لكنها بالطبع هامة؛ حيث أنك بفضل الله تعالى تقدم لك شاب للخطبة، والنظرة الشرعية بعد أسبوعين – كما ذكرت – نسأل الله أن ييسر أمرك.
الذي تعانين منه هو نوع من الخوف القلقي البسيط، القلق له مكونات نفسية، وله مكونات فسيولوجية – يعني جسدية – فتسارع ضربات القلب والشعور برعشة بسيطة أو تلعثم في الكلام دائمًا ناتج من التغيرات الفسيولوجية المصاحبة للخوف.
هذا الذي يحدث لك تحسين أنت به بشكل مضخم ومكثف، أي أن واقعه أقلَّ مما تشعرين به - هذه نقطة مهمة جدًّا – ولا أحد يلاحظ عليك أي نوع من التغير، مشكلة الإخوة والأخوات الذين يعانون من قلق المخاوف - خاصة ما يمكن أن نسميه بالرهبة الاجتماعية البسيطة – يأتيهم الاعتقاد والتفكير والظن بأنهم تحت مجهر ومراقبة الآخرين، وهذا ليس صحيحًا، فما تحسين به هو شعور داخلي، وغالبًا يكون هذا التسارع في ضربات القلب في بداية المواجهة، بعد ذلك تصبح الأمور عادية جدًّا بالتدريج.
هذا الشرح مهم وضروري، وأنا أؤكد لك أنك لن تفشلي أبدًا في الموقف الاجتماعي القادم.
أنصحك أيضًا أن تُكثري من المواجهات، والمواجهات في الخيال تفيد الإنسان، بعد ذلك تطبق في الواقع. المواجهة في الخيال: تصوري أن الشاب قد حضر وقد تم استقباله، وأنك كنت في حالة خجل، وبعد ذلك ذهب وكان الأمر طيبًا ولطيفًا. عيشي هذا الخيال عدة مرات، هذا نسميه كما ذكرت لك بـ (التعريض في الخيال) وهو مهم جدًّا.
تصوري موقفًا آخر: ليلة العرس والزفاف والفرحة، عيشيها كشريط أمام ناظريك وفي داخل عقلك وبكل تفاصيله، هذا نوع أيضًا من التعريض، ولن تتهيبي الموقف أبدًا، فالواقع أفضل كثيرًا مما يتصوره الإنسان في خياله.
هنالك أدوية إسعافية جيدة تساعد في علاج هذه الحالات، إن أردت أن تذهبي إلى الطبيب النفسي فسوف يقوم بالواجب حيالك تمامًا. هنالك أدوية بسيطة مثل عقار (إندرال) والذي يعرف باسم (بروبرالانول) دواء جيد لعلاج الآثار الجسدية للقلق، لكن لا ننصح باستعماله بالنسبة الذين يعانون بالربو، والجرعة المطلوبة هي عشرة مليجرام يوميًا لمدة ثلاثة أيام، ثم عشرة مليجرام صباحًا ومساءً لمدة شهرين، ثم عشرة مليجرام صباحًا لمدة أسبوعين، ثم يتم التوقف عنه.
وهنالك دواء آخر بسيط جدًّا يعرف تجاريًا باسم (فلوناكسول) ويعرف علميًا باسم (فلوبنتكسول) الجرعة المطلوبة هي حبة واحدة لمدة ثلاثة أيام أيضًا - وقوة الحبة هي نصف مليجرام – ثم بعد ذلك ترفع الجرعة إلى حبة صباحًا ومساءً لمدة أسبوعين، ثم حبة مساء لمدة أسبوعين، ثم يتم التوقف عن تناوله.
هذه أدوية بسيطة جدًّا مزيلة للقلق والتوترات، ولا أعتقد أنك في حاجة أكثر من ذلك، المهم هو أن تُجددي قناعاتك وتحسّنيها، وأن تعرفي أن هذه ظاهرة نفسية فسيولوجية وليست مرضًا أبدًا، والأمر الآخر هو: إن استطعت أن تقابلي الطبيب النفسي لزيارة واحدة سوف يكون أمرًا جيدًا حتى يصف لك الأدوية.
بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا، ونسأل الله لك الشفاء والعافية والتوفيق والسداد.