أبي يظلم أمي كثيرا ويؤذيها، فكيف نتصرف؟
2013-04-23 01:21:34 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم.
تعاني أمي من ظلم أبي لها منذ زمن طويل، فهو دائما ما كان يؤذيها ويمتنع من النفقة عليها أغلب الوقت, يهينها أمام أولادها، ويرمي أهلها ووالدها المتوفى بالباطل أمام أهلها لتشويه صورتها.
تم عقد جلسات صلح بواسطة والديه وأخيها أكثر من مرة، وكان في كل مرة يخلف جميع وعوده، ويلجأ إلى الكذب لتشويه صورتها.
مع العلم أنها امرأة شديدة الإيمان بالله, تحفظ القرآن الكريم كله، ودائما ما كانت تنصحه، وتتوسل إليه بحسن المعاملة، ودائما ما قدمت تنازلات لإرضاء زوجها، وضمان أفضل حياة لأولادها.
فوجئنا منذ أشهر أن أبي سافر للخارج سرا, مع العلم أن عمله في الخارج, من دون علم أمي ولا إخوتي ولا حتى أهله، وتوقف عن الإنفاق علينا لعدة أشهر.
قررت أمي أن تترك البيت بعد 3 أشهر، مع العلم أن البيت كان لا يصلح للعيش الآدمي، ومع العلم أيضا أن أبي له من القدرة المالية ما يمكنه من توفير معيشة أفضل، ولكنه كان يبخل على أمي وإخوتي، رفعت أمي قضية خلع ونفقة على أبي.
وبالرغم من ذلك لم تمنعه من رؤية أولاده، ولكنه هو من كان يرفض، استمر أبي في رمي أمي بالباطل، ورفع قضايا يتهمها فيها بأمور لم تفعلها أمي قط (كخطف الأطفال، وسرقة ماله) وبالرغم من ذلك فهو يعرف مكاننا، وهي لم تمنعه قط من رؤيتنا لعلمها بحقه في أولاده.
القضايا الآن في حوزة المحكمة إلى أن يصدر حكم بالخلع والحضانة، وأصبح هذا الموضوع سببا في قلقي على أمي ويقيني أنه وقع عليها ظلم شديد من أبي لا يمكّنها من العيش معه مرة أخرى.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحابته ومن والاه.
نرحب بك - ابننا الكريم – ونشكر لك هذه المشاعر النبيلة تجاه الوالدة، ونسأل الله أن يعين الوالد على العودة إلى الصواب، ونسأل الله تبارك وتعالى الهداية للجميع، ونتمنى أن يقر أعينكم بصلاحه وعودته إلى صوابه، ونشكر للوالدة الحافظة لكتاب الله صبرها وإحسانها واحتمالها، وستجد هذا كله - إن شاء الله تعالى – في موازين حسناتها، فإن الإنسان في هذه الدنيا إذا صبر عوضه الله تبارك وتعالى خيرًا، والعاقبة للصابرين.
ونحن نتمنى وأنتم في هذه السن أن يكون لكم دور، طالما أنت -ولله الحمد- ناضج، والدليل هو كتابة هذه الاستشارة الجميلة، نتمنى أن يكون لكم دور، ولو عن طريق الأعمام والعمات والأخوال والخالات في التواصل مع الوالد لتدارك بعض ما حصل، فإنا لا نخاف على الوالدة بقدر ما نخاف على الوالد، الذي قصر في حقه، وقصر في واجباته، واتهم الوالدة بالظلم كما قلت، لذلك نحن نخاف عليه، وفي النهاية يهمنا مصلحة الوالد أيضًا، وعودته إلى الحق والصواب.
نشكر لكم هذه المشاعر تجاه الوالدة، وهي طبعًا الجانب الأولى بالبر المضاعف، لكن في كل الأحوال نتمنى أن تكون صورة الأب هي صورة الأب، فهذا الوالد هو والد لكم، أرجو أن تحفظوا له حقه في هذه الناحية، وإن أساء وإن قصر، ونبشركم بأن الله هو الرزاق سبحانه وتعالى، وأنه لن تموت نفس حتى تستكمل رزقها وأجلها، فنسأل الله تبارك وتعالى أن يبارك فيكم، وأن يعوض بكم الوالدة عن كل ما فقدت، وأن يجعلكم من الصالحين المصلحين، هو ولي ذلك والقادر عليه..
ونحن (حقيقة) نتعجب من هذا الذي حصل من الوالد، ويبدو أن الأسرة كلها تشارك في هذا؛ لأن الذين كانوا يأخذون عليه العهود والمواثيق ثم هو يخلف، هم الآن شهود على هذا التمرد، وعلى هذا التقصير من هذا الوالد، ولا نملك إلا أن ندعو له بالهداية والعودة إلى الصواب، وندعوكم إلى بر الأم والمبالغة في الإحسان إليها، ونسأل الله أن يسهل أمرها، وأن يلهمها السداد والصواب.
إذا كان هناك مجال للإصلاح، فنتمنى أن يكون لكم سعي في هذا الجانب، ونحن إذ نشكر للوالدة صبرها الطويل، وندعوها إلى مزيد من الصبر من أجل أبنائها، وهي أعرف بتقصير زوجها، ولكن احتمالها وصبرها هذا ستجد عليه الثواب العظيم عند الله تبارك وتعالى، وإذا كان المسلم مطالب أن يصبر على الآخرين، وأن يصبر على تقصيرهم، وأن يقابل إساءتهم بالإحسان فأولى من يحتاج إلى هذا هو الزوج الذي على الأٌقل له علاقة، وله شراكة، وله أبناء، وله رابط ليس هناك رابط مثله، وهو رابط الزوجية، فنسأل الله أن يعين الوالدة على مواصلة هذا المشوار إذا لاحت بوادر الصلح، والندم والعودة من هذا الرجل إلى صوابه.
نسأل الله التوفيق والهداية للجميع.