كلما أتوب من الذنب أرجع إليه!

2013-04-29 05:28:44 | إسلام ويب

السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
لدي ذنب كلما أتوب منه أرجع إليه، فكيف أبتعد عنه؟ وما هي شروط التوبة المقبولة؟


الإجابــة:

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ أحمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحابته ومن والاه.

نشكر لك هذا التواصل الجيد المستمر مع موقعك، ونسأل الله أن يجعلنا ممن يحرص على خدمة أبنائه وإخوانه، وأن يعيننا وإياك على الوصول إلى الحق والخير والصواب، وأن يثبتنا، وأن يتوب علينا لنتوب، هو ولي ذلك والقادر عليه.

أبدأ الإجابة بقصة ذلك الشاب الذي قال لإبراهيم ابن أدهم: (عندي ذنب لا أستطيع أن أتركه؟ فقال له: يا هذا إذا أردت أن تعصي الله فلا تسكن في أرضه، قال: وأين أسكن والأرض كلها لله؟ قال: يا هذا إذا أردت أن تعصي الله فلا تأكل من رزقه، قال: ومن أين آكل والأرزاق كلها بيد الله؟ قال: يا هذا إذا أردت أن تعصي الله فابحث عن مكان لا يراك فيه، قال: وكيف والله لا تخفى عليه خافية؟ قال: يا هذا إذا جاء ملك الموت فامتنع ورده، قال: وكيف وهم لا يعصون الله ما أمرهم ويفعلون ما يؤمرون؟! قال: أما تستحي من الله تأكل من رزقه، وتسكن في أرضه، وتعصيه وهو يراك؟! فتاب الشاب وحسنت توبته.

إننا بحاجة أن نقف مع أنفسنا، وأرجو أن تعلم أن العظيم تبارك وتعالى يعفو عن الإنسان ويستر عليه ثم يستر عليه، فإذا تمادى ولبس للمعصية لبوسها هتكه وفضحه وخذله، فنحذرك من غضب الله تعالى {فليحذر الذين يخالفون عن أمره أن تُصيبهم فتنة أو يُصيبهم عذاب أليم} وندعوك إلى أن تتوب توبة صادقة نصوحاً، قال تعالى: {وتوبوا إلى الله جميعًا أيها المؤمنون لعلكم تفلحون} ، {يا أيها الذين آمنوا توبوا إلى الله توبة نصوحًا عسى ربكم أن يكفّر عنكم سيئاتكم ويدخلكم جنات}.

اعلم أن توبة الكذابين هي أن يتوب الإنسان بلسانه ويظل القلب متعلقًا بالمعصية، محتفظًا بذكرياتها وأرقامها، وأدواتها وإيميالاتها، فالتوبة الصادقة تحتاج إلى صدق وإخلاص مع الله، تحتاج إلى أن يتخلص الإنسان من آثار الخطيئة، من كل ما يذكره بها، كما جاء في حديث قاتل المائة: (ولكنك بأرض سوء، فانتقل إلى أرض كذا وكذا، فإن بها أقوامًا يعبدون الله تعالى فاعبد الله معهم) لاحظ التوجيه: أُمر بأن يُغيّر الرفقة، وبأن يغير البيئة.

غيّر بيئة المعصية، وغيّر رفقة المعصية، وهذه ضمانات كبرى، إذا غيّر الإنسان بيئة المعصية ورفقة المعصية وتفادى أسباب المعصية وتخلص من ذكريات المعصية، واستحضر عظمة من يعصيه، وأنه يعصي الله العظيم وأن الله يراه، (لا تنظر يا عبد الله إلى صغر الخطيئة، وانظر إلى عظمة من تعصيه) إذا خاف الإنسان من أن يأخذه الله على الذنب، فإن هذه أمور تحمل الإنسان على التوبة، وعلى الرجوع إلى الله تبارك وتعالى.

انتبه لنفسك، وعد إلى صوابك، واعلم أن الله تبارك وتعالى يُمهل ولا يهمل، وأن أخذه أليم شديد.

نسأل الله أن يتوب عليك وعلينا لنتوب، وأن يلهمنا السداد والثبات والرشاد، هو ولي ذلك والقادر عليه.

www.islamweb.net