هل أتزوج بالثانية على شرطها أم لا؟
2013-04-22 04:16:04 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أسأل الله أن يجعل ما تقومون به في موازين حسناتكم.
أنا شاب متزوج وعندي طفل, وأريد أن أتزوج من ثانية, كلمت زوجتي بذلك, ومع الأخذ والعطاء رضيت, وقمت أبحث هنا وهناك حتى وجدت موقع زواج في الإنترنت, ووجدت فتاة سورية من النازحين وناسبتني وارتحت لها.
لكن قالت: لن أرضى بالزواج حتى تقبل بأختي الصغيرة وأمي معي, قلت لها: أنا لا أستطيع أن أصرف عليهم, وأنا الآن حيران: هل أتركها, أم أتزوجها وأرضى بأهلها؟ مع العلم أني أستطيع أن أصرف عليها وحدها.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ أبو فارس حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحابته ومن والاه.
نرحب بك في الموقع، ونشكر لك الثناء على الموقع، ونبين لك أن هذا واجب علينا وشرف لنا أن نكون في خدمة إخواننا وأخواتنا وأبنائنا وبناتنا، ونسأل الله أن يستخدم الجميع في طاعته، وأن يجعل أعمالنا خالصة لوجه الكريم، إنه على كل شيء قدير.
نشكر لك هذه الرغبة في الخير، ونشكر لزوجتك هذه الموافقة، وأرجو أن تُكرمها (الزوجة الأولى) وأن تقدر لها هذا الموقف النبيل والجميل، كما نرجو كذلك أن تجتهد في مساعدة هذه الأخت السورية، فإن إخواننا في سوريا يمرون بأزمات، وإذا كنت تستطيع أن تلبي الشرط الذي اشترطته, وتأوي هذه الأسرة –وهي بحاجة إلى من يؤويها – ثم تتزوج هذه الفتاة, وفي نيتك الإكرام والمساعدة، وفي نيتك القيام بالواجب, أو ببعض الواجب تجاه إخواننا, فأرجو ألا يكون في ذلك حرجًا.
أما إذا كنت لا تستطيع أن تلبي هذا الشرط, فخير لك أن تترك هذا الموضوع، لأن أهل الإيمان على شروطهم، ويصعب على الفتاة أيضًا أن تسعد بدون أختها وأمها، وهذا المعنى ينبغي أن يكون واضحًا، فإن عزل الفتاة عن أمها وأختها في مثل هذا الوضع الذي يعيشه إخواننا هناك قد يصعب معهم أن تسعد معك, أو أن تعيش معك، لأن الإنسان مدني بطبعه، والإنسان كله مشاعر يتأثر بمثل هذه المواقف، فنسأل الله أن يعينك على الخير، وأن يستخدم الجميع في طاعته، ونتمنى أن تكون أهدافك من الزواج كبيرة وواضحة، وليس مجرد طمع في لون معين, أو في شكل معين, أو لأهداف قصيرة المدى، فإن الزواج عندنا على التأبيد، والزواج عندنا له معاني كبيرة جدًّا، والنبي - عليه الصلاة والسلام – يُفاخر ويُكاثر بنا الأمم يوم القيامة.
فإذا كنت تستطيع: العدل, وتطييب الخواطر, وإدخال الإحسان والسرور على الأسرتين, فتقدم في هذا الأمر، واعلم أن فيه الخير الكثير، وإن كنت ذلك الشخص الضعيف الذي لا يملك مشاعره, وقد لا يستطيع أن يعدل، وطبعًا مشاعر الإنسان لا يستطيع أن يملكها (اللهم هذا قسمي فيما أملك، فلا تلومني فيما تملك ولا أملك) ولكن إظهار هذه المشاعر يملكه الإنسان، فليس لك أن تُسيء للأولى أو تسيء للثانية، أو تعيّر هذه بلونها أو تلك بشكلها، هذه من الأمور التي أرجو أن تتجنبها، واعلم أنك اخترت الأولى واخترت الثانية على إعجاب, وعن رغبة منك, ولم يفرض عليك شيء، ولذلك ينبغي أن يصطحب الإنسان هذه المعاني، ويحافظ على مشاعر أهله أيًّا كانوا، وزوجاته، مهما كان عددهنَّ، ينبغي أن يحافظ على هذه المشاعر، ويحفظ لسانه.
ونسأل الله أن يعينك على الخير، وأن يقدر لك الخير ولها الخير، هو ولي ذلك والقادر عليه.