لم أعد أصلي وأريد أن أواظب على الصلاة، أفيدوني

2013-04-23 05:38:47 | إسلام ويب

السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أنا أريد أن أواظب على الصلاة حقا، أتوضأ لكني أتكاسل عن الصلاة، وأحياناً أصلي كل الصلوات وأحياناً أتكاسل عن بعضها، لكن الآن لم أعد أصلي أبداً.

أرجو الإفادة.


الإجابــة:

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ ندا حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أهلاً بك -أختنا الفاضلة- في موقعك إسلام ويب، وإنه ليسرنا تواصلك معنا في أي وقت، ونسأل الله أن يبارك فيك وأن يحفظك من كل مكروه.

بخصوص ما سألت عنه فإننا ابتداء نحب أن نقول لك: إن هذا الكلام يدل على أن الخير فيك، وأنك محبة للطاعة ومريدة للخير وهذا أمر طيب.

لا شك -أختنا الفاضلة- أن أعظم الأعمال بعد الإيمان بالله الصلاة، وقد أخبرنا بذلك النبي -صلى الله عليه وسلم-، فمن ضيعها فهو أشد تضييعاً لما سواها من الأعمال، وقد ثبت عن النبي -صلى الله عليه وسلم- أنه قال: (خمس صلواتٍ كتبهن الله على العباد في اليوم والليلة، فمن حافظ عليهن كن له عهداً عند الله أن يدخله الجنة، ومن لم يحافظ عليهن لم يكن له عند الله عهد، إن شاء عذبه وإن شاء غفر له)، ولعل هذه الخطوات المقبلة تعينك -إن شاء الله -على المحافظة عليها:

أولاً: نريدك ابتداء أن تفهمي أن الصلاة لقاء إيماني روحي تلتقين فيه مع الله عز وجل، تلتقين فيه مع من أنعم عليك وتفضل، ومن بيده جل شأنه وحده -لا غيره- سعادتك، من خلق الدنيا لأجل عبادته، هذا هو اللقاء الإيماني الذي تفضل علينا أن نلتقي به خلاله، نبث له جل شأنه همومنا ونرجوه أن يصلح حالنا، فليس أحد يجيب المضطر سواه.

بهذا المفهوم تصبح الصلاة راحة لا مجرد تكليف، وتستشعرين ساعتها الراحة التي أخبر عنها النبي -صلى الله عليه وسلم-: (أرحنا بها يا بلال).

ثانياً: اعلمي -حفظك الله- أن الصلاة سبب فلاحك ونجاحك في الدنيا والآخرة، فإذا حافظتِ عليها كان لك عند الله العهد العظيم بالنجاة في الدنيا والآخرة، وتأملي قول الله تعالى: {والذين هم على صلواتهم يحافظون*أولئك هم الوارثون*الذين يرثون الفردوس هم فيها خالدون}، وقال تعالى: {والذين هم على صلواتهم يحافظون*أولئك في جنات مكرمون}، وقد ثبت عن النبي -صلى الله عليه وسلم- أنه قال: (رأس الأمر الإسلام وعموده الصلاة)، فبين النبي -صلى الله عليه وسلم- أن عمود الدين هو الصلاة، فمن أقامها أقام الدين، ومن هدمها فقد هدم دينه، كما هو ظاهر وبيّن لك.

ثالثاً: كذلك من الأسباب المعينة على الصلاة، معرفة العقوبة الشرعية في الآخرة وفي القبر عند الموت لمن فرّط في المحافظة على الصلاة، وقد ثبت عن النبي -صلى الله عليه وسلم- أن العبد الذي ينام عن الصلاة ويفرّط في بعض صلواته بسبب النوم عمداً، أن عقوبته في القبر أن الله يسلّط عليه ملكاً يضربه بحجر على رأسه حتى يهشم رأسه، وأنه يكرر ذلك ويفعل ذلك به عقوبة وجزاء في ظلمة قبره، وأما في الآخرة فإن أول ما يُسأل عنه يوم القيامة هو الصلاة، فمن صلحت صلاته صلح عمله، ومن فسدت صلاته فسد سائر عمله، كما ثبت عن النبي -صلى الله عليه وسلم-، وقد قال تعالى:{ولعذاب الآخرة أخزى}.

رابعاً: الإيمان الكامل بأن طريق الفلاح والسعادة لا يتحقق إلا بالاقتراب من الله، ولا يتحقق الأمن القلبي والاطمئنان إلا بذكر الله والصلاة، قال تعالى: {ألا بذكر الله تطمئن القلوب}، ومهما اجتهد العبد في الوصول إلى الاطمئنان من غير هذا الطريق لا يصل إلى مبتغاه.

خامساً: كذلك من الأسباب التي تُعين على المحافظة على الصلاة بعد معرفة قدرها، المبادرة إلى إقامتها في أول وقتها، فبمجرد سماع الأذان بادري إلى الوضوء والصلاة حتى تقطعي حبائل الشيطان، بحيث لا يشغلك عن أدائها في وقتها.

سادساً: وجود رفقة مأمونة من النساء الصالحات تذكرك إذا نسيت وتنصحك إذا تكاسلت، فإن هذا يُعينك كثيراً على المحافظة على صلاتك، والابتعاد عن الرفيقات اللاتي لا يُصلين، أو يشتغلن بأمور منكرة لا ترضي الله ورسوله -صلى الله عليه وسلم-.

سابعاً: ختاماً أختنا عليك بالدعاء، فقد كان من دعاء إبراهيم الخليل -عليه الصلاة والسلام-: {رب اجعلني مقيم الصلاة ومن ذريتي ربنا وتقبل دعاء}، فينبغي أن تحرصي على طلب المعونة من الله، وقد كان النبي -صلى الله عليه وسلم- يقول عقب الصلاة: (اللهم أعني على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك).

نسأل الله بمنه وكرمه أن يبارك فيك، وأن يحببك إلى الصلاة، وأن يشرح قلبك لها، والله الموفق.

www.islamweb.net