أعاني من رائحة كريهة في جسدي رغم استحمامي يوميا!
2013-04-04 05:27:17 | إسلام ويب
السؤال:
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أعاني كثيرا: فأنا فتاة أبلغ من العمر 14عاما, مشكلتي هي الإمساك الشديد (أقل من ثلاث مرات في الأسبوع) وبالطبع فهو يسبب لي الألم الشديد في البطن, وقد بدأ هذا معي منذ سنة كاملة من الآن, وبدأ معه ظهور رائحة كريهة في جسمي, مع حرارة فيه, خصوصا في منطقة البطن, وبالتأكيد هو يزداد عندما يكون الجو حارا, غالبا الناس تشم هذه الرائحة وأنا لا أشمها.
مع العلم أني محافظة على نظافتي الشخصية, فأنا أستحم مرتين يوما, وأستعمل مضادات التعرق والكريمات المعطرة والمرطبة, أحافظ على نظافة أسناني و..و..الخ.
ونتيجة لهذا أصبحت في حزن شديد, وانعزال عن الناس, وأكره المدرسة لتهامس الزميلات عني, ولظلمهم لي (يعتقدون أني غير محافظة على النظافة الشخصية)
وأيضا أنا منعت نفسي من كثرة الثوم والبصل وكثرة البهارات.
فهل للإمساك علاقة برائحة جسمي الكريهة؟ وإن كان كذلك فما علاجه؟ وفوق هذا كله فأنا أعاني أيضا من غازات ورياح كثيرة, وانتفاخ في البطن يسبب لي الإحراج الشديد, وقد بدأ هذا معي منذ أربع سنوات, ولم تتوقف حتى الآن.
منعت نفسي من الفول والعدس و..و...الخ, لكن هذا لم يجد نفعا, جربت شرب بعض الأعشاب كالنعناع والأزهار والبابونج.. ولم ينفع أيضا, فما علاج الغازات؟ وهل هذا كله يعني أني مصابة بالقولون؟ وإن كان كذلك فما هو علاجه؟
وفي النهاية أشكركم مقدما, وأعتذر عن كل هذا, وأتمنى منكم الرد السريع, فأنا أعاني كثيرا.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ همسي حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،
هذه هي أعراض القولون العصبي من آلام في البطن, مع إمساك, وغازات في البطن, وكما تعلمين فإن القولون العصبي ليس مرضاً عضوياً، وإنما وظيفي -أي أنه اضطراب في وظيفة القولون نتيجة زيادة الشعور بحركة القولون- وفي نفس الوقت يكون هناك زيادة في حركة الأمعاء، والأمر مرتبط ارتباطاً وثيقاً مع الحالة النفسية.
ومن الأمور التي تُساعدك على التأكد من أن هذه الأعراض هي أعراض القولون العصبي, وليست بسب مرض عضوي هو أن الآلام عادةً لا توقظ المريض من النوم، ولا تترافق مع ارتفاع في الحرارة أو نقصان في الوزن أو دم في البراز، وتتأثر كثيراً بالضغوطات النفسية, وأيام الامتحانات والقلق والتوتر، وكذلك مع بعض أنواع الأطعمة, وأعراض القولون العصبي هي:
. الانتفاخ والغازات.
. خروج المخاط مع البراز.
. الإمساك.
. الإسهال بعد الطعام، أو في الصباح الباكر، أو كلاهما معا.
. الشعور بعدم استكمال الإخراج بعد الذهاب للحمام.
. الرغبة في الذهاب للحمام.
. آلام في البطن، ومغص يزول بعد الذهاب للحمام.
.خروج أصوات واضحة من البطن يسمعها القريب منك.
وتزيد هذه الأعراض في حالة الضغوط النفسية أو السفر، أو حضور المناسبات العامة، أو تغير نمط الحياة اليومي, وتراكم مشاعر التوتر والضيق والغضب, وعدم القدرة على التحمل تخفض عتبة التحمل، وتستثير تقلصات شديدة في القولون عند من يعانون من القولون العصبي أصلاً، وقد أوضحت إحدى الدراسات أن 70% من عامة الناس قد عانوا من تغيرات هضمية بسبب الضغوط النفسية، وليس كل المرضى عندهم كل الأعراض هذه، فقد يكون عندهم بعض الأعراض وليس كل الأعراض، وتختلف من شخص لآخر.
والقولون العصبي من الأمراض المزمنة التي يتوجب عليك التعايش معها، ويفضل:
- تناول وجبات منتظمة ومتوازنة، وتجنب الأطعمة الغنية بالدهون.
- تناول كميةٍ كبيرة من الماء.
- المداومة على الرياضة؛ فهي تشد العضلات، وتحافظ على الوزن، وتضبط إيقاع القولون (المشي لمدة نصف ساعة، أو عمل تمارين للبطن والظهر مما يساعد على إخراج الغازات من جسمك).
- تناول 5-6 وجبات صغيرة في اليوم بدلاً من ثلاث وجبات كبيرة.
- تعلمي كيف تتعاملين مع الإجهاد النفسي والضغوط.
- تجنبي الإمساك باستخدام الملينات المعتمدة على الألياف.
- شرب الشاي الأخضر بنعناع أو شرب البابونج وأنت تقومين بذلك.
هناك بعض الأدوية المفيدة بإذن الله، ومنها:
- (duspataline) ثلاث مرات, وهذه تخفف من تقلص القولون.
وهناك بعض الأدوية التي تقلل من الغازات والتقلص مثل:
- (Spasmocanulase) حبتين في اليوم.
أما رائحة الجسم فليس لها علاقة مع القولون العصبي؛ لأن رائحة الجسم في معظم الأحوال يكون السبب فيها هو النظافة الشخصية, ولا أعتقد أن هذه هي المشكلة عندك؛ لأنك تستحمين يوميًا مرتين للتخلص من التعرق في الجسم, وما يتركه من فضلات على الجلد تسبب رائحة غير مقبولة.
إن بعض الأشخاص لهم رائحة تعرق نفاذة, بسبب زيادة نمو البكتيريا في الإبطين بسبب الرطوبة المستمرة.
ومن أسباب الرائحة غير المقبولة تناول بعض الأطعمة, مثل: البصل, والثوم, والبهارات, وهذه الروائح تخرج مع العرق, فتكون في جميع الجسم, ومنه أيضًا اضطراب الهرمونات -كما هو في مرحلة المراهقة- فتجد لهم رائحة نافذة, وكذلك تخرج رائحة نافذة عند من يعانون من اضطرابات نفسية, أو الإجهاد الجسدي.
في بعض الأحيان يكون السبب وراثيًا, كأن يكون هناك نقص في أحد الإنزيمات في الجسم, والذي يتبعه تراكم بعض المنتجات في الجسم, والتي قد تسبب هذه الرائحة, ولذا تجده في بعض العائلات أو بعض الناس في بلدان معينة.
من الأمراض التي تسبب رائحة زائدة هي السكري, عندما لا يكون منضبطًا, أو بسبب أمراض الكلى, أو الكبد, أو اضطرابات الغدة الدرقية وهذه كلها ليست عندك.
لذا فإن عليك بالاستحمام يوميًا بالصابون كما تقومين, واستخدام فوطة مبللة بالماء والصابون لتنظيف مناطق الإبط, والمغبن, ومنطقة الشرج, ويفضل أن يكون حمامًا بخاريًا إن أمكن فهذا يخلص الجسم من المتبقي على الجلد.
ويمكن وضع ماء الأكسجين (Oxygen peroxide 3%) ملعقة في كوب من الماء, ومسح الإبطين به للتخلص من الرائحة الزائدة, وكذلك استخدام مثبطات التعرق.
ويجب تنظيف منطقة الشرج بالماء بشكل جيد, ثم تنشيفها بلطف, ويجب لبس الملابس القطنية الفضفاضة.
ويمكن تناول ملعقة من الكلوروفيل, وهو يباع في الصيدليات بشكل سائل, ثلاث مرات في اليوم مع الطعام, ويمكن وضع بودرة في مناطق التعرق, أو على الجسم بعد الاستحمام اليومي.
إن استمرت الرائحة فعليك بمراجعة الطبيب.
وأما بالنسبة لرائحة البراز؛ فإن كان عندك رائحة للغازات فتكون ذات رائحة شديدة عند من يتناول كميات كبيرة من اللحوم, وعند النباتيين بسبب طبيعة الأكل, وبعض الناس لا يقوم الجسم بهضم بعض الأطعمة فيسبب ذلك رائحة براز كريهة عند تناول كميات زائدة من البيض, وبعض الأطعمة, ويمكن ملاحظتها بنفسك؛ لكي تعرفي إن كان هناك نوع معين من الأطعمة, خاصة البصل, والثوم, أو أنواع أخرى تزيد معها الرائحة فتتجنبيها.
نرجو من الله لك الشفاء والمعافاة.