لماذا أتجنب النظر في عين من يتكلم معي .. وما علاج ذلك؟
2013-04-15 02:10:22 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
يقسم الناس إلى عدة شخصيات، فما أقسام الشخصيات؟
وهل يمكن للإنسان أن يغير شخصيته من نوعية إلى نوعية أخرى؟ فمثلا الشخصية الحساسة أو الشكاكة، هل من الممكن أن نغيرها؟
لماذا أتجنب النظر في عيون من يتكلم معي، أو في عيون من أكلمه؟ وما الحل لهذه المشكلة؟ وما فوائد النظر في عيون من أتواصل معه؟
وجزاكم الله كل خير على ما تقدمون.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ وردة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،
فإن الشخصية وتحديدها أصلاً بدأت من المسارح اليونانية القديمة، هنالك نظرية (نظرية القناع) حيث كل ممثل كان يلبس قناعًا يُغطي به وجهه، وهذا القناع بالطبع كان يميز كل ممثل عن الآخر، من هنا أتى مفهوم الشخصية، ثم تطورت ثم لتصبح لا تعتمد على شكل الإنسان فقط، إنما على سماته وصفاته ومكونات النفسية والوجدانية، ومستوى تطبعه الاجتماعي ومقدراته المعرفية.
الشخصية لها عدة أقسام، ويتم تشخيصها من خلال المعرفة الإكلينيكية – أي أن كل شخص يقوم بتقييم الإنسان، ويجوز للإنسان أن يقيم ذاته، ماذا يظن حول نفسه؟ ثم تأخذ انطباعات الآخرين، ثم تجرى ما يعرف بالاعتبارات الشخصية، ومن خلال هذه الأربع محاور، وبعد تجميعها يمكن أن نصل إلى صورة تقديرية جيدة لشخصية كل إنسان.
هنالك النظام الأمريكي الإحصائي للمعايير التشخيصية، وهنالك النظام العالمي العاشر للتشخيص، وقد أجمعت هذه الأنظمة على أن الشخصية يمكن أن تقسّم إلى عدة أنواع: هنالك شخصية ظنانية، وهنالك الشخصية الوسواسية، وهنالك الشخصية القلقية، والشخصية الانفعالية، الشخصية الحدّية، الشخصية المضادة للمجتمع، وصُنفت إلى ثلاثة عشر نوع، لكن هذا لا يكفي (حقيقة) لأن سمات الناس وصفاتهم تتداخل، والآن توجد مراجعة كبيرة جدًّا وسط العلماء حول تقسيمات الشخصية.
فإذن هي مجموعة سمات نسميها ما نسميها في نهاية الأمر، يمكن مثلاً أن نسمي إنسانًا (شخصية اعتمادية) إذا كانت لديه سمات الاعتماد على الآخرين، ويمكن أن نسمي شخصية (شخصية قصورية) مثلاً (شخصية اكتئابية)، (شخصية منشرحة) وهكذَا، فهي (حقيقة) ليست دقيقة مائة بالمائة، لكن أعتقد من الناحية التشخيصية والإكلينيكية، وكذلك لتسهيل سبل التخاطب ما بين المختصين والعلماء.
سؤالك: هل يمكن للإنسان أن يغير شخصيته من نوعية إلى أخرى؟ .. لا نستطيع أن نقول تغييرًا جذريًا كاملاً، سماته الشخصية الأساسية سوف تبقى، لكن يمكن أن تحدث تحورات في شخصية الإنسان، وذلك من خلال تفاعله مع البيئة، التفاعل مع بيئة معينة قد يطبع الإنسان على طبع معين، وإذا عرف مصادر قوته ومكونات شخصيته ولُبها وذلك من خلال المعالج الحذق يمكن أن تحدث بعض التغيرات في الشخصية، وهذه التغيرات تساعد الإنسان على التكيف والتواؤم.
الشخصية الحساسة أو الشكاكة يمكن أن تتغير، الحساسة مثلاً أن تخضع لبرامج علاجية تعلمها التحمل، التفريغ عن الذات وبناء مهارات جديدة، أما الشخصية الشكاكة – أو الظنانية – علاجها قد لا يكون سهلاً، لكن أيضًا من الممكن حيث إن هنالك برامج تعلم الإنسان على حسن الظن، وعلى الابتعاد من سوء التفسير والتأويل بقدر المستطاع، وهذه الشخصية أيضًا تستفيد كثيرًا من بعض الأدوية العلاجية التي نستعملها في علاج الظنان.
بالنسبة لسؤالك الآخر: لماذا أتجنب النظر في عيون من يتكلم معي؟ .. هذه قد تكون عادة مكتسبة، في بعض الأحيان شدة الحياء تمنع الناس أيضًا من الحملقة في وجوه الآخرين، والحملقة ليست مرغوبة، لكن النظرة التواصلية المعقولة هي المطلوبة، أحيانًا يكون الرهاب أو الخوف الاجتماعي سببًا، وفي بعض الأحيان يكون هذا الأمر أمرا اجتماعيا فقط وليس أكثر من ذلك، فالمجتمعات والأسر تتفاوت في درجة تواصلها البصري أو أن ينظر الإنسان في وجه أخيه.
حل هذه المشكلة: أن يكون الإنسان وسطيًا في النظر إلى الناس، أن يتعلم أن يبدأ بالتحية دائمًا، وأن يكون هاشًّا باشًّا في سلامه، لأن السلام يُشعر النفس ذاتها بالطمأنينة والسلام، وأعتقد أنها بداية ممتازة جدًّا، كل الذين يفتقدون مهارات التواصل حين يتدربون على كيفية تحية الناس والسلام عليهم من خلال النطق اللفظي، ومن خلال تعبيرات الوجه والابتسامة والتحية من خلال اليد، هذا كله يساعد الإنسان في تدريب نفسه على التواصل الاجتماعي الجيد.
سؤالك: ما فائدة النظر في عيون من أتواصل معه؟ .. الفائدة هو أنك تستطيع أن تستقرأ تعبير وجه، وهذه مهمة جدًّا، وفي ذات الوقت فيه نوع من تعضيد التواصل، بشرط ألا يكون الأمر حملقة مستمرة، هذا أيضًا غير مستحسن، وقد يثير الاستغراب، فالتواصل النظري هو تعبير عن الاهتمام في المقام الأول، ويحسن من تركيز الإنسان في تلك اللحظة.
بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا، ونسأل الله لك التوفيق والسداد، ونشكرك على التواصل مع إسلام ويب.