الرهاب الاجتماعي والأدوية، ما المناسب منها؟

2013-03-30 01:40:02 | إسلام ويب

السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

جزاكم الله خيرا على تجاوبكم، أنا أعاني من الرهاب منذ ما يزيد على 20 عاما، ولا أستطيع الذهاب إلى الطبيب لأسباب اجتماعية، وعملي يفرض المواجهة الدائمة مع الناس وبكثرة، ولدي بعض الاستفسارات.

أولا: أنا أستخدم حاليا نصف قرص انديرال 10 مل يوميا، خمس مرات في الأسبوع، وأتناول قرص 10 مل للضرورة نادرا، فهل هذه جرعة آمنة لو استمرت طويلا أم لا؟ ولدي مشكلة في رمضان، حيث لا أستطيع تناول الانديرال في الصباح، وإذا تناولته قبل الفجر ينتهي المفعول، وقد أتعرض لموقف ما الظهر مثلا أو العصر، فما الحل؟

ثانيا: سمعت عن السيروكسات، فهل شفي بعض المرضى بتناوله؟ أم أنه مسكن وقتي فقط؟ وهل بعد التوقف تعود الحالة كما كانت؟ وإذا أردت تجربته ما الجرعة المناسبة؟ ويقال إنه يسبب الضعف الجنسي، فهل هذا صحيح؟

ثالثا: أكبر مشكلة لدي في تسارع ضربات القلب، فهل لهذه المشكلة حل أكثر ملاءمة؟ وهل تدبيس العصب السمبثاوي يجدي في ذلك؟ وأي عصب يكون؟ وهل للتدبيس أضرار؟

أرجو إفادتي، وأرجو تحمل أسئلتي الكثيرة، وجزاكم الله خيرا.

الإجابــة:

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ علي حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،

فإن الرهاب علة نفسية منتشرة، وهو نوع من أمراض القلق، وهو يتفاوت في طبيعته وحدته وشدته، وشخصية الإنسان تلعب دورًا كبيرًا كسبب وكوسيلة علاج أيضًا، وفي ذات الوقت استعداد الإنسان وإقدامه نحو العلاج هو المحك الجوهري الذي يُحدد درجة الاستجابة من عدمها.

العلاج له ثلاثة مكونات بالنسبة للرهاب، أولاً: هناك العلاج الدوائي، وهذا مهم جدًّا، لأن أحد أسباب الرهاب غالبًا هو عدم انتظام في بعض المكونات الفسيولوجية الخاصة بما يعرف بالموصلات العصبية في الدماغ. العلاج الثاني هو العلاج السلوكي، وثالثًا العلاج الاجتماعي.

بالنسبة للدواء: أنا أرى ضرورة استعمال عقار مثل الزيروكسات أو الزولفت، وكلاهما من الأدوية الجميلة والفاعلة جدًّا والمعتبرة في علاج الرهاب الاجتماعي.

بالنسبة للدواء هل هو مسكن أم علاج؟ أنا من وجهة نظري يمكن أن يكون مسكنًا ويمكن أن يكون علاجًا أيضًا، يكون مسكنًا إذا اعتمد الإنسان فقط على الدواء، وهذا يعني أن الإنسان بعد أن يتوقف عن تناول الدواء سوف تأتيه الأعراض مرة أخرى بعد حين، أما الذي يتناول الدواء للمدة الصحيحة وبالجرعة المطلوبة ويكون لديه المثابرة والاجتهاد والإصرار على التحسن والتعرض السلوكي المطلوب، هذا - إن شاء الله تعالى – يُشفى من هذه العلة.

الجرعة المناسبة للزيروكسات هي من حبة واحدة إلى ثلاث حبات في اليوم، ومثل حالتك أنا أرى أنها حالة خفيفة، وتحتاج فقط أن تبدأ بنصف حبة – أي عشرة مليجرام – تناولها ليلاً بعد الأكل لمدة شهر - هذه البداية البسيطة جيدة جدًا - بعد ذلك اجعل الجرعة حبة واحدة يوميًا، وتناولها لمدة خمسة أشهر، وبعد ذلك خفضها إلى نصف حبة يوميًا لمدة شهر، ثم نصف حبة يومًا بعد يوم لمدة شهر آخر، هذه طريقة بسيطة متأنية، ومتدرجة، وتقوم على الدليل أيضًا لتناول هذا الدواء.

بالنسبة للآثار الجانبية: نعم الزيروكسات له بعض الآثار الجانبية، بالرغم من أننا نعتبره من أفضل ومن أسلم أنواع الأدوية، لكن من آثاره الجانبية أنه يؤدي إلى زيادة في الوزن لدى بعض الناس – خاصة الذين لديهم استعداد لذلك – أما بالنسبة لموضوع التأثير الجنسي: الزيروكسات يؤدي إلى تأخير في القذف المنوي لدى بعض الرجال، لكن لا يؤدي إلى أي نوع من التأثير على هرمون الذكورة أو الإنجاب.

في بعض الحالات النادرة: الزيروكسات ربما يُضعف الرغبة الجنسية، لكن هذا نشاهده ونلاحظه لدى الناس الحساسين والقلقين والذين يراقبون أداءهم الجنسي كثيرًا، ونشاهد هذا العرض أيضًا مع الجرعات الكبيرة، هذا هو الموقف العلمي من الزيروكسات وتناوله.

بالنسبة لموضوع تسارع ضربات القلب والإندرال: يوجد نوع من الإندرال يُسمى (إندرال LA80) هذا ممتاز جدًّا، وأنا أصفه لكثير من الناس، وقد وجد أنه مفيد، لأنه بطيء الإفراز وجرعته صحيحة، وعمره النصفي طويل، أي أنه يبقى في الدم لمدة طويلة، فتناوله كبسولة واحدة في اليوم أعتقد أنه الأفضل والأسلم، ويزيل الأعراض تمامًا.

بالنسبة لموضوع تدبيس العصب السمبثاوي: هذا إجراء لا داعي له أبدًا، الأمور تُحل بطرق أبسط بذلك كثيرًا.

نصيحتي لك - وهي مهمة من وجهة نظري –: أن يكون لك التوجه الإيجابي نحو تحقير الرهاب والقلق والتوتر، والإكثار من المواجهات حل ممتاز، وأنت لديك فرصة عظيمة ما دام أصلاً عملك يتطلب هذه المواجهات، وأنا أريد أن أذكر لك حقيقة مهمة جدًّا، وهي: أن تصورك حول نفسك، وأنك ربما تفقد السيطرة أمام الآخرين، أو تسقط، أو تكون مصدر تحقير أو استهزاء من الآخرين، هذا ليس صحيحًا أبدًا، مشاعر الخوف هي مشاعر خاصة بك أنت، ليست مكشوفة، ليست معلومة بالنسبة للآخرين، ولا يطلعون عليها بأي حال من الأحوال.

فأرجو أن تطمئن اطمئنانًا تامًا وشاملاً، وأقول لك أيضًا أن التعرض المستمر للطابع الجماعي مفيد، مثلاُ ممارسة أي رياضة جماعية، الحرص على صلاة الجماعة في الصف الأول، هذا كله له عائد علاجي إيجابي ممتاز جدًّا.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا، وأسأل الله تعالى لك الشفاء والعافية والتوفيق والسداد.

www.islamweb.net