كيف أستطيع تغيير سلوك أخي المراهق إلى الأفضل؟
2013-03-15 07:17:46 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
لدي أخ غير شقيق، من أم أخرى، يعيش مع والدته، وعمره 14 عاماً، توفي والدي رحمة الله عليه منذ 10 سنوات، وكان على خلاف مع والدتي قبل وفاته، وكانت مطلقة، والآن يعيش أخي هذا مع أمه - لم تتزوج أمه بعد والدي- وهم في بلدة مجاورة لنا، تبعد نحو 20 كم.
المشكلة هي أن أخي هذا شقي جداً، ويعمل مشاكل مع أصدقائه في المدرسة...الخ، كما أن تعامله مع مدرسيه غير مهذب، ولا يستمع إلى كلام أمه، وأحياناً يتشاجر معها، ولما يصمم على الحصول على شيء ما يهدأ حتى يأخذه! وآخر طلب له هو شراء (موتوسيكل) برغم صغر سنه، ويتحجج بأن أصدقاءه الذين في سنه عندهم (موتوسيكلات).
المطلوب هو: كيف أستطيع تغيير سلوكه وتهذيبه من جديد؟ مع العلم أن علاقتي به وبأمه كانت غير جيدة في الفترة الماضية إلا أنها الآن -الحمد لله- طيبة.
وجزاكم الله خيراً.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد،،،
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحابته ومن والاه.
بداية نرحب بك في الموقع، ونشكر لك هذه المشاعر النبيلة التي حملتك على أن تهتم بأمر أخيك الذي ليس شقيقًاً لك، ونشكر لك هذا الحرص على التواصل وتحسين العلاقة، ونبشرك بأن هذا لون من البر بأبيك، أن تُحسن لهذا الأخ وخاصة في هذه السن، فإن الأم لا تستطيع أن تتعامل معه في هذه المرحلة، وليس من المصلحة أن تكون هي وحدها من يتعامل معه في هذه السن، لأننا نريد لأبنائنا حسن السلوك في هذه السن، فلابد من وجود رجل في حياته، وأنسب مَن يُوجد في حياة هذا الأخ هو أنت.
نسأل الله تعالى أن يعينك على القيام بواجباته، وندعوك إلى الاقتراب من هذا الشاب، وتقديم الخدمات له وعرض المساعدة عليه، وحسن التواصل معه، ومع أسرته، والحرص على أن تكون إلى جواره، ومحاولة معرفة نفسيات ونقاط الخلاف التي بينه وبين والدته، فإن والدته (غالبًا) تراه صغيرًا، وهو بلغ مرحلة الرجولة ويريد أن يُعامل كرجل، علمًا بأن الشاب في هذه السن ينفع معه الحوار، وينفع معه الإقناع، وينفع معه القرب، تنفع معه الصداقة، أن تتخذه صديقًا، ينفع معه التقبل، ينفع معه معرفة خصائص هذه المرحلة العمرية التي يمر بها، ينفع معه تعويده على تحمل المسؤوليات، إشعاره بحاجة الوالدة إليه، بيان خطورة أصدقاء السوء عليه، دون أن نعيب على أصدقائه، ولكن نملّكه معايير.
كذلك أيضًا محاولة إعطائه بعض المسؤوليات وبعض المهام، لاكتشاف إيجابيات فيه والبناء عليها، الدعاء له، التواصل معه، توفير الأمن على مستقبله وعلى حياته، ومحاولة إعطاء الفرصة له ليتكلم، ويقوم بواجبه، تذكيره بأن الوالدة تعبت وأنه في مقام من يقود البيت ومن يتحمل المسؤوليات، وأنه أهل لذلك، ومثل هذا الكلام الجميل الذي يغرس فيه معاني الثقة ويبني عنده معاني الرجولة ومعاني الكرامة.
أما بالنسبة للطلب فانظروا في الوضع، فإن كان الأمر كما ذكر وكان بالإمكان شراء هذا الشيء له، دون أن يترتب عليه خطورة عليه أو على الآخرين ممن حوله، فبها ونعمت، وإن كان الأمر على خلاف ذلك ورأيتم أن امتلاكه لهذا (الموتوسيكل) قد يُبعده عن البيت ويدخل به إلى دوائر مظلمة وفي بيئات دائمًا ستجلب عليه المزيد من الانحرافات والشرور، فعند ذلك ينبغي أن تعتذروا له بلطف، وتعطوه البدائل، وتحاولوا أن تأخذوه (أحيانًا) إلى أماكن أخرى، والأهم من هذا – قبل هذا وبعده – أن نتأكد أنه في صحبة شباب طيبين أخيار، وأن نُبعد عنه الأشرار.
كما أرجو أن تعرف الوالدة أنه في هذه السن لا ينفع الكثير من الأمور التي تستخدمها الأمهات، لأن الأم (غالبًا) ترى ولدها صغيراً، وإن خرج له شارب أو خرجت له لحية، فهو عندها صغير، وإذا عاملته من هذا المنطلق فإنه سيخالف ويُعاند، من هنا كان لابد من التعرف على خصائص هذه المرحلة العمرية، واحتياجات المراهق في هذه السن، وميول المراهق، وأيضًا معرفة البيئة والوقت والزمن الذي يعيش فيه، فإن معرفة هذه الأمور تُساعدنا في إصلاح الأحوال، وأرجو أن تتعاون مع والدته لتتخذوا خطة موحدة في إصلاحه ونصحه.
نسأل الله لكم التوفيق والسداد.