كيف أنصح زميلاتي بترك الذنوب والمعاصي والإقبال على الله؟
2013-03-18 05:17:52 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
جزاكم الله خير الجزاء على مجهوداتكم الطيبة.
أود أن أسألكم: كيف أنصح زميلاتي بترك الذنوب والمعاصي، والإقبال على الله؟ -وما أبرئ نفسي فليس منا معصوم-، ولكنهن غير ملتزمات بالحجاب الشرعي، ومنهن من تسمع الأغاني، وهن يختلطن كثيراً بالرجال، وعندما لم أجد من أهلهن نهيهن عن ذلك، علمت أنهم يريدون بناتهم على هذه الحال، والخلاصة أني أراهن بعيدات عن الله، فأريد منكم أن تعلموني فن النصيحة لاجتذابهن للطريق المستقيم، أريد نصيحتهن، فمنهن من ستنتهي دراستها معي بعد هذا العام الدراسي، وأريد ترك آثار طيبة عليهن قبل أن أفارقهن.
أعمارنا تتراوح حول الـ 14عاماً، فما نصيحتكم؟
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ سائلة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
بداية نشكر لك هذه الروح الوثّابة، وهذه الرغبة في الخير، ونسأل الله أن يجعلك من الداعيات المُصلحات، وأن يُلهمك السداد والرشاد، ونعبّر لك عن سعادتنا بالتواصل من بناتنا في هذه السن، وشرف لنا أن نكون في خدمة أبنائنا والبنات، وتزداد السعادة عندما يكون السؤال عن هم دعوي، وعن طريقة إيصال النصيحة للآخرين، فإن إيصال النصح فن، والدعوة إلى الله تبارك وتعالى فن له أصوله، ولابد عندما ننصح للناس أن نراعي أولاً إيجابيات المنصوح، لنتخذ المدخل الحسن، أن نبدأ بالثناء عليه، أن نجعل بيننا وبينه قاعدة من التعارف والتآلف، أن نقدم بين يدي النصيحة ابتسامة أو معروفا أو هدية، أن نحرص على أن تكون النصيحة خفيفة، كما قال الشافعي:
تَعَمَّدني بِنُصْحِكَ في انْفِرَادِي ** وجنِّبني النصيحةَ في الجماعة
فَإِنَّ النُّصْحَ بَيْنَ النَّاسِ نَوْعٌ ** من التوبيخِ لا أرضى استماعه
وَإنْ خَالَفْتنِي وَعَصَيْتَ قَوْلِي ** فَلاَ تَجْزَعْ إذَا لَمْ تُعْطَ طَاعَة
كذلك عندما تنصحين ينبغي أن تبدئي بالأقرب والأصلح، والتي عندها رغبة في أن تُصلح من حالها ومن وضعها، وحتى لو كان الأهل متهاونين مع البنات فليس لنا عذر في تركهنّ، وقد أُتيحت لك الفرصة في أن تُقدمي النصيحة.
واجعلي أسلوبك جذابًا دائمًا، اختاري الكلمات الجميلة، والأوقات المناسبة، واحرصي دائمًا عندما تنصحين الواحدة منهنَّ ألا تُجرديها من محاسنها، مثلاً تقولين: (أنت ما شاء الله طيبة وفيك كذا وفيك كذا، لكن حبذا لو أكملتِ هذا الجمال وهذا الكمال بالحجاب)، أو (يُعجبني فيكن كذا وكذا يا زميلاتي، ولكن أتمنى أن يحصل كذا وكذا)، يعني بهذه الطريقة، وهي من الأهمية بمكان.
ولا تيأسي من هذا السبيل، وواصلي النصح، وقولي الكلمة التي تُرضي الله، واعلمي أن النتائج قد تظهر بعد مدة، ونحن أصلاً ما كُلفنا إلا بالوعظ وإلا بالتذكير كما قال تعالى: {فذكرْ إنما أنتَ مُذكر}، {فذكرْ إنَّ نفعتِ الذكرى} فدورنا هو البيان، أما الهداية والمعونة والتأييد فهي من الله تبارك وتعالى.
ولذلك نتمنى أن تتوجهي لله بالدعاء لهنَّ في الليل، ثم تدعينهن إلى الله في النهار، واحرصي على الدعاء لهنَّ قبل الدعوة إليهنَّ وبعده، لأن الدعاء له أثر كبير جدًّا في عودة الإنسان إلى الله وإلى جادة الصواب.
أسأل الله لك التوفيق والسداد، ونكرر شكرنا وثناءنا على هذه الروح، ونرحب بك مرارًا في موقعك.