هل قطعت نصيبي في الزواج باشتراطي الزوج المتدين؟
2013-03-13 09:51:53 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم ورحمه الله وبركاته
نشكركم على هذا الموقع الذي نستفيد منه كثيراً، جعل الله ما تقدمونه في ميزان حسناتكم.
أنا فتاة عزباء، ملتزمة وموظفة -والحمد لله-، لم يكتب لي الزواج، منذ كان عمري 18 عاماً والخطاب يأتوني وأرفض، أي لم يكتب لي النصيب، -والحمد لله- أنا راضية فيما كتب الله لي. لكن بعد سن 25 أصبح رفضي للخطاب يقلق أهلي بل وأسمع ما يكدر خاطري من الذين حولي، لا يهمني كلامهم لأني لا أفعل شيئاً يغضب رب العباد، فأنا مشترطة للموافقة على العريس أن يكون متديناً يخاف الله، يعينني على الحياة وأعينه، ويوافق بأن أترك وظيفتي وأجلس في البيت لطاعة ربي وخدمة زوجي وتربية أبنائي تربية صالحة، وسبب آخر أني لا أستطيع أن أوفق بين الوظيفة والبيت، وأريد أن أترك وظيفتي لأرتدي عباءة الرأس، ففي العمل صعب ارتداؤها وأحلم دوماً بارتدائها.
لسوء حظي لم يتقدم لي أي من الخطاب بهذه الصفات، ورغم ذلك أصلي الاستخارة لكل من يتقدم لخطبتي وأفكر ثم أعطي الأهل الرد وأعتقد هذا الصحيح. المهم وقعت قبل فترة كلمة أزعجتني كثيراً بعد رفضي لأحد الخطاب، الكلمة من عمتي وأعلم أنها تتكلم بذلك بسبب خوفها علي، لكن تضايقت من الكلمة، قالت: أنت قطعتِ نصيبك بيدك، دافعت عن نفسي بهذا الكلام (أن الزواج نصيب والنصيب رزق من رب العباد، والرزق لا يقطعه بشر بل هو في أمر الله يرزقه من يشاء)
سؤالي: ردي هذا صحيح أليس كذلك؟ أنا لم أقطع نصيبي، ونصيبي لم يأت بعد وزواجي بأمر الله؟
سؤالي الآخر: يقولون أني مسحورة لأني أعاني نفس أعراض المسحور، وأحلامي أثبتت ذلك كما قال لي شيخ فاضل، لم أصدق لكني أحافظ على وردي الصباحي والمسائي وعلى سورة البقرة وبعض السور، أهذا يكفي أم أتبع علاج المسحور؟
سؤال آخر وأرجو أن لا أكون أثقلت عليكم: حلم حياتي أن أسكن في مكة المكرمة وأدعو الله أن أكون أحد ساكنيها، لكن من حولي يضحكون علي ويسألون كيف لي السكن فيها؟ ويقولون قدرك أن تبقي عندنا، لكن أدعو دائماً وبحرقة وأختار وقت استجابة الدعاء، هل الدعاء يرد القدر؟
وأخيراً أشكركم لسعة صبركم، ولا حرمكم الله أجر ما تقدمونه.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ المتفائله حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،
فمرحبًا بك -ابنتنا الكريمة- في استشارات إسلام ويب، ونسأل الله تعالى أن يقدر لك الخير حيث كان ويرضيك به، وأن يرزقك الزوج الصالح الذي تسكن إليه نفسك وتقر به عينك.
لقد أصبتِ -أيتها البنت الكريمة- في حرصك على أن يكون الزوج الذي تقبلين به متدينًا، فإن هذا من أهم الصفات التي ينبغي من المرأة أن تحرص عليه في زوجها، لقوله -صلى الله عليه وسلم-: (إذا أتاكم من ترضون دينه وخلقه فزوجوه).
ولكن ينبغي -أيتها الأخت الكريمة والبنت العزيزة– أن تكون هذه الشروط واقعية إلى حد ما، بحيث يُختار من المتقدمين للزواج أفضلهم وأحسنهم بحيث يكون محافظًا على فرائض الله تعالى، مجتنبًا ما حرم الله تعالى، ولا يشترط أن يكون كامل التدين إذا كان هذا يقل في مجتمعك، فينبغي أن تكوني متعاملة مع الواقع الذي أنت فيه بواقعية، فاختاري ممن يتقدم إليك أحسنهم أخلاقًا مع قيامه بفرائض الله تعالى.
ولا مانع –أيتها البنت العزيزة– من أن توافقي على أن تعملي في عملٍ يتوافق مع خصائص المرأة ويمكنك من الالتزام بالحجاب الشرعي، إذا كانت هذه عادة المجتمع عندك، ثم بعد الزواج بإمكانك أن تترفقي بزوجك وتحاولي إقناعه بأهمية بقاء المرأة في بيتها وقيامها على شؤون أولادها، ويغلب على الظن أنك إذا وُفقت بزوج ذو خُلق كريم ودين صالح أن يوافقك ويُجيبك لهذا الطلب.
أما ما سألت عنه من كونك قطعت رزقك بيدك أو لا؟ فهذا شأن لا نعلمه لأن الغيب عند الله تعالى، ولكن ما يمكننا أن نقوله لك هو الأخذ بالأسباب أمر مطلوب شرعًا كلفنا الله تبارك وتعالى به، كما أمر مريم -عليها السلام– بأن تهز جذع النخلة وهي تعاني حال الولادة، وما ذاك إلا ليعلمنا سبحانه وتعالى الأخذ بالأسباب المشروعة بقدر الإمكان.
نصيحتنا لك أن تحسني ظنك بالله، وتعلمي بأنه سيقدر لك الخير، لكن إياك أن تفرطي في الأخذ بالسبب المباح الممكن شرعًا، فإذا تقدم إليك من ترضين خلقه وكان متصفًا بالقيام بفرائض الله تعالى واجتناب ما حرم الله فلا ينبغي لك أن ترفضي بعد ذلك للبحث عن كامل الديانة أو نحو ذلك.
وأما ما سألت عنه من كونك تعانين من السحر أو لا، فنصيحتنا لك أن تُعرضي عن هذه الهواجس، وتعلمي يقينًا أن السحر لن يُضر به الإنسان إلا فيما قدره الله تعالى وقضاه، وهو إن كان حقا وله حقيقة إلا أنه يُدفع بالرقية الشرعية، فأكثري من قراءة القرآن على نفسك، أكثري من قراءة القرآن -لاسيما سورة البقرة- في ماء واغلسي به جسدك، ولازمي أذكار الصباح وأذكار المساء وأذكار النوم والاستيقاظ ونحو ذلك من الأذكار الموظفة، وعلقي قلبك بالله، ولن يضرك شيء بعد ذلك.
وأما ما سألت من تمني المُقام في مكة، فهذه أمنية جميلة، ولكن ينبغي أن تتركي ذلك لله سبحانه وتعالى يصرِّف أمرك كيف ما شاء، فقد يتيسر لك ذلك وقد لا يتيسر، على أن كثيرًا من العلماء والصالحين كانوا يفرون من المجاورة بمكة والبقاء فيها خوف أن يُقصّروا في رعاية ما ينبغي أن يُرعى ويُقام به لمن أقام بمكة، فلا ينبغي أن تجعلي من هذا همًّا وسببًا للقلق في حياتك، فاسألي الله تعالى أن يُقدّر لك الخير حيث كان ويرضيك به، وخذي الأسباب المشروعة المباحة لما تريدين الوصول إليه.
نسأل الله أن يقدر لك الخير وييسر لك الأمر.