الخوف من الموت يداهمني كل ليلة
2013-03-09 14:45:23 | إسلام ويب
السؤال:
أعاني من الخوف من الموت، كل ليلة أقول هذه آخر ليلة، وسيقف قلبي، أو سأعمل حادثة، والآن مرت حوالي عامان، تذهب الفكرة وترجع.
للإشارة: فأنا أتناول الفلوكستين أكثر من سنة، وتفكيري وأفكاري كلها تدور حول الموت، جزاكم الله عنا خير الجزاء.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ abdelkader حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد،،،
بارك الله فيك، وجزاك الله خيراً، ونشكرك كثيراً على تواصلك مع إسلام ويب.
أخي: فكرة الخوف من الموت هي خاطرة تمر على معظم البشر، ومن لا يخاف من الموت لا يَعتبِر، لكن يا أخي الكريم هذا الخوف يجب أن يكون خوفاً إيجابياً، بمعنى أن يستثمر الإنسان حياته بصورة صحيحة، فيعمل لدنياه ولآخرته؛ لأن الموت قضية حتمية أزلية ثابتة، الخوف منه لا يؤخر في عمر الإنسان ولا يزيد فيه لحظة واحدة، ومن ملاحظاتي العامة وجدت أن الكثير من الأوروبيين وغير المسلمين -وأنت تعيش في أسبانيا وربما لاحظت نفس الشيء- مفهوم هؤلاء الناس نحو الموت هو مفهوم إيجابي جداً، تجدهم يعملون، ويثابرون، وقضية الموت بالنسبة لهم هي قضية حتمية، لذا تجدهم يكتبون وصاياهم القانونية، وفي ذات الوقت يعمل الواحد فيهم على الأقل لتخلد ذكراه بصورة صحيحة، ونحن كمسلمين يجب أن نأخذ هذه المفاهيم ونضيف عليها حقيقة مهمة جداً، وهي أن الإنسان الذي يفرح بلقاء ربه خير وأفضل؛ لأن الله تعالى يفرح بلقاء عبده أيضا، أنا أقدر مشاعرك وتخوفك من الموت، وأعرف أن الذي ذكرته مفهوم بالنسبة لك، لكن وددت أن أذكرك، وأعرف تماماً أنه سوف يفيدك تماماً من الناحية المعرفية.
من الناحية النفسية: الخوف من الموت قد يكون أيضا مرتبطا بالخوف من الأمراض، قد يكون نتج عن نوبة هرع؛ لأن الهرع أو الفزع نوبة قلق حادة جداً، تعطي الشعور بقرب المنية للإنسان، حتى تكون هذه النوبات في ذروتها.
المطلوب أن تنظر إلى موضوع الموت نظرة مخالفة حسبما ذكرته لك وتستفيد من ذلك، وأن تسأل الله تعالى أن يحفظك، ويطيل في عمرك في عمل الخير، ويبارك لك في أيامك، وكن حريصاً أخي الكريم على أذكار النوم، أذكار النوم حين يحرص عليها الإنسان تعطيه الشعور بالطمأنينة، طمأنينة كبيرة جدًا، وقد لاحظنا ذلك عند الذين يطبقون أذكار النوم بحذافيرها، فكن حريصاً على ذلك.
الأمر الثانية يجب أن تعيش حياة صحية، وهذه أقصد بها أن تمارس الرياضة، وأن تنام مبكراً، والاهتمام بالنظام الغذائي، عليك أيضا أخي الكريم أن تصرف انتباهك، وذلك من خلال استثمار وقتك بصورة صحيحة؛ لأن الإدارة للوقت تعني إدارة الحياة.
أخي: أنت لم تذكر عمرك، لكن أتصور أنك فوق العشرين، هذه النقطة مهمة، حيث أن الأدوية النفسية لابد أن نربط تناولها بالعمر، وذلك اعتبارا للسلامة وأمور أخرى.
الفلوكستين جيد، ولكن الجرعة المفيدة يجب ألا تقل أن (40) مليجرام في اليوم، أي كبسولتين، فيمكنك أن ترفع الجرعة إلى كبسولتين في اليوم لمدة أربعة أشهر على الأقل، وبعد ذلك خفضها إلى كبسولة واحدة في اليوم لمدة ستة أشهر مثلاً.
أيها الفاضل الكريم: غير نمط حياتك، تواصل اجتماعياً مع أصدقائك، كن من رواد المراكز الإسلامية، وسوف تجد الرفقة الطيبة والصالحة، والتي -إن شاء الله تعالى- تبعث فيك الطمأنينة، وتعود عليك بالخير والاسترخاء.
بارك الله فيك، وجزاك الله خيراً.