الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
إن حالتك هي أحد حالات الرهاب الاجتماعي البسيطة، وأنت لديك سلوك تجنبي واضح، وهو أنك حين تجلس مع مجموعة من الناس تختصر هذه الجلسة، وتتجنب الدخول في أي نوع من الحوارات، أو النقاش.
هناك نقطة مهمة جدًّا حول الرهاب الاجتماعي، هذه النقطة لها أهميتها السلوكية، وهي أن معظم الذين يعانون من الرهاب الاجتماعي دائمًا لديهم مفاهيم خاطئة، وتتمثل هذه المفاهيم في اعتقادهم أنهم تحت المراقبة اللصيقة من قبل الآخرين، وهذا ليس صحيحًا أبدًا.
النقطة الخاطئة الثانية هي: أن الإنسان حين يأتيه الخوف الداخلي يعتقد أن ذلك أيضًا مكشوف لدى الآخرين.
النقطة الخاطئة الثالثة هي: تضخيم، وتجسيم، وتعميم الأعراض الجسدية المصاحبة للخوف الاجتماعي، فمثلاً في حالتك نعم هناك احمرار في الوجه، وهو ناتج من سرعة تدفق الدم، لكن هذا الاحمرار ليس بالشدة والملاحظ لدى الآخرين ليس بالدرجة التي تتصورها أبدًا، وموضوع اختفاء الصوت أيضًا ليس بالصورة التي تتخيلها.
أنا أحترم مشاعرك، وتقديرك للأمور – لا شك في ذلك – لكن وددتُ فقط أن أنبهك لهذه الحقائق العملية؛ لأنها سوف تساعدك لتسير في الطريق الصحيح نحو الشفاء والتعافي - إن شاء الله تعالى -.
جوهر علاج الرهاب الاجتماعي يتمثل في تحقير فكرة الخوف، وأن تنظر إلى الناس نظرة فيها شيء من المساواة، فالبشر هم البشر، إن كان مديرًا، أو وزيرًا، أو غيره، فيحمل هذا الشخص نفس السمات الإنسانية التي نجدها في بقية البشر.
أخِي الكريم: يجب أن نبني الشعور باحترام الآخرين، لكن لا نرهبهم أبدًا؛ لأنه في نهاية الأمر هم بشر، وينطبق عليهم كل ما يحدث للبشر، وبناء مثل هذا المفهوم ضروري جدًّا.
النقطة العلاجية الأخرى هي: ضرورة عدم التجنب، إنما المواجهة والإكثار من المواجهة، وهنالك نوع من المواجهات الجماعية وجدناها مفيدة جدًّا، مثلاً: ممارسة الرياضة مع مجموعة من الأصدقاء، وحضور حلقات العلم، وحلقات التلاوة، والانخراط في الجمعيات الثقافية والخيرية، والمشاركة في أنشطتها، وزيارة الأرحام، وبر الوالدين، وأن يطور الإنسان مهاراته الشخصية البسيطة، مثل أن يُقابل الناس ببشاشة، وأن يُكَوِّنَ رصيدًا من المعرفة، والمعلومات التي يستفيد منها الإنسان، وأن يأخذ مبادرات حوارية في حضور الآخرين، ويختار الموضوع حسب المقام... هذا مفيد جدًّا.
تمارين الاسترخاء أيضًا وجدناها مفيدة لعلاج الرهاب الاجتماعي، وهذا يجب ألا يكون مستغربًا لأن الرهاب الاجتماعي في الأصل هو نوع من القلق النفسي، فأرجو أن تستفيد من استشارة إسلام ويب، والتي هي تحت رقم (
2136015) طبق إرشاداتها، وتعليماتها، وسوف تفيدك كثيرًا.
بالنسبة للعلاج الدوائي: أنا أقول لك أن (الزيروكسات) دواء ممتاز، وفعّال، وجرعة (25) مليجرامًا بالفعل هي الجرعة العلاجية التي سوف تفيدك، وهذه يجب أن تستمر عليها لمدة أربعة أشهر على الأقل، ثم بعد ذلك يمكن أن تتناول نصف حبة لمدة شهرين (مثلاً) ثم تجعل الجرعة (12,5) يومًا بعد يوم لمدة شهر، ثم (12,5) مليجرامًا مرة واحدة كل ثلاثة أيام لمدة شهر آخر.
هذا التدرج في الجرعة مهم ومفيد، ويجنبك الآثار الانسحابية الجانبية التي قد تحدث مع (الزيروكسات) في بعض الأحيان.
أريدك أيضًا أن تتناول جرعةً صغيرةً من عقار (إندرال) هذا يساعدك كثيرًا في اختفاء تسارع ضربات القلب، وكذلك احمرار الوجه، وجرعته المطلوبة هي (10) مليجرامات صباحًا ومساءً لمدة شهرين، ثم (10) مليجرامات صباحًا لمدة شهر، ثم تتوقف عن تناول الدواء.
أريدك أن تطور نفسك مهنيًا - الحمد لله - أنت تملك تخصصًا محترمًا، فاحرص دائمًا لأن تؤكد ذاتك، وتنميها من خلال عملك، وعلاقاتك مع زملائك، فهذا مفيد جدًّا.
بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا، ونسأل الله لك العافية، والتوفيق، والسداد.