الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ المؤمن بالله حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،
بارك الله فيك، وجزاك الله خيراً، وأشكرك على تواصلك مع إسلام ويب،
هذه صورة بسيطة جدا من صور ما نسميه بالقلق الاجتماعي التوقعي، وموضوعك لم يصل إلى الرهبة أو الرهاب الكامل، وإن كان فيه شيء من ذلك، -والحمد لله- أنت صاحب مقدرات ورصيد قويم ممتاز، ومقدرة على التعبير، وهذا يجب أن يجعلك تفكر أنه يمكن أن تتخطى كل العقبات التي تعاني منها فيما يخص التحدث أمام الآخرين.
ثانيا: أريدك أن تصحح مفهوم أن الآخرين يقومون بمراقبتك ويتحسسون كل صغيرة وكبيرة في أدائك، ويبحثون عن تلعثمك وإخفاقاتك، هذا ليس صحيحا أبداً.
ثالثا: دائما تذكر أنك لست بأقل من الآخرين، بل على العكس تماماً أنت متميز في أشياء كثيرة، وهذا من فضل الله تعالى ونعمه عليك.
رابعا: تجنب المواجهات من أخطر الأشياء التي تؤدي إلى الفشل الاجتماعي؛ لذا من المهم جدا أن تكثر من المواجهات التي تتيح لك فرصة التحدث أمام الآخرين.
خامساً: في بعض الأحيان يحتاج الإنسان أن يحضر مواضيع معينة، مثلاً: إذا أردت أن تذهب لزيارة بعض أصدقائك، حتى معلميك حضر موضوعا معينا، موضوعا يكون خارج ما هو متوقع أن تقوله في ذلك الوقت، وهنا تكون مفاجأة سارة أنك سوف تتحدث عن موضوع مفيد للناس، ولم يكن في حسبانهم أنك سوف تتطرق لهذا الموضوع.
سادساً: مبدأ التعريض مع الاستجابة السلبية المبدأ السلوكي السليم الصحيح الذي تعالج به مثل هذه الحالات، والمواجهة -أيها الفاضل الكريم - يمكن أن تكون في الخيال كبداية، ثم بعد ذلك تنزل إلى أرض الواقع، والمواجهة في الخيال أعني بها: مثلا التصور أنك سوف تقوم بإلقاء عرضا لموضوع معين أمام جمع كبير من الاساتذة والضيوف والطلاب، عش هذا الخيال من بداياته، وبكل تفاصيله، ويا حبذا لو قمت بتسجيل الموضوع الذي سوف تستعرضه أمام الآخرين، وتحسس ردود الفعل من جانبك، ومن جانبهم، ثم قم بعد ذلك بالاستماع إلى ما قمت بتسجيله.
تخيل وضعا آخر طلب منك أن تصلي بالناس، وهذا قد يحدث أيضا، وهو موقف يتطلب الإحساس، والاستعداد له أقصد بالإحساس المسؤولية العظيمة؛ لأن إمامة الناس ليست سهلة، عش هذا الخيال، وحاول أن تطبقه.
سابعاً: أبدأ التطبيق العملي التدريجي، أنت ليس لديك مشكلة في مواجهة الأهل أو من تعرف، وفي بعض الأحيان نقول للإنسان تخيل أن من تعرف غريب عليك، هذه فيها شيء من خداع النفس، ومن يستطيع أن يطبقها ينجح، وفي ذات الوقت انظر إلى الغرباء كأشخاص ليسوا بغريبين عنك، وفي التعامل مع الغرباء دائما تذكر أن هذا الإنسان مثلك يأكل، ويشرب، ويقضي حاجته، ويمرض، ويموت، بمعنى أنه لا بد أن تكون علاقتك مع الناس قائمة على الاحترام، وليس الرهبة الناشئة من قوة في ذاوتهم.
ثامناً: هنالك استفادة كبيرة سوف تجدها إذا تواصلت مع أحد محفظي القرآن، أو إمام المسجد؛ لأن مخارج الحروف ومداخلها أفضل من يعلمك إياها هم الإخوة المشايخ، وهذه فرصة عظيمة سوف تعطيك القدرة على التفاعل الإيجابي الاجتماعي الجيد، ولك أجر عظيم -إن شاء الله تعالى-، وأنصحك أن تقابل أخصائي التخاطب ولو لمرة واحدة.
وبالنسبة للعلاج النفسي الدوائي، لا أعتقد أنك في هذه المرحلة في حاجة لها.
كذلك أنصحك بتطبيق تمارين الاسترخاء، هذه التمارين مفيدة، وسوف تعلمك كيفية الربط بين التنفس والكلام، وإسلام ويب لديها استشارة تحت رقم:
2136015. أرجو أن ترجع إليها، وتستفيد مما ورد فيها من محتويات تفصيلية توضح كيفية تطبيق الاسترخاء.
بارك الله فيك، وجزاك الله خيراً، وأسأل الله أن يحل هذه العقدة التي في لسانك.