نشرت مقطعا سيئا بالخطأ على النت.. ماذا أفعل؟
2013-02-21 10:24:15 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
في عالم النت وانتشار الأخطاء والذنوب، حرصت جاهدة أن لا أنشر الذنوب خوفاً من الله وحده، حتى من الشيء المشتبه فيه تركته، ولا أضع صور النساء أو طرفا منها، وكنت أحرص جاهدة على نشر الخير.
في يوم ما أردت أن أنشر مقطعا لجمع تبرعات "قصاص"، وكنت المهلة جداً قصيرة، وأدخل من "قروب الى قروب" أنسخ وأرسل، وتم ذلك مع 4"قروبات" ودخلت الخامس ونسخت شيئا خطأ ومغلوطا وسيئا، ونشرته "لقروبين" ويشهد الله أني لم أرد نشره، وكتبت عندما رأيت ذلك لا أحلل من فتحه أو نقله أو ساهم في نشره، ونحن خصوم بين يدي الله، ووضحت ما حصل مني لهم، أحسست بآلام فظيعة، وبردت أطرافي، وأجهشت بالبكاء، ونفسي تعبت جداً، وإلى الآن أتألم، ولا أعلم ماذا أفعل؟
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ مسلمة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:
إنه ليسرنا أن نرحب بك في موقعك استشارات إسلام ويب، فأهلاً وسهلاً ومرحباً بك في موقعك، وكم يسعدنا اتصالك بنا دائماً في أي وقت، وفي أي موضوع، ونسأل الله جل جلاله أن يوفقك لكل خير، وأن يعينك على طاعته ورضاه، وأن يجنبك الفواحش والفتن وما ظهر منها وما بطن، وأن يجعلك من الداعيات إليه على بصيرة، وأن يغفر لك، وأن يتجاوز عن سيئاتك إنه جواد كريم.
بخصوص ما ورد برسالتك أختي الكريمة الفاضلة – فإنه مما لاشك فيه أن الدعوة من خلال الإنترنت على قدر كبير من الأهمية، وذلك أن السواد الأعظم من أهل الأرض جميعاً يستعملون هذه الوسيلة لنقل الأفكار والمبادئ والمعتقدات، وغير ذلك، فحري بنا نحن معاشر المسلمين أن نستعمل هذه التقنية الحديثة لنحمل رسالة الإسلام للعالم، ولندل الناس على الخير، ونعينهم على الالتزام، ولنكون صورة حسنة لديننا؛ لأن الدال على الخير كفاعله؛ ولأن هذه الأمة شريكة نبي الله صلى الله عليه وسلم في حمل الدعوة إلى العالم، وهي مسئولة عن هداية المسلمين إلى الإسلام ودلالتهم عليه.
بخصوص ما ورد برسالتك من أنك قد نقلت بعض الأمور السيئة على سبيل الخطأ، ولم تكوني تريدين نشر هذه الأشياء، ولكن عندما فوجئت بأنها قد تم نشرها حاولت أن تتحللي من ذلك بأنك تبرئت إلى الله تعالى من ذلك، ومنعت أي إنسان أن يفتح هذه الأشياء، أو ينقلها، وقد تبت إلى الله تعالى توبة نصوحاً من هذا الأمر، وأحب أن أقول لك أن الله تعالى أكرم هذه الأمة بالعفو عن خطئها، قال تعالى جل جلاله في أواخر سورة البقرة بقوله { رَبَّنَا لا تُؤَاخِذْنَا إِنْ نَسِينَا أَوْ أَخْطَأْنَا }، ونبينا صلى الله عليه وسلم أخبرنا بقوله صلى الله عليه وسلم – قال : (رفع عن أمتي الخطأ والنسيان وما استكرهوا عليه)، فما دام هذا الأمر عن طريق الخطأ، وما دمت قد طلبت من كل من لديه القدرة على فتح هذه القروبات ( المجموعات) أن لا يفتحها، وأنك برئيه إلى الله تعالى من ذلك، وأنك سوف تكونين خصيمته بين يدي الله يوم القيامة.
ما دمت فعلاً قد أخطأت يقيناً، وأنك لم تكوني قاصدة بصورة من الصورة نشر هذه الأفكار السيئة، وأسأل الله تعالى أن لا يكون عليك بأس ولا حرج ولا مؤاخذة، حتى وإن حدث هناك أو ترتب عليه وقوع بعض الناس في بعض الأخطاء، فما دمت أنت قد فعلت ذلك خطأ، ولم تكن لديك نية العمد بأي صورة من الصور، وقد تبرئت من ذلك، ونبهت من يتعامل مع هذه الأشياء ببراءتك منها، وغير ذلك، فنسأل الله عز وجل أن يغفر لك، وأن يتوب عليك.
كم أتمنى في المستقبل أن تكوني في قمة الانتباه واليقظة حتى لا يكون ذلك سبب في نقل بعض الأفكار الخاطئة، أو بعض الأشياء المحرمة التي قد تستهوي بعض ضعاف النفوس ممن قد يفعلون ويستغلونها فيما لا يرضي الله تعالى.
عليك بالتوبة النصوح والإكثار من الاستغفار، والإكثار من الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم، والاجتهاد في التوبة عسى الله تعالى أن يغفر لك، وأن يتوب عليك، واعلمي أن من تاب تاب الله عليه كما أخبر النبي صلى الله عليه وسلم، وكذلك أيضا أعلمي أن الندم توبة، ونسأل الله أن يغفر لنا ولك، وأن يتوب علينا وعليك وعلى سائر المسلمين.
إنه جواد كريم.