كيف أنصح أخي بترك العادة السرية؟
2013-02-20 22:54:19 | إسلام ويب
السؤال:
أشك أن أخي الأصغر البالغ من العمر21 سنة يمارس العادة السرية, فكيف أواجهه دون جرح مشاعره؟ لأنني لا أريده أن يصل لما وصلت إليه.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ أحمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحابته ومن والاه.
بداية نرحب بك في الموقع، ونسأل الله لك هذا التواصل المستمر مع الموقع، ونسأل الله أن يعيننا وإياك على الخير، وأن يجعلنا ممن يحرص على النصح والهداية، ولا يخفى عليك أن هذا الأخ بمنزلة رفيعة، ولكننا عندما نتكلم عن مثل هذه الأمور ينبغي أن نراعي المشاعر، وينبغي أن يكون الكلام مغلفًا، وينبغي أن تأتي التوجيهات ليست على سبيل الشك فيه أو عدم الثقة فيه؛ لأن هذا يورد الإنسان موارد الهلكة، فإن الإنسان إذا شعر أنا نشك فيه أو أننا لا نصدقه فربما يذهب إلى تصديق تلك الوساوس المخيفة التي في نفوسنا.
ولذلك نحن نتمنى في مثل هذه الأمور أن تأتي في سياق الكلام عن مواضيع أخرى, أو في إطار مواضيع أخرى، ثم ندخل هذا الموضوع، أو عن طريق كتاب نأتي به، أو شريط نستمع إليه سويًّا، أو مطوية نضعها بين يدي هذا الأخ، فإذا قرأها عرف خطوة مثل هذه الممارسة.
ولا شك أن النصح والبيان في مثل هذه الأمور من الأهمية بمكان خاصة في بداية الأمر، فإن هذه الممارسة الخاطئة لا تُوصل للإشباع، لكنها توصل إلى السعار، توصل صاحبها إلى الضعف والانطواء والإصابة بالهزال، إلى غير ذلك من الآثار الضارة والخطيرة بمثل هذه الممارسة، فضلاً عن أن الإنسان في مستقبل حياته قد يُصاب بالعجز عن القيام بأدواره كرجل وكزوج إذا أدمن ممارسة هذه العادة السيئة التي يمارسها الإنسان عندما يكون في وحدة، لأن الشيطان مع الواحد.
لذلك ينبغي أولاً أن تُشغلوا وقته بالمفيد، أن تغرس في نفسه مراقبة الله تبارك وتعالى، أن تبيّن له أن هذه الشهوة نعمة وينبغي أن تُوضع في موضعها الصحيح، وأن الشاب الذي يعجز من شهوته ينبغي أن يجتهد في الصوم، فإنه له وجاء، وأن عليه أن يغض بصره، ومثل ما قلنا: نحن لا نريد الكلام المباشر، ولكن تأتي بالنصائح كأن تتكلم عن تجارب آخرين، أو كأن تتكلم عن ممارسة سمعتَ عنها، أو تكلم عنها واعظا في المسجد –أو كذا– أو توصل هذه الرسالة إلى إمام المسجد أو إلى داعية من أجل أن يتكلم عن هذه المسألة.
ثم بعد الدرس تفتح معه باب النقاش حول مثل هذه الممارسات، وهل الأصدقاء الذين يعرفهم يتكلمون عن مثل هذه الممارسة، وأن كثيرًا من الناس –بكل أسف– يتعلم مثل هذه الممارسة من أصدقائه, وبتشجيع منهم، وعندها تكون الرسالة قد وصلت والنصيحة قد وصلت لهذا الأخ، الذي نشكرك (حقيقة) على الحرص على مصلحته، وعلى الحرص على إبلاغ النصيحة له.
ونسأل الله أن يقر عينك بصلاحه ونجاحه، وأن يشغلنا بطاعته، وأن يستخدمنا فيما يُرضيه، وأن يجعل أعمالنا خالصة لوجهه الكريم، هو ولي ذلك والقادر عليه.