مرض الساركويد والطفحات الجلدية ... نظرة طبية
2013-02-19 08:22:19 | إسلام ويب
السؤال:
أنا فتاة أبلغ من العمر 33 سنة, أصبت مؤخرًا بمرض مناعي -حسب قول الأطباء- وهو طفحات جلدية في كل أنحاء الجسم, متغيرة الأحجام, لونها كلون الطفيليات؛ حتى أنها في أول الأمر اشتبهت على عدد من الأطباء بالطفيليات الجلدية, ورغم أخذ عدة أدوية لم أحس بتغير, وبعد زيارتي لأخصائي الجلد وصف لي هذا الدواء: (protopic 0,1%) مع خلطه ب (cold cream avene) على أن أستعمله مرة في اليوم.
وبعد اطلاعي على النت عن هذا الدواء قرأت أنه يسبب السرطان, وله أضرار كثيرة, هذا من ناحية, ومن ناحية أخرى فأنا مريضة بالساركويد, وأستعمل (cortancyl 20mg), وأشرب ثلاث حبات في الصباح, وأريد أن أعرف ما هي المدة التي سوف أستعمل فيها هذا الدواء؟ وإذا توقفت عن شربه فهل سوف تتفاقم حالتي؟ وهل للساركويد علاج؟ وما هو سببه؟ فقد تعبت من شرب عدة أدوية لمدة سنة تقريبًا, وهل هناك أمل أن أتوقف عن تناول الدواء, علمًا أني أخاف كثيرًا من أخطار الكورتيزون, فكيف أتجنب أخطاره؟
شكرًا كثيرًا, وجزاكم الله كل خير.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ هناء حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته, وبعد:
مرض الساركويد من الأمراض المناعية, والتي من الممكن أن تصيب أعضاء وأجهزة متعددة بالجسم, وأكثر الأماكن عرضة للإصابة هي الرئتان, والغدد الليمفاوية الموجودة بالصدر, وتقل نسبة الإصابة في الأماكن الأخرى, ولكن الجلد يمكن أيضًا أن يصاب بالمرض في أحوال كثيرة, وأتصور أن الطفح الجلدي الذي تعانين منه في الغالب مرتبط بنفس مشكلة الساركويد.
لا يوجد سبب واضح للإصابة بالساركويد, ويكون المرض نتيجة التهاب حبيبي في الأعضاء والأجهزة المختلفة نتيجة خلل بالمناعة.
وبالنسبة للعلاج الموضعي المذكور - إذا كان التشخيص بالفعل ساركويد بالجلد - فأتصور أنه لن يكون فعالًا بالدرجة الكافية, وربما تحتاجين إلى علاجات أكثر قوة, وذلك حسب نوع الإصابة, والعلاج المذكور لا بد أن يستخدم تحت إشراف الطبيب, وبالتبادل مع علاجات أخرى, ولفترات محددة؛ لأن له من المحاذير تقليل المناعة, وإمكانية حدوث بعض أنواع السرطان.
العلاج بالكورتيزون عن طريق الفم: ربما يكون مفيدًا في أحوال كثيرة في مرض الساركويد, ويمكن استخدام أنواع أخرى من العلاجات المناعية, وكل هذا يكون على حسب شدة ودرجة انتشار المرض, ودرجة خطورته, ومقارنة ذلك بالآثار الجانبية للعلاج؛ حتى تتوازن المميزات التي سوف تعود عليكِ من العلاج مع الآثار الجانبية المحتملة من الدواء, وهنا تكمن مهارة الطبيب المعالج في اختيار العلاج المناسب, للفترة المناسبة, وبالتبادل أو بالإضافة للعلاجات الأخرى.
توجد درجات من الإصابة بالساركويد, وهناك أنواع بسيطة لحد ما, وهناك أنواع أكثر خطورة.
فنصيحتي - أختنا الكريمة - بالمتابعة مع طبيب متخصص مشهود له بالكفاءة لأخذ التاريخ المرضي بدقة, وإيقاع الكشف السريري, وعمل الفحوصات والأشعات المختلفة لتقييم الحالة بشكل دقيق, ومن ثَمَّ مناقشتك في أساليب العلاج المناسبة لك؛ حتى لا يسبب المرض خللًا دائمًا - لا قدر الله - في أحد أجهزة أو أعضاء الجسم, وكذلك أخذ السبل اللازمة للتقليل من الآثار الجانبية المحتملة للعلاجات المتعددة.
وفقكم الله وشفاكم.