الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ رواند حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،
بارك الله فيك وجزاك الله خيراً، ونشكرك كثيراً على تواصلك مع إسلام ويب.
الإنسان حين يكون وحده ومع نفسه يبدأ يعبر عن عواطفه فرحاً كان أم كدراً, وهذا يدل على ما يمكن أن نسميه الانكباب حول الذات, يعني أن الإنسان نظرته وتفحصه لذاته عميق جدا، والذي يجهش بالبكاء وحده غالبا يكون لديه بعض مشاعر الشفقة على نفسه أو على من حوله، هذه الشفقة يعبر عنها بهذه الكيفية؛ حيث إنه لا توجد وسائل أخرى، لكن بعض الناس ينبئونا لهذا الأمر حين يأتيهم هذا الشعور, شعور الرثاء لأنفسهم أو الشفقة على أنفسهم, وكما يسمى يصرفون انتباههم, وذلك بأن يغير الإنسان وضعه, وطريقة تفكيره.
البعض يلجأ إلى الدعوة, والدعوة في هذه المواقف طيبة جدا, هذا أحد التفسيرات التي أستطيع أنا أقول ربما تكون السبب في هذا التعبير الوجداني الذي تمرين به، سهولة البكاء عند النساء نشاهدها في مواقع ومواضع وأحوال أخرى, مثلا المرأة بعد الولادة في اليوم الثاني أو الثالث قد تجهش بالبكاء دون أن يكون هنالك كدر أو حزن حقيقي, هي لحظة تأتي وقد تكون دليلا على عسر بسيط في المزاج, وقد تلعب التقلبات الهرمونية دورا في ذلك.
أيضا فترة ما قبل الدورة الشهرية بعض النساء يصبن بتفاعلات وجدانية مفاجئة، ومنها البكاء مثلا, ثم بعد ذلك يستوي الأمر, وتختفي هذه الظاهرة، ولا أعرف تفسيرات غير هذه لمثل هذه الحالات, وأنا أرى أنك لا تعاني من أي وساوس قهرية تخوفك على أولادك, هو أمر طبيعي، لكن بالطبع يجب أن لا يكون هذا التخوف لدرجة الاطباق الشديد, وهنا عليك أن تكثري من الدعاء لأبنائك, وأن تتجنبي هذه التفاعل الوجداني السلبي -أي البكاء-.
ولا بد للإنسان أن يسأل نفسه لما يحدث لي هذا, السلوكيات يجب أن لا تقبل دائما, نحن أحد إشكالاتنا أننا لا نرد أو نبعد عن أنفسنا بعض التفاعلات والسلوكيات السلبية، بل بعض الناس يأتيهم شيء من الفضول بمعرفة المزيد عن كيفيك تعبيرهم عن مشاعرهم فرحاً, بكاء أو حزنا مثلا.
أنا أعتقد أنه يجب أن لا تقبلي هذه الفكرة في الأصل، روضي نفسك على الفكر الإيحائي الإيجابي, وهو أنك بخير والحمد لله تعالى, وكما ذكرت أن أوضاعك وأوضاع أسرتك وزوجك كلها ممتازة, هذا بفضل الله تعالى, ولديك الذرية الصالحة بإذن الله تعالى, فإذن اصرفي انتباهك من خلال هذا النوع من التفكير.
طفولتك والحمد لله كانت جيدة, حتى وإن كان هنالك خلافات بين الوالدين هذا يحدث, والحمد لله تعالى أن الزواج استمر، الماضي مهما كان هو عبر وتجارب يستفيد منها الإنسان، المهم هو أن نعيش حاضرنا بفعالية، وأن يكون مستقبلنا أيضا مستقبلا جيدا وناجحا, والإنسان دائما يعيش على الأمل والرجاء.
أنا لا أرى أبدا أنك محتاجة إلى أي أدوية علاجية نفسية, لكن أرى أن تمارين الاسترخاء سوف تفيدك كثيرا, وإسلام ويب لديها استشارة تحت الرقم: (
2136015) يمكنك الرجوع إليها للاستفادة مما ورد فيها، وإذا لم تتحسن الأمور بالصورة المطلوبة هنا أعتقد أنه من الأفضل أن تقابلي طبيبا نفسيا، وإن كنت لا أرى أن لديك مشكلة نفسية حقيقية.
بارك الله فيك, وجزاك الله خيرا, وبالله التوفيق والسداد.