الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ عبد الله النوباني حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،
بارك الله فيك, رسالتك طيبة وجميلة، ونحن سعداء أنك قد عبرت عن نفسك بوضوح شديد، وهذه الفضفضة -كما أسميتها- لها قيمة علاجية جدا مهمة، وهي أن الإنسان حين يخرج المخزون القلقي النفسي هذا يساعده كثيرا، وهذه آلية علاجية تعرف بالتفريغ النفسي.
الخلاصة التي وصلت إليها بعد أن اطلعت على كل شكوى، وما تعاني منه أستطيع أن أقول أنك تعاني من قلق المخاوف الوسواسي، وأعراض القولون العصبي متجسمة بصورة واضحة، والذي أراه أن استعدادك للقلق والتوترات هو الذي يثير لديك نوبات القولون العصبي, وحين تشتد نوباتك تؤدي إلى المزيد من التوتر, والقلق, والمخاوف, والوساوس, وربما شيء من عسر المزاج, وهي درجة بسيطة من الاكتئاب.
إذاً هناك حلقة مفرغة, القلق يؤدي إلى اضطراب القولون العصبي, والقولون العصبي يؤدي إلى القلق والتوتر, وهذا التفسير العلمي الدقيق لهذه الحالات النفسية والجسدية.
أخي الفاضل: حالتك ليست خطيرة, حتى وإن كانت مزعجة, إلا أنه يمكن تخطيها، والتخلص منها بإذن الله تعالى.
أهم علاج يجب أن تعطيه اعتبارا كبيرا في حياتك: هو تحقير فكرة الخوف, وعدم ترصد ومتابعة الأعراض, وأعرف أن ذلك ليس بالسهل ولكنه ممكنا جدا.
ثانيا: أن تكثف من ممارسة الرياضة, وأن تتخذ من ذلك مخرجا حقيقيا للمعالجة.
ثالثا: أن تطبق تمارين الاسترخاء, وإسلام ويب لديها استشارة في ذلك، والاستشارة رقمها: (
2136015)
رابعا: عليك بالإصرار على التواصل الاجتماعي, وهناك تواصل اجتماعي محبب للنفس, مرغوب فيه، جميل وسهل, وهو زيارة الأصدقاء والأرحام والجيران، الحرص على صلاة الجماعة, ممارسة رياضة جماعية، مع من تعرف من الشباب, وهذه الأطر التواصلية الاجتماعية التفاعلية والإيجابية هي من أجمل ما يعالج به الإنسان خوفه ورهابه ووساوسه, فكن حريصا على البرنامج السلوكي النفسي والاجتماعي.
وعليك أن تسعى وبصورة جادة لتطوير مهاراتك الشخصية والاجتماعية, وكذلك مهاراتك في محيط عملك هذا من أفضل وسائل بناء الشخصية، والشخصية المهاراتية: تتخطى القلق والتوتر بشكل واضح وسهل جدا.
النقطة الأخيرة في العلاج: أنا أرى أنك بحاجة إلى علاج دوائي, وأنا أحترم وجهة نظر الطبيب الباطني, لكن من الطبيعي واضح أن حدة قلق المخاوف يجب أن تعالج دوائيا أيضا, والحمد الله أن هناك أدوية سليمة وفاعلة وممتازة.
أنا أرى أن العقار الذي يعرف باسم زولفت هو عقار جيد في حالتك, ويمكن أن تبدأ بجرعة نصف حبة ليلا لمدة أسبوع, بعد ذلك اجعلها حبة كاملة لمدة أربع أشهر, ثم اجعلها نصف حبة ليلا لمدة أسبوع, ثم نصف حبة يوما بعد يوم لمدة شهر آخر, ثم توقف عن تناول الدواء,
وهنالك دواء جميل جدا متوفر في الأردن يسمى دينكفيت, هذا يمكن أن تتناوله حبة واحدة في الصباح لمدة أسبوعين فقط.
أخي الكريم: هذه الأدوية سليمة وفاعلة وممتازة جدا, وإن استطعت أن تذهب إلى طبيب نفسي فهذا فيه خير كثير لك.
أسأل لك العافية والشفاء، وبارك الله فيك، وجزاك الله خيرا.