الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ إبراهيم صالح حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،
فلا تترك للفكر السلبي مجالا يسيطر عليك ويدفعك لترى أن الحياة لا طعم لها أبدًا، فأنت شاب وأمامك -إن شاء الله تعالى– مستقبل عظيم، والحياة طيبة وجميلة وهانئة -إن شاء الله تعالى– كن إيجابيًا في تفكيرك، كن إيجابيًا في أفعالك، وهذا يكفي تمامًا لأن يدفعك لأن تكون واثقًا في نفسك، هذا من ناحية.
أما من ناحية الحالة التي أصابتك فالذي حدث لك هو نوبة هرع، والهرع هو نوع من القلق الحاد الذي يأخذ صورة المخاوف، وهي بالفعل تجربة مؤلمة لصاحبها، وقد يترتب عنها وساوس قهرية، ويصاب الإنسان بما يعرف بالقلق التوقعي.
شعورك بالخوف من الموت هو ناتج من قلق المخاوف, وعدم الإحساس بالواقع: هذا نسميه باضطراب الأنية، وهو جزء من القلق النفسي, تفكيرك الكثير حول الأمراض ما هو إلا خوف مرضي أيضًا, الاهتزاز والدوخة هذه أيضًا قد يكون القلق ساهم فيها، إضافة إلى ذلك العلة البسيطة في الأذن، وقد أعطاك الطبيب العلاج اللازم لذلك.
من الناحية النفسية بجانب ثقتك في نفسك على أسس إيجابية: أنصحك بأن تتجاهل هذه الأعراض تمامًا، وكذلك أن تمارس الرياضة بانتظام، وأن تتمرن تمارين الاسترخاء، ولدينا في إسلام ويب استشارة تحت رقم (
2136015) أرجو أن ترجع إليها، وتتطلع عليها بدقة، وتطبق التوجيهات الموجودة بها، وهي -إن شاء الله تعالى– ذات فائدة كبيرة.
أنصحك أيضًا أن تتناول أحد الأدوية المضادة للمخاوف والقلق والتوتر الاجتماعي، والمخاوف المرضية, وعقار (مودابكس) موجود في مصر، ويسمى أيضًا تجاريًا باسم (لسترال) و(زولفت) ويسمى علميًا باسم (سيرترالين) هو الأفضل، الجرعة المطلوبة التي تبدأ بها هي نصف حبة (خمسة وعشرون مليجرامًا) يتم تناولها ليلا بعد الأكل، استعملها يوميًا لمدة أسبوعين، بعد ذلك اجعلها حبة واحدة ليلا، استمر عليها لمدة ستة أشهر، ثم اجعلها نصف حبة ليلا لمدة شهر، ثم نصف حبة يومًا بعد يوم لمدة أسبوعين، ثم توقف عن تناول الدواء, هذا دواء سليم، وفاعل جدًّا.
موضوع الخوف من الموت: كما ذكرتُ لك هو جزء من نوبات قلق الفزع الذي يحدث للناس، وهذه الحالة يجب أن يواجهها الإنسان بيقين وتوكل، وأن يعرف أن الخوف من الموت لا يقدم في عمر الإنسان لحظة ولا ينقصه لحظة، وأن الموت يجب أن يُنظر له كحدث إيجابي؛ لأن الموت هو الذي يُحرك الناس في الحياة من أجل يكونوا إيجابيين، من أجل أن تكون لهم أهداف في حياتهم، والإنسان الذي يُحب لقاء الله تعالى يُحب الله تعالى لقاءه.
فإذن الموت حتى وإن كان مخيفًا، لكن يمكن للإنسان بشيء من التفحص والتأمل أن ينظر إليه نظرة إيجابية.
أرجو أن تجتهد في دراستك وعبادتك، وهذه أسلحة متينة متى ما تسلحت بها -إن شاء الله تعالى– تتعافى نفسيًا واجتماعيًا ووجدانيًا.
أسأل الله لك العافية والشفاء والتوفيق والسداد.