الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ ربيع القلوب حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،
وبارك الله فيك و جزاك الله خيراً، - أختي الفاضلة - وساوس الخوف من الموت تكون عامة جزء من عملية وسواسية شاملة، وتبدأ هذه الحالات غالباً بما يسمى بنوبات الفزع أو الهرع، وخلال هذا الفزع يحس الإنسان بخوف شديد، وربما ضيق في التنفس وتسارع في ضربات القلب، بعد ذلك قد تنتهي النوبة لكن تظهر هواجس وسواس حول ما حدث، وهذا يدخل الإنسان في مسلسل من الأفكار الوسواسية التي تقوم على الخوف والتوتر. ويعرف أن الوساوس متى ما حاول الإنسان أن يناقشها مع نفسه أو يحللها، أو يجد لها تفسيرات تبدأ هذه الوساوس في التوسع وفي التشابك، وتسبب المزيد من القلق والمخاوف.
الوساوس ذكرت أنها تأتيك أكثر بعد الصلاة هذا الرابط معروف، وهذه نسميها بالمثيرات كل الأفعال السلوكية دائماً نجد روابط تكون سببا فيها أو مثيراً لها، وبما أن الصلاة يتقرب الإنسان بها إلى ربه، ويتذكر الموت ومهما كانت درجة طمأنينته وقناعته وإيمانه، فإن النفس البشرية قد تضعف، ومن خلال هذا المثير تأتي مخاوف الموت.
أرجو أن تطمئني - أيتها الفاضلة الكريمة- هذا مجرد قلق نفسي نسميه قلق المخاوف الناتج من نوبات الهرع والذي يؤدي إلى وساوس الخوف، الحالة معروفة، وغالباً ما تنتهي تلقائياً ومن جانبك عليك بتجاهلها تجاهلاً تاماً، ويفضل أن تذهبي إلى طبيب نفسي لتتدربي على كيفية الاسترخاء وكيفية إجهاض هذه النوبات إن حدثت، وسوف يصف لك الطبيب أيضاً العلاج اللازم.
وهناك علاجات ممتازة جداً لهذه الحالات من أشهرها عقار يعرف باسم سبرلكس، وتوجد أدوية أخرى مساعدة، فالحالة مفسرة ومعروفة وهي ليست خطيرة، وهو نوع من الابتلاء البسيط يأتي لجميع الناس، وهذه الحالات لا تفرق بين مسلم وغير مسلم، وربما يكون لها أساس كيميائي أي هناك تغيرات تحدث في الدماغ تؤدي إلى حدوث هذه النوبات.
بالنسبة لأخيك، هناك دراسات تشير إلى أن العوامل الوراثية ربما تلعب دوراً في الإصابة بهذه الحالة، وأنا أكرر كلمة ربما وأؤكد عليها لأن الأمر ليس تأكيداً، أي أن الأمر الوراثي لا نستطيع أن نقول أنه مؤكد 100%، لكن ربما يكون هناك نوع من الاستعداد الوراثي، وبما أنك قد أصبت بنفس هذه الحالة فنفس الأمر قد حدث لأخيك، وأيضاً ربما أنت تكوني تكلمت عن ما حدث لك وهنا يكون قد حدث نوع من التأثير النفسي على أخيك وفي الأصل هو لديه الاستعداد لهذه الحالات، فمن هنا بدأت تظهر لديه الأعراض.
أرجو أن تطمئنيه وتشرحي له طبيعة هذه الحالة، ويجب أن يصرف انتباهه عنها، وإذا مارس الرياضة سيكون مفيداً وكذلك تمارين الاسترخاء، وقد أشرت لها يمكن أن يدربك عليها الطبيب، ويستفيد هو من هذه التمارين، وإسلام ويب لديها استشارة تحت رقم:
2136015، فيمكنكما الاستفادة من هذه التمارين.
إذا أراد أن يذهب أخاك معك إلى الطبيب فهذا سوف يكون أمرا جيداً ومفيداً لكما، وبارك الله فيكما وأسأل الله لكما الشفاء والعافية.