الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ شذى حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:
بارك الله فيك، وجزاك الله خيراً، ونشكرك كثيراً على تواصلك مع إسلام ويب.
الضحك هو تفاعل وجداني يعني أنه نتاج لمزاج معين، هذا المزاج في أغلب الأحيان يتواءم مع التفاعل، وهو الضحك، ويعرف أن الإنسان الحزين لا يمكن أن يضحك مثلاً، وهنا يكون الضحك دليلا على وجود مرض، بعض الناس مشاعر الضحك قد تأتيهم نتيجة لحديث في أنفسهم، والإنسان قد يسترسل مع أحلام اليقظة، ويجري حوارا مع نفسه من خلال هذه الحوار حين يأتي شيء مفرح، أو شيء يحس أنه قد ينشرح له قلبه، فقد يضحك الإنسان، ويتبسم، وهنالك حالة أخرى، وهي حالة مرضية، وهي أن بعض الناس قد يضحكون ويتبسمون نسبة لأفكار تفرض نفسها عليهم، أو أصوات يسمعونها لناس غير موجودين وهكذا، هذه بالطبع حالة نادرة جدًا، لكني وددت أن أذكرها من أجل إكمال الشأن العلمي.
ومن الحالات المهمة التي قد تؤدي إلى ظهور الضحك، لا أقول في غير مكانه، لكن بصورة مبالغ فيه بعض الشيء، هو أن بعض الناس لديهم شيء من الفكر الوسواسي، يراقبون أنفسهم مراقبة لصيقة حين يتحدثون ويحين يتفاعلون مع الآخرين، وربما تكون هنالك مواقف دعتهم للضحك، وضحكوا فيها، ومن ثم يتطبع الإنسان تطبعاً وسواسياً، وقد تأتيه نوبات ضحك لا تناسب المكان والزمان والحدث، أو ربما يكون الضحك مناسباً، لكن بسبب المشاعر الوسواسية يسيء الإنسان التأويل، ويثقل على نفسه أنها قد خرجت عن سيطرته، وأن هذا الضحك لا لزوم له.
إذن الفكر الوسواسي قد ينبعث منه هذا النوع من التفاعل الوجداني، والضحك الغير المنضبط، والذي لا داعي له، أو يكون الأمر مجرد مشاعر وليس حقيقة، وهذا لا يصل إلى درجة التوهم.
بالنسبة لموضوع تأثير الوراثة على هذا الحالات لا أرى أن الوراثة لها دور، لكن الناس تتعلم من بعضها البعض، يعني التأثير البيئي قد يؤثر على الناس، وليس من الضروري أن يكون الأثر وراثيا، أنا أرى أنه من الضروري جداً أن تتجاهل هذا الأمر، وأعتقد أن تسابق الأفكار لديك ونمطها الوسواسي هو الذي جعلك تكونين في حالة قلق على هذه الظاهرة.
لكن أنا أطمئنك تماماً أن الأخرين غالباً لا ينظرون إليها بنفس السلبية التي ترينها أنت، وقد لا يلاحظ الناس تفاعلك هذا، وهذه سمة حقيقة من سمات الوساوس.
أيتها الفاضلة الكريمة: اصرفي انتباهك تماماً من خلال التجاهل، والتجاهل علاج وعلاج مهم وضروري جدا، وصرف الانتباه يكون بأن يدخل الإنسان نفسه في أنشطة أو تفاعلات أخرى مخالفة، أن يغير الإنسان مكانه، وأن يغير الإنسان وضعه، وأن يغير فكره، هذا كله يؤدي إلى تبديل الموقف، وتبديل المشاعر.
والأمر الآخر: هو بما أنني أرى أن الجانب الوسواسي موجود لديك، فأعتقد أنه من المناسب أن تتناولي دواء بسيطا جداً مضادا للوساوس، وله فعالية جيدة في إزالة القلق، والتوترات الداخلية، ولا بأس في ذلك، والجرعة التي نصفها في مثل هذه الحالات، وهي جرعة بسيطة جداً، والدواء يعرف باسم فافرين، واسمه العلمي فلوكسمين، وجرعته اليومية حتى (300) مليجرام، لكن أعتقد أن حالتك لا تتطلب أكثر من (50) مليجرام ليلاً لمدة شهرين، ثم (50) مليجرام يوما بعد يوم لمدة شهر، ثم توقفي عن تناول الدواء.
هنالك حيل نفسية، وأخرى يمكن الاستفادة منها للتغلب على مثل هذه الظواهر، وذلك من خلال تطبيق تمارين الاسترخاء، وتمارين الاسترخاء ذات فائدة عظيمة جداً كعلاج سلوكي، ليس فقط أهمية التأثير في الحركات التي يقوم بها الإنسان، إنما في الجانب المعرفي والفكري الذي يكون مرتبطا بهذه الحركات، وإسلام ويب لديها استشارة تحت الرقم (
2136015) يمكنك الاطلاع عليها لتتدربي على هذه التمارين، ونسأل الله تعالى أن ينفعك بها، وأن أردت أن تقابلي الطبيب النفسي، فهذا أيضا إضافة جيدة، وإن كنت أرى أن حالتك بسيطة جداً.
بارك الله فيك، وجزاك الله خيراً، ونشكرك كثيراً على تواصلك مع إسلام ويب.