أحببت فتاة عن طريق الفيس بوك وأريد الزواج بها، ولكنها ترفض!
2013-02-04 09:22:23 | إسلام ويب
السؤال:
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله
بداية أشكر لكم هذا الموقع الرائع, وجزاكم الله خيرا, جعله الله في ميزان حسناتكم.
أنا شاب أبلغ من العمر 17 عاما, قبل سنتين عرّفني صديقي على فتاة في نفس عمري, عن طريق الفيس بوك, أولا كانت مجرد صديقة, ثم تحولت الصداقة إلى حب, أحببتها بصدق بعد شهرين من محادثتي معها, وكنت أعتقد أنها تحبني, وعندما اعترفت لها فاجأتني بصدها لي, وقالت لي أنت مجرد أخ.
حاولت معها لكن بلا جدوى, كنت غير محافظ على الصلاة في وقتها, وعندما كانت تصدني ويئست منها تحولت حياتي إلى حزن وكآبة, وأصبحت أدخن, وأسمع الأغاني, وابتعدت كل البعد عن ربي, ولكن مر الزمن وتبت إلى ربي, وأقلعت عن التدخين, لكن حبي لها استمر, وهي تصدني.
ابتعدت عن ربي مرة أخرى, ورجعت إلى الدخان, وتركت صلاتي, وكانت حياتي ظلاما في ظلام, إلى هذه السنة, وبعد رمضان تحديدا قررت أن أتوب إلى ربي, وأن أنسى الفتاة.
تبت إلى ربي, وتقربت منه كثيرا, وحافظت على صلاتي والحمد لله, وحافظت على ديني, وتركت الدخان, وكل شيء يغضب ربي, وأنا مستمر إلى الآن, وأحسست بلذة الإيمان بصدق, وبدأت أنسى الفتاة.
لكن الآن عندما أراها ما زلت أتعذب, وأتعب, مع أني أحبها بصدق, وأريد الزواج منها, وأخاف أن تضيع مني, مع العلم بأنها ليست من نفس جنسية بلدي, فما الحل في رأيكم؟
أفيدوني جزاكم الله خيرا.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ karimkemo حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحابته ومن والاه.
نرحب بك أيها الابن الكريم في الموقع، ونشكر لك هذا الحرص على الخير، وهنيئًا لك بهذه التوبة، ونسأل الله لك الثبات والسداد، واعلم أن توبة الكذابين هي أن يتوب الإنسان بلسانه ويظل القلب متعلقا بالمعصية، ولذلك نحن نهنئك بالتوبة الأخيرة التي نتمنى ألا ترجع عنها، ونتمنى أن تكون توبة نصوحا، وأنت ولله الحمد على خير، وفيك بذرة الخير، والدليل هو الرجوع المتكرر، بل الدليل هو التواصل مع هذا الموقع، فاحرص على تنمية جوانب الخير في نفسك، ونسأل الله تبارك وتعالى لك التوفيق والسداد.
وأرجو أن تبتعد عن الفتيات, وتبتعد عن من يدلك إلى هذا الطريق، فإن الإنسان ما ينبغي أن يقيم علاقة مع أي فتاة إلا في إطار المحرمية أو في إطار الزوجية، والإسلام لا يعترف لا بالزمالة ولا بالصداقة بين الذكور والإناث، إلا أن تكون محرمًا، كأن تكون عمّة أو خالة أو أختا أو تكون زوجة للإنسان، أما ما عدا ذلك فهذا المصطلح لا يعترف به الشرع الحنيف، والإنسان إذا أراد فتاة عليه أن يُعد نفسه ثم يطرق باب أهلها، فلا يخطبها من نفسها، ولا تخطب هي كذلك، لأن الإسلام يقيم هذه العلاقة على الوضوح، ويقيم هذه العلاقة على القواعد والضوابط الشرعية.
ولذلك نحن ننصحك بأن تنسى تلك الفتاة التي تنصرف عنك، واعلم أن النساء غيرها كثير، وأنه لا خير في وُدٍّ يجيء تكلفًا، وبإذن الله تبارك وتعالى ما دمتَ على الخير وتدرس في الجامعة وتواظب على الصلاة؛ ستأتيك الزوجة المناسبة التي قدرها الله تبارك وتعالى، وسوف يضع العظيم سبحانه في طريقك سبل النجاح والسعادة، ونسأل الله تبارك وتعالى أن يُسعدك بطاعته، وأن يلهمك السداد والرشاد، هو ولي ذلك والقادر عليه.
أكرر: لا تجرِ وراء السراب، ولا تهتم بمن لا تهتم بك أو لا تريد التواصل معك، واعلم أن التواصل بهذه الطريقة –كما قلنا– غير صحيح، ولكن أرجو أن تشتغل بدراستك، فإذا تهيأت للزواج عند ذلك ينبغي أن تبحث, وتسأل عن طريق الصالحين والصالحات، ونفضل أن يكون أهلك من البداية على علم ومشاركة في البحث معك؛ لأن من التوفيق للإنسان أن يأتي بزوجة صالحة صاحبة دين يرضاها الوالد وترضاها الوالدة، وتنسجم مع الأسرة؛ لأن هذا عون للإنسان على التوفيق بين الواجبات، وواجب بر الوالدين, وكذلك واجب رعاية الزوجة, وصيانة حقوقها والحفاظ عليها.
ونسأل الله أن يقدر لك الخير حيث كان، ثم يرضيك به.