ابني مشاغب في البيت والمدرسة ووالده مغترب!
2023-05-23 01:25:16 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
ابني عمره 14 سنة، يشتكون منه في المدرسة لكثرة حركته في الصف، وعدم التركيز، وعدم احترام المعلمات، والمشاغبة داخل المدرسة، وكذلك عدم احترامه لي، والرد علي وضرب إخوته الأصغر منه.
المشكلة أن لديه رفقة سيئة، حاولت أن أبعده عنهم، ويكذب علي، ويقول: بأنه ابتعد عنهم، ولم ينفع معه الضرب، ولا النصح بالحوار، وقد بينت له عاقبة المشي معهم، وأبوه مغترب، وكلما شكوت له، اتهمني بعدم الاهتمام بابني، وأني أم فاشلة، وإذا اتصل في الشهر مرة ينصحه ويهدده، ورغم توافر النت، فلا يحاوره، ويكرهني لأني لا أضرب أبنائي، ويقول لي: شخصيتك ضعيفة، ولن ينجح الأولاد.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ المصونة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحابته ومن والاه.
نسأل الله أن يقر أعينكم بصلاح هذا الولد، ونتمنى أن تكونوا قد انتبهتم في البدايات إلى تربيته على حفظ القرآن والمواظبة على الصلاة، وأرجو أن يُدرك هذا الأب أن دوره أساسي في التربية، بل نذكره بأن التضحية منه، يعني إذا كان السفر سيترتب عليه ضياع الأولاد، فإنه لا خير في هذا السفر، بل ينبغي أن يأتي ليقوم بدوره، هذه المرحلة دور الأب فيها أساسي، وينبغي أن يسمع الولد من والده نصائح واضحة، وتوجيهات واضحة جدًّا، وينبغي أن تتفقي مع الأب على خطة موحدة، وليس الحل في إلقاء اللوم، يعني الآن لا يصلح أن يلقي اللوم عليك أو تلقي اللوم عليه، الآن عندنا قضية لا يمكن أن ننجح فيها إلا إذا قام كل واحد منكم بدوره، إلا إذا كان هناك تنسيق وتعاون، ومعرفة بالجهود التي تقوم.
وأعتقد أن وقت الضرب قد فات، هذه السن ينبغي أن يصادق فيها الولد، ولا يجوز ضرب الولد في هذه المرحلة، بل الضرب قد يكون سببًا لنفوره، والضرب أيضًا ما ينبغي أن يُتخذ منهجًا ووسيلة تربوية نستمر عليها، يعني هي آخر حل نصل إليه، ونحن لا نريد أن نصل لهذا الحل بهذه السهولة، لأننا إذا وصلنا إليه فقدنا كل الأسلحة، إذا ضُرب الشاب ولم يخف بعد ذلك يقول: (اضربوني وسأفعل ما أريد) عند ذلك نخسر كثيرًا، لأننا استعجلنا وسائل كثيرة، وأرجو كذلك أن يكون له من الأعمام والأخوال والأهل من يستطيع أن يوجه وينصح، وأيضًا يركز على توجيهه، لأنه بحاجة إلى من يقوم بهذا الدور في النصح والإرشاد والتوجيه له في هذه المرحلة التي لا يصلح فيها أن تتولى الأم كل المهام، وأن تقوم بدورها ودور غيرها كاملة، ويكون الأب غائب الدور وليس له مشاركة في التربية.
والأب ينبغي أن يتصل أكثر من مرة، وعندما يتصل أيضًا ينبغي أن يكون قد عرف ما هو المطلوب منه، يُحسن التوجيه، ويركز على التوجيهات الإيجابية، ويحرص على تنبيه الولد للملاحظات المفيدة بالنسبة له، وعليه أن يشعر أن دوره أساسي كما قلنا في هذه المرحلة.
أيضًا ينبغي أن تعرفوا جميعًا خصائص المرحلة العمرية، فهذه مرحلة ينفع فيها الحوار، ينفع فيها تحميل الولد بعض المسؤوليات، وبيان أن له حقاً في الحرية، ولكن الحرية مسؤولية، وإعطاؤه جزءاً ومقداراً من الثقة المشوبة بحذر، وشغله ببعض المهام التي ينبغي أن يقوم بها ويحرص على أن يساعد ويساهم في مساعدة أهل البيت بها، وأن يشعر أنه رجل البيت، وأن له دوراً ينبغي أن يقوم به.
على كل حال المسألة تحتاج إلى تعاون، ونركز دائمًا على كثرة اللجوء إلى الله تبارك وتعالى، ولا تُعلني عجزك عن تربيته أو القيام بواجبك تجاهه، ونسأل الله أن يوفق الجميع لما يُحبه ويرضاه.