ما الطرق الصحيحة للبحث عن زوجة صالحة؟
2013-02-03 11:29:19 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم.
عندي 23 سنة، وكنت خاطباً بنت أحد أقارب أبي منذ أكثر من عام، وكانت أسرتي هي التي اختارتها لي، وبعد 6 أشهر قررت فسخ هذه الخطبة نظراً لعدم ارتياحي معها، كنت أشعر أنها مثل أختي، أغلقت هاتفي وذهبت في اليوم التالي إلى أخيها وأبلغته أنني لم أكمل مع أخته، نظراً لأنني لا أستطيع أن أسعدها.
أنا الآن عندي إحساس أني ظلمت هذه الفتاة لعدم مصارحتها هي مباشرة، وليس أخوها، وكل يوم أفكر في هذا الموقف، وأكون في حالة نفسية سيئة تؤثر على تفكيري.
أرجو إفادتي، هل ما فعلته كان ذنباً؟ وإن كان فكيف يمكنني أن أصلحه؟ علماً بأنني لا أنوي الرجوع إليها، ولكني لم أقصد أن أجرحها، فما الطرق الصحيحة للبحث عن زوجة صالحة؟
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ رجب حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،
الحمد لله والصلاة والسلام وعلى رسول الله وعلى آله وصحابته ومن والاه .
بداية نرحب بك أبننا الفاضل في الموقع، ونسأل الله أن يلهمك السداد والرشاد وأن يعينك على الخير، ونشكر لك هذه المشاعر النبيلة التي جعلتك تتأثر بذلك الموقف، وفعلاً الواحد منا لا يرضى مثل هذه المواقف لأخته أو عمته أو خالته، فيكف يرضاها لبنات الناس!
كم تمنينا لو أنك قلت هذا الكلام منذ البداية، إن الإنسان يعتقد أن عاماً من عمر الإنسان مدة طويلة، ولكنك مع ذلك أحسنت عندما عرضت المسألة بهذه الطريقة، لا ندري كيف تفهم الأخ، ولكن نتمنى أن يكون تفهم الوضع بطريقة صحيحة، وأيضاً يكون حسن الاعتذار هو المطلوب، والخطوبة فرصة للطرفين، لأن يرى نفسه من حق الخاطب أن يفسخ الخطبة، ومن حق الفتاة كذلك أن تفسخ الخطبة، وليس في ذلك حرج، لأن مشوار الحياة الزوجية مشوار طويل، ولكن حسن الاعتذار هو المطلوب، ولكن الإخراج الجيد للموقف هو المطلوب.
هل تعتقد أن هذا الأخ تفهم الوضع بطريقة صحيحة؟ نرجو ذلك ونتمنى بل قد يكون هذا أخف إذا كان الأخ حكيماً، ولذلك يقنع شقيقته بأن لا مصلحة لها في الاستمرار مع هذا الرجل الذي جاء وقال بصدق إنه لا يستطيع أن يكون سعيداً معك، وإنك بمنزلة الأخت بالنسبة له، وأن الجاذبية مفقودة، وأنه لا عيب فيك.
ليس عيباً في المرأة أن يتركها الخاطب، وليس عيباً في الخاطب أن تتركه الفتاة، ولكن الإشكال هو ضياع الوقت، وأن يبدأ الإنسان المجامل في مثل هذه الأمور، فنحن نرفض أن يجامل الإنسان في قضية الزواج، لأن الأهل ليس من يعيشوا مع الزوج، ولكنها الفتاة، ومن هنا فإن الشريعة تجعل أمر القبول وأمر الرفض بيد الفتاة والفتى وحدهما، وتجعل هذا الأمر لهم ومن حقهم.
لذلك نتمنى أن يكون هذا الذي حصل فيه خير، وعلى كل حال فهو أصلح، وللفتاة أن يكون الفراق مبكراً، ورغم مرارة الوضع ورغم الآثار الجانبية التي كانت عليك وعليها إلا أن هذا الخيار هو أفضل خيار، وهو الخيار الممكن وهو الخيار الأحسن.
إن بعض الناس بكل أسف يجامل ويتزوج ثم يتعب بنات الناس، وبنت الناس يتعبها بعد ذلك ويهملها ويقصر في حقها، وخير لك وللفتاة أن تكون الأمور واضحة منذ البداية، رغم مرارة الموقف إلا أن ما بعده سيكون أشد مرارة.
نسأل الله أن يوفق الجميع لما يحبه ويرضاه، وننصحك بالدعاء لتلك الأخت، وتحسين سمعتها عن طريق محارمك ومحارمها، وأن تذكرها دائماً بالخير، ولكن تقول ما صار نصيب، والأمور بيد الله والقلوب لا نملكها نحن.
ونتمنى لها بينك وبين نفسك الخير والتوفيق والنجاح، وتدعوك الله تعالى لها، والحرج مرفوع عنك أيضاً من الناحية الشرعية، ونسأل الله أن يمن علينا جميعاً بفضله وأن يرحمنا برحمته الواسعة.
وبالله التوفيق والسداد.