آلام في الرأس لا تحتملْ.. ساعدوني
2013-01-24 08:28:50 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أعاني من آلام بالرأس منذ أربع سنين، حاولت بشتى الطرق معرفة السبب، لكن جميع محاولاتي باءت بالفشل الذريع، حيث أنني لا أستطيع الالتقاء بأخصائي المخ والأعصاب في المكان الذي أعيش فيه إلا في الحالات المستعصية، وإلا توجب علي دفع غرامة مالية.
في الآونة الأخيرة تفاقم الألم بشكل مزعج للغاية، لا أستطيع التركيز، وبتُّ أنسى كثيراً ما حدث منذ فترة قصيرة، حال استيقاظي من النوم أول ما أشعر به هو الألم في منتصف الرأس، الذي يستمر مع الانتشار إلى الأسفل وحول العينين.
نظري ضَعُفَ بشكل كبير خلال نصف سنة، كما أنني لا أستطيع الرؤية بشكل واضح حتى مع ارتدائي نظارة طبية جديدة عملتها مؤخراً، أرى كل شيء محاط بهالات بيضاء، وبقع من نور.
أحيانا هذه البقع تتحول إلى سواد قاتم يستمر من ثوان إلى 5 دقائق، أيضاً أشعر بضغط في قفص صدري تحديداً بالمنطقة التي يسكنها قلبي، بل بوخزات في رأسي مع كل نبضة قلب، دقات قلبي متسارعة دائما أستطيع أن أستشعر سرعتها مع ألم فضيع في الشريان الذي في رقبتي والمؤدي إلى رأسي، حالات الإغماء كثرت بشدة في الآونة الأخيرة.
وكلما اشتكيت من ضعفٍ في بدني أجابوني بسبب ضغطك المنحفض، وأن ذلك طبيعي، حيثُ أن جميع النساء في عمري لديهم ذات الضغط، علما بأن ضغط دمى في حالاتي الطبيعية دائما 80/49 ، بالرغم من أني أشعر بأنني منضغطة بشكل كبير من الداخل، وأشعر بحرارة داخلية، لكن حينما أقيسها تظهر بأنها طبيعية، وأشعر بأنني أحمل شيئا ثقيلا في رأسي وصدري، لا أستطيع التفكير، أقابل بعض الأعمال بالامبالاة تخفيفاً عني آلامي الجسدية والنفسية المصاحبة، مستواي الدراسي في تدن.
علماً بأنني أدرس الطب وأنا في سنتي الأولى، وأفكر في ترك المجال حيثُ أنني أشعر بآني لست قادرة على تحمل هذا العبء الثقيل، وألاحظ الفرق بيني وبين زملائي من الشبان والفتيات.
كل أسبوع لابد بأن أفقد الوعي أكثر من ثلاث مرات، وأصحو لا أشكو من شيء غير ألم فظيع في رأسي وقلبي، تصرفاتي غير مسئولة قد أذهب إلى أماكن وأنسى لماذا أنا ذاهبة، أبحث عن شيء في متعلاقاتي، وفجأة أجدني أبحثُ في متعلاقات الآخرين على الرغم من أنه واضح جدا أنها ليست متعلاقاتي.
أصحابي ينعتوني بالخاملة الفاهية البطيئة الاستيعاب، علماً بأنني كنت من المتفوقين الأوائل في جميع السنوات الماضية، ومنذ صغري، وحصلت على العديد من الجوائز لتفوقي.
أنا فقط لا أعلم ما الذي يدور من حولي، لا أستطيع حتى الذهاب إلى الجامعة، لأني أخشى السقوط من ضعفي وثقل في رأسي، جربت جميع أنواع المسكنات بما فيها أدوية الصداع النصفي، ولم تجد معي نفعاً!
أرجو المساعدة، فأنا أعاني بشدة، وشكراً لحسن تعاونكم.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ Juna حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:
بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا، أسأل الله لك العافية والشفاء والتوفيق والسداد.
علتك الرئيسية هي حول هذا الصداع الذي سبب لك الكثير من الإزعاج، وكما هو معروف طبيًا فإن الصداع له عدة أنواع وله عدة أسباب، فهنالك أسباب عضوية، وهنالك أسباب نفسية، وهنالك أسباب مشتركة، أي أن الصداع قد يكون ذو منشأ نفسي، لكن أيضًا تلعب الأسباب العضوية فيه سببًا كبيرًا.
أنا حقيقة أود أن أنصحك نصيحة هامة جدًّا، وهي أن تذهبي وتقابلي الطبيب، هذا لا يعني أنني منزعج لهذا النوع من الصداع، أو أني أخفي عليك شيئًا، لكن أقول لك أن الجودة الطبية والأمانة تقتضي أن تذهبي وتقابلي طبيب الأعصاب، أو حتى الطبيب الباطني يمكن أن يقوم بدور فحصي وعلاجي ممتاز في حالتك، هنالك فحوصات لابد أن يتم القيام بها، وهي إجراء صورة مقطعية أو صورة بالرنين المغناطيسي للرأس، هذه مهمة جدًّا لتوضح كل تفاصيل مكونات الدماغ، وهنا إن كان السبب داخليًا – أي في حيز الدماغ وكان سببًا عضويًا فهذا الفحص يعتبر فحصًا دقيقًا وجيدًا جدًّا.
ما دام الصداع قد أدى إلى ضعف في النظر وما دام هذا الصداع أيضًا قد ارتبط بفقدان الوعي، فأعتقد أن الفحص الطبي الصحيح والمختص يجب أن يأخذ الأسبقية على كل شيء.
أجلي كل شيء واذهبي وقابلي الطبيب، وأنت ما دمت تدرسين في كلية الطب، فسوف تجدين مساعدة كاملة من أساتذة طب الأعصاب بالكلية، وجميع كليات الطب مُلحقة بها مستشفيات جامعية، والمستشفيات الجامعية تتوفر فيها كل الوسائل الفحصية خاصة إجراء الصورة المقطعية، أو صور الرنين المغناطيسي كما ذكرت لك.
هذه هي النصيحة الأساسية التي أوجهها لك، وأعتقد بقية الأمور كلها أمور ثانوية، موضوع (القلق، التوتر، الشعور بالإحباط، عدم الاكتراث فيما يخص الدراسة) أعتقد أن هذا كله سهل العلاج، والأساس في الأمر هو أن نتأكد لماذا تعانين من هذا الصداع، فأقدمي على خطوة الذهاب للأطباء من أجل إجراء الفحص، الفحص الإكلينيكي مهم، فحص قاع العين مهم جدًّا، وكذلك الصور المقطعية أو الرنين المغناطيسي كما ذكرت لك.
بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا، وأسأل الله لك الشفاء والعافية والتوفيق والسداد.