الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ عبد العزيز حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته, وبعد:
بارك الله فيك, وجزاك الله خيرًا، ونشكرك كثيرًا على تواصلك مع إسلام ويب.
أيها الفاضل الكريم: أنت تتحدث عن آداب اجتماعية عامة, بالفعل هناك تصرفات غير مقبولة, ولكل مجتمع ضوابطه في هذا السياق، مثلًا: بالنسبة للإنجليز من أسوء الأشياء أن تضع أصبعك في أنفك حين تكون جالسًا مع مجموعة تتحدث معهم, وهي عادة قد تحدث من بعضنا, ومن الأشياء غير المقبولة عندهم أيضًا أن تعطيهم ظهرك، وهذا غير مقبول تمامًا, وهكذا الناس لديها أنماط من السلوك التي يقبل اجتماعيًا, وتم التعارف عليه, وسلوكيات أخرى مرفوضة، وما تذكره أنت كله حقيقة غير مقبول, لكن يجب أن تتذكر أن تصرفات الناس وعاداتهم ليست واحدة, هذا من ناحية, ومن ناحية أخرى: لا تستطيع أبدًا أن تفرض على الناس ما تريده أنت؛ لذا فالأمر الذي يجب أن تحتمه على نفسك هو أن تقبل الناس كما هم, لا كما تريد, وهذه العادات التي ذكرتها وغيرها حاول أن تكتبها في ورقة, وتدارسها, واقبل أنها عادات سخيفة فعلًا, وتصدر من كثير من البشر, وأنا ليس لي إدارة, وليس لي سلطة على هؤلاء الناس، وربما أنا نفسي تصدر مني بعض التصرفات التي تكون غير مقبولة للآخرين, وهكذا الحياة، ولابد أن تجري حوارًا ذهنيًا عقليًا مع نفسك، وأعتقد من خلال هذا النوع من الحوار تستطيع أن تتقبل تصرفات الآخرين، بخلاف ذلك لا أرى حلًا, وحقيقة أقول لك: إنه ليس من الحكمة أبدًا أن تواجه الناس في تصرفاتهم وعاداتهم على الشاكلة التي ذكرتها؛ لأن ذلك قد يكون أمرًا محرجًا، وحتى بالنسبة للصغار إذا أردت أن توجهم فيمكن أن توجههم بصورة تربوية, وليست في صيغة أوامر، فهذا مهم جدًّا.
أنا أرى أنك يمكن تقوم بنوع من البحث الاجتماعي, وبحث علمي في السلوكيات غير المقبولة, مثلًا العادات التي يجب أن يتم تغييرها, وهذا البحث يمكن أن يكون بحثًا رائعا ومفيدًا جدًّا للإنسان, ويمكن أن ينشر, وبهذه الطريقة تكون قد أشبعت حاجاتك النفسية, وأعتقد أن الأمر فيه شيء من الوسوسة أيضًا.
من خلال ما ذكرته لك - أي قبول الآخر كما هو لا كما تريد, وأن تبحث في هذه الأمور أكثر - فهذا سوف يفيدك كثيرًا.
أيها الفاضل الكريم: نسبة لوجود الحالة القلقية والعصبية التي تنتابك من وقت لآخر أنصحك بتطبيق تمارين الاسترخاء, وهي تمارين جيدة ومفيدة إسلام ويب لديها استشارة تحت الرقم (
2136015) فأرجو الرجوع إليها, والاطلاع عليها, وحاول أن تطبق ما بها, ومن جانبي أسأل الله تعالى أن ينفعك بها.
وبالله التوفيق والسداد.