الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ حنان حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد،،،
أنت لديك قلق المخاوف الوسواسي، حالتك واضحة جدًّا، كل العلامات وكل المؤشرات وكل الأعراض التي وردت في رسالتك توضح ذلك، لا أعتقد أنه لديك اكتئاب نفسي، حسب المعايير التشخيصية المعروفة. فترات عسر المزاج التي تحدث لك هي ثانوية لقلق المخاوف الوسواسي.
الذي يظهر لي أنه لديك الاستعداد أصلاً للقلق، والتاريخ الأسري بالطبع لا يمكن أن نتجاهله، والدتك وكذلك والدك لديهم بعض السمات والظواهر النفسية التي ربما تكون أثرت عليك، لكن هذا الإرث تأثيره ليس تأثيرًا مباشرًا، إنما هو مجرد استعداد، وعليه أرجو أن تعيشي حياتك بصورة طبيعية جدًّا.
القلق يعالج من خلال تجاهله، والتعبير عن النفس أول بأول، الأشياء التي يؤجلها الإنسان ولا يود أن يتحدث عنها خوفًا من إحراج الآخرين تتراكم عنده، ومن ثم يحتقن، وهذا يؤدي إلى قلق شديد، إذن التعبير عن النفس مهم جدًّا.
القلق أيضًا يعالج من خلال كثرة الاستغفار، فكوني حريصة على ذلك. والتمارين الرياضية التي تناسب الفتاة المسلمة أيضًا لها دور كبير، فحاولي أن تمارسي الرياضة، وهنالك تمارين الاسترخاء، وإسلام ويب لديها استشارة تحت رقم (
2136015) أرجو الرجوع إليها، لأن طريقة تطبيق تمارين الاسترخاء - والذي يعتبر علاجًا مهمًّا لعلاج القلق – موضحة في هذه الاستشارة.
حين يأتيك القلق لا تستسلمي له، لا تظلي متوائمة معه، اطرديه، الفظيه، وذلك من خلال أن تقولي لنفسك (لماذا أقلق؟ أنا الحمد للهِ بخير، ولن أتبع مشاعري هذه أبدًا) وغيّري مكانك، غيّري وضعك، إذا كنت جالسة فقومي، وإن كنت واقفة فامشي وتحركي أو اجلسي (وهكذا).
هذه العلاجات أساسية لعلاج القلق المخاوف الوسواسي.
الوساوس دائمًا تُحقر، ويتم تجاهلها، ولا يهتم بها الإنسان.
إصابتك بالقولون العصبي والحموضة هي من الأشياء الطبيعية جدًّا التي تحدث مع تواجدا القلق والتوتر.
لابد أيضًا من أن تكون لك شبكة نسيج اجتماعي جيد – هذه مهمة جدًّا – الإنسان بطبعه يميل لأن يكون اجتماعيًا، بعض الناس يهمل ذلك، لكن التواصل مهم، وتطوير المهارات مهم، والانخراط في الأعمال التي تجمعك بالآخرين أيضًا مهمة، مثل أعمال البر والإحسان والأعمال الخيرية، والانضمام إلى الجمعيات الثقافية، هذا كله فيه خير وفائدة كبيرة جدًّا.
كنت أتمنى أن تسمح ظروفك بالذهاب لمقابلة الطبيب النفسي، لأن المقابلة المباشرة فيها فائدة كبيرة جدًّا، ما يُقدم من خلال هذه الاستشارات - إن شاء الله تعالى – أيضًا فيه فائدة للناس، لكن لا نستطيع أن ندعي أنه يحمل نفس القيمة العلاجية التي تحملها الاستشارات والمقابلات المباشرة.
عمومًا حالتك أيضًا تحتاج إلى علاج دوائي، والأدوية سليمة وفاعلة، فتحدثي مع أسرتك حول هذا الموضوع، إن قبلوا أن تذهبي إلى الطبيب فهذا جيد، وإن لم يقبلوا فحاولي أن تشرحي لهم مدى حاجتك للدواء، وأن الأدوية سليمة، فمثلاً إذا وافقوا تناولي عقار مثل السبرالكس، سيكون مفيدًا جدًّا لك، وجرعته هي خمسة مليجرام – نصف حبة من الحبة التي تحتوي على عشرة مليجرام – والسبرالكس يسمى علميًا (إستالوبرام).
جرعة الخمسة مليجرام تظلي عليها لمدة عشرة أيام، بعد ذلك تجعليها حبة كاملة وتستمري عليها لمدة أربعة أشهر، ثم تجعليها نصف حبة يوميًا لمدة شهر، ثم نصف حبة يومًا بعد يوم لمدة شهر آخر.
هذا هو الذي أود أن أنصحك به، وأؤكد لك أن الدواء الذي وصفناه لك سليم وسليم جدًّا، وسوف تحسين بقيمته - إن شاء الله تعالى – فقط التزمي بالجرعة التي ذكرناها لك وطبقي الآليات العلاجية الأخرى.
أسأل الله تعالى أن ينفعك بما ذكرنا، وبالله التوفيق والسداد.