تعلقت بفتاة متزوجة وطلبت الزواج منها.. فما توجيهكم؟
2012-12-22 11:46:28 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم..
امرأة في الـ26 من عمرها، كنت أعرفها منذ الصغر، وأحبها، تركتها سبعة أعوام، ولم أتصل بها، وهي الآن متزوجة، ولديها طفل في الخامسة من عمره، وزوجها غاب عنها عمدا، وهاجر أكثر من سنتين بدون أي اتصال، واعترفت لي بعلاقة محرمة بشخص متزوج، وهو مديرها في العمل، فلحقت بها سمعة غير محمودة.
هي الآن تائبة ومتمسكة بدينها، وترجو العفو والمغفرة، وهذا واضح فقد التزمت بحجابها وبيتها وصلاتها، والناس تشهد لها بذلك.
طلبت الزواج منها؛ لأني أحبها وراض عنها بعد أن تنتهي من إجراءات الطلاق والعدة، إلا أني متخوف من ماضيها، وأن المجتمع قد يتسبب بطلاقنا.
أنا شديد الغيرة بطبعي، ولكني سأقدم على الزواج بها، مع أن عندي تخوف شديد وغصة في القلب بسبب خوفي من التأثر بما يقال عنها بعد الزواج بها.
فأرجو مساعدتي باتخاذ قراري، وإراحة بالي، والصلاة والسلام على نبينا محمد وآله وصحبة وسلم.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ meehoo حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحابته ومن والاه.
نرحب بك في الموقع، ونشكر لك هذا الحرص على التواصل، وهذا الحرص على معرفة الأحكام الشرعية، ونبشرك بأن من تاب – أو تابتْ – تاب الله عليه، فإن الله ما سمى نفسه توابا إلا ليتوب علينا، ولا سمى نفسه غفورا إلا ليغفر لنا ذنوبنا وإسرافنا في أمرنا، وأن من إعجاز التوبة ومن بركتها أن الإنسان المخطئ عندما نقول (يغفر الله لك) فإنه يترك الخطأ، لكن لو قلنا (لن يغفر الله لك) فإنه يتمادى في إجرامه وفسوقه وعصيانه، والتوبة الصادقة الصالحة تمحو ما قبلها وتجُبُّ ما قبلها، بل إن التائب – والتائبة – المخلص في توبته، الصادق في توبته وأوبته، فأولئك الذين يُبدّل الله سيئاتهم حسنات، وكان الله غفورًا رحيمًا. نسأل الله أن يثبتها وأن يثبتكم على الخير.
كما أرجو أن تتوبا من ذلك التواصل الذي حصل، واعلم أنه لا يجوز لك أن تتواصل معها، وهي في عصمة رجل، أما إذا فرغت من عدتها، وحصل الطلاق والفراق بينها وبين زوجها ولم تكن أنت السبب في هذا الخراب، فالنبي صلى الله عليه وسلم لعن من يُخبب زوجة على زوجها، بأن يحرضها على فراقه، تزوجها أو لم يتزوجها، فإن ذلك لا يجوز، لكن إذا تمت الأمور وسارت في هذا الاتجاه، وحصل لها الطلاق والفراق لزوجها وخرجت من عدتها، فعند ذلك تستطيع أن تتقدم لخطبتها، ونحن نؤيد هذه الفكرة، خاصة بعد أن تابت وأنابت إلى الله تبارك وتعالى، وكلام الناس لا ينتهي، لكن الإنسان يؤجر على نيته، ويؤجر على صدقه، والإنسان لا يعاقب على ماضيه الذي تاب منه، خاصة بعد أن عرفتَ أنها تابت، وتأكد الناس من صدق توبتها، وصدق رجوعها إلى الله تبارك وتعالى، فمن واجبننا أن نعينها ونعين أمثالها على الثبات على الطريق الصحيح، ولن يحصل ذلك إلا إذا وجدت من يُعفّها بالحلال، من يُعينها على طاعة الكبير المتعال، والناس كلامهم لا ينتهي، ورضاهم غاية لا تُدرك، لكن الإنسان إذا تاب ورجع إلى الله تبارك وتعالى وصدق في التوبة؛ فإن الله تبارك وتعالى سيغير أحواله، وسيصبح من كان يذمه بالأمس مادحًا له، لأن قلوب العباد بين أصابع الرحمن، والتوبة تجُبُّ ما قبلها، والله يُحب التوابين ويُحب المتطهرين.
فإذا صدقتْ في توبتها وكنتَ عونًا لها على الثبات، وحرصتم على تأسيس أسرة تطيع الله وتحرص على كل أمر يُرضيه، فإن الله إذا أحب الإنسان أمر جبريل أن ينادي في الملائكة: (إن الله يُحب فلانًا فأحبوه) فيحبه أهل السماء، ثم يلقى له القبول في الأرض. ثم قرأ صلى الله عليه وسلم قوله تعالى: {إن الذين آمنوا وعملوا الصالحات سيجعل لهم الرحمن وُدًّا} يعني محبة في قلوب الخلق.
فأقدم على هذا المشروع في الخير، بالشروط التي أشرنا إليها، واحتسب الأجر والثواب عند الله تبارك وتعالى، ولا تترك ما عندك من يقين من صدق توبتها لكلام الناس وشكهم، والناس كثير منهم له أخطاء، لكن الله ستر عليهم، ولا يجوز الإنسان أن يعير إنسانًا على معصية تاب منها ورجع عنها، وأناب إلى الله تبارك وتعالى، بل ينبغي أن نعين الإنسان على الثبات، لا نعين الشيطان عليه، وإنما نعينه على الثبات.
وإذا ذكّروها بالخطيئة وذكّروك فما عليك وما عليها إلا أن تجدد التوبة والرجوع إلى الله تبارك وتعالى، وأرجو أن تكتما ما كان بينكما من تواصل وما كان بينكما من علاقات سابقة، وإذا تذكرتها فعليك وعليها أن تجدد التوبة والاستغفار، وافتح صفحة جديدة في طاعة الله، وبالحلال، ونسأل الله أن يكفينا بحلاله عن الحرام، وأن يلهمنا السداد والرشاد، هو ولي ذلك والقادر عليه.