أخاف من الفشل في دراستي وأحزن لشعوري بضياع وقتي.. ما نصيحتكم؟
2012-11-27 09:33:27 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله
أنا طالبة كنت متفوقة في جميع مراحل الدراسة، ولكن في الثانوية العامة انصدمت بمعدل قليل, عشت بعد التوجيهي في حالة من اليأس والخوف، وكرهت الدراسة، والآن أنا بالجامعة أدرس العلوم سنة ثانية.
في السنة الأولى لم أستطع تجاوز معدلي بالتوجيهي، فلم أرغب بالدراسة؛ لأن طموحي كان أكبر من كلية العلوم، الآن أنا سنة ثانية، وعدت نفسي وأهلي بأن أنسى الماضي، وأبدأ من جديد بنفسية جديدة حتى أنجح في جامعتي وحياتي, ولكني وبالرغم من سهولة وجمال المنهج أتعب من الدراسة بسرعة، وليس عندي أوقاتا مخصصة للدراسة، وأشعر بأن وقتي يضيع، فأنا حزينة جدا على هذا الوقت، وخائفة من الفشل، أرجو المساعدة، فأنا أشعر بالضياع.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ نور حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:
إنك تدركين إدراكًا كاملاً طبيعة ونوعية مشكلتك، أنت لك مقدرات معرفية ممتازة جدًّا كما ذكرت، لكن الإشكالية الأساسية أعتقد أنك لم تصلي المرحلة المطلوبة باستشعارك أهمية العلم؛ لأن الإنسان إذا استشعر أهمية الشيء يعطيه حقه، وفي ذات الوقت أنت لم تستفيدي من تجاربك السابقة، ومشكلتك الآنية هي عدم تنظيم الوقت، فأنا أقول لك:
أولاً: الجوهر هو أن يكون للإنسان مقدرات، وهذه متوفرة لديك بفضل من الله تعالى.
الماضي كخبرة يستفاد منها من أجل إصلاح أمر الحاضر والمستقبل. عيشي الآن حاضرك بقوة ومستقبلك بأمل ورجاء، ضعي الدراسة صوب عينيك، وقومي بتنظيم وقتك، الذي يدير وقته بصورة صحيحة يدير حياته ويصل - إن شاء الله تعالى – لكل مبتغاه.
أيتها الفاضلة الكريمة: حين نقول تنظيم الوقت لا نعني أن ينقطع الإنسان للدراسة، لا، الإنسان من حقه، ومن الأفضل له أن يرفه عن نفسه، أن يأخذ قسطًا من الراحة، وحتى لا بأس من القراءة الحرة التي لا علاقة لها بالأكاديميات، ممارسة الرياضة التي تناسب الفتاة المسلمة أيضًا مهمة، المشاركة في أعمال البيت، بر الوالدين، الترفيه عن النفس بما هو حلال ومتاح ومباح، مشاهدة البرامج التلفزيونية الجيدة، هذا كله سهل وكله متوفر.
إذن أنت مطالبة بأن تضعي جدولا يوميا لإدارة وقتك، خصصي وقتا للدراسة ووقتا للأشياء الأخرى التي ذكرناها.
أفضل وقت للدراسة هو بعد صلاة الفجر، الناس تتكاسل في هذا الأمر، لكن الذي ينام مبكرًا يستيقظ نشطًا، ومتفتحًا، ومتفائلاً، ويصلي صلاته، وبعد ذلك يجلس ليدرس لساعة، أو ساعتين ثم يذهب للدراسة، أعتقد أن هذا الإنسان سوف يحس أنه قد أنجز إنجازًا عظيمًا في الثلاث ساعات الأولى من اليوم، وهذه الأمة بورك لها في بكورها.
يأيتها الفاضلة: انتهجي هذا المنهج، وبكل صراحة وقوة أقول لك وبكل تواضع: كان هذا منهجي في الحياة، ووجدته مفيدًا حتى من أيام الطُّلابية، فاحرصي على هذا، وبعد ذلك – أي بعد أن تقومي وتصلي وتدرسي كما ذكرنا وترتبي المواد حسب أسبقياتها – تذهبي إلى الدراسة، ثم ترجعي إلى البيت، وتأخذي قسطًا من الراحة، وهكذا تبدئي جدولة كاملة لإدارة وقتك، هذا أمر جيد، وإن شاء الله تعالى سوف يفيدك كثيرًا.
عليك أيضًا أن تكوني متواصلة مع زميلاتك، النقاشات حول الدراسة وتنظيم الوقت، والاستفادة من تجارب الآخرين، ينبغي أن نجعل الآخرين قدوة لنا ما داموا يستحقون ذلك، فهذا أيضًا مفيد ومهم، النموذج والقدوات الطيبة في الحياة دائمًا هي وسيلة لتطوير المهارات وطريق للنجاح.
أتاني شعور أنه ربما يكون لديك مزاج اكتئابي، لذا كان هذا سببًا فيما آلت إليه حالتك، لكن لا أريدك أن تضعي ذلك عذرًا أمامك وتستكيني، لا، جاهدي وصابري، واجتهدي، وسوف تصلين - إن شاء الله تعالى – إلى مبتغاك.
الشباب له مستقبل عظيم، خاصة شباب هذه الأمة الإسلامية، ونحن نطالب الشباب، نطالب أبنائنا بالتزود بالدين والعلم، هي الأسلحة المطلوبة لمواجهة الحياة بكل صعوباتها.
أود أن أصف لك دواء بسيطًا يعرف علميًا باسم (فلوكستين)، ويسمى تجاريًا باسم (بروزاك)، وربما يسمى في فلسطين المحتلة باسم آخر، تناولي هذا الدواء - وهو محسن للمزاج - بجرعة كبسولة واحدة في اليوم بعد الأكل، واستمري عليه لمدة ثلاثة أشهر، بعد ذلك اجعلي الجرعة كبسولة يومًا بعد يوم لمدة شهرين، ثم توقفي عن تناول الدواء.
أؤكد لك أنه دواء سليم وفاعل، وغير إدماني، ولا يؤثر على الهرمونات النسائية.
بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا، ونسأل الله لك الشفاء والعافية والتوفيق والسداد، وأرجو أن تأخذي بما ذكرته لك من إرشاد واسترشاد، لعلَّ الله تعالى أن ينفعك به.