هل الوهم يلازم الاكتئاب ويزول مع الوقت؟
2012-11-25 08:00:09 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
شكرا على هذه الخدمة الطيبة، سؤالي هو كالتالي: عانيت من الاكتئاب لمدة شهرين تقريبا، وأخذت دواء باسم سيبراميل، الآن تحسن مزاجي -والحمد لله- وتقريبا عدت مثل السابق، الذي يتعبني الآن الوهم والوساوس التي تعكر علي حياتي، والله تعبت منها،
سؤالي: هل الوهم دائما ما يكون ملازما للاكتئاب؟ وهل سيزول مع الوقت؟ وشكرا لكم، وجزاكم الله عني كل خير إنه سميع مجيب.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ آمنة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
بارك الله فيك، وجزاك الله خيراً، ونشكرك كثيراً على تواصلك مع إسلام ويب.
الوساوس كثيراً ما تكون مصاحبة للاكتئاب، أو الاكتئاب قد يصحبه وساوس نفسية، كلمة الوهم وردت مرتين في رسالتك، وأعتقد أنها كلمة جوهرية يجب أن نركز عليها، والإشكالية في تعريف الوهم تأتي من أن مفاهيم الناس تختلف حول الوهم مثلاً الإنسان قد تأتيه أفكارا عجيبة وغريبة يعتبرها نوعا من الوهم، الإنسان قد يتخوف من أشياء غير موجودة، هذا يعتبر نوعا من الوهم، بعض الناس يتوهمون أشياءً وأفكارا ويعتقدون أنها حقيقية، وهي في الحقيقة ليست حقيقية، وهكذا.
فالوهم هو مفهوم عام يتطلب الاستقصاء معرفة حقيقة ما يقصده الإنسان حين يستعمل هذه الكلمة، فإن كنت تقصدين الأفكار الوسواسية بالوهم، فأقول لك نعم إنها تأتي مع الاكتئاب، وفي بعض الأحيان أيضا الاكتئاب قد يكون مصحوبا بأفكار ظنانية شديدة جداً، مثلاً الإنسان يعتقد أن حياته لا خير فيها ولا قيمة لها، هذا نوع من الوهم وبعض الناس يتوهمون مع الاكتئاب أنهم مصابون بأمراض خطيرة كأمراض السرطان، وغيرها من الأمراض، فالوهم كلمة واسعة جداً دائماً حين يستعمل الإخوة والأخوات الذين يترددون علينا في العيادات نكون حريصين لمعرفة حقيقة المقصود.
أنت الآن ذكرت أن مزاجك متحسن، وهذا شيء طيب مادام الاكتئاب بدأ في الزوال -إن شاء الله تعالى- الوساوس أيضا سوف تزول، وما وصفته بالوهم، واجهي هذه الوساوس وكذلك الأوهام بالتحقير، وعدم الاهتمام بها، والانشغال بما هو مفيد، وأن تكون لك أنشطة مختلفة، واحرصي على الصلاة في وقتها، وعليك بالدعاء، والذكر، وتلاوة القرآن، بر من حولك من أهلك، وأهل بيتك وأسرتك هذا كله -إن شاء الله- يعطيك شعورا إيجابيا حول نفسك.
بالنسبة لدواء سيبراميل حقيقة هذا الدواء غير معروف بالنسبة لي؛ لأن الاسم تجاري، وليس من الأسماء المتداولة، لكن في الغالب هو أحد مضادات الاكتئاب، ومادمت قد استفدت من الدواء، فأرجو أن تستمري عليه بنفس الطريقة التي يرشدك إليها الطبيب، ولا تتضايقي أبداً من الدواء، لابد أن تكملي الفترة العلاجية بصورة صحيحة، وتتبعي الإرشادات التي يوجهك إليها الطبيب؛ لأن الاكتئاب النفسي يكثر عند النساء في مثل عمرك، وبما أن العلاجات -الحمد لله- أصبحت متوفرة، فيجب على الإنسان أن يستفيد منها لأقصى درجة، -الحمد لله- أمورك طيبة، وكوني إيجابية، واستمري على العلاج كما ذكرت لك حسب الإرشادات والتعليمات الطبية.
بارك الله فيك، وجزاك الله خيراً، ونشكرك كثيراً على تواصلك مع إسلام ويب.