هل هناك علاقة بين القولون العصبي وضيق التنفس؟
2012-11-18 11:27:21 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم.
سؤالي هو: هل هناك علاقة بين القولون العصبي وضيق التنفس التام الذي يحدث لي كل فترة؟ علما بأنه لم يكن يحدث لي إطلاقا من قبل عام ونصف مثلا, ولا أستطيع العودة إلى نفسي الطبيعي إلا عند أخذ حقنة توسيع شعب (فوتيكورتين 8 مجم) في بعض الأحيان.
وهل ممكن أن يكون للجيوب الأنفية سبب في ضيق التنفس هذا خاصة إن يكن بلغم في صدري؟ فقد ذهبت لدكتور أنف وأذن وحنجرة وقال لي إنك تعاني من حساسية فقط, وأعطاني دواء لذلك, ولا داعي لعمل أشعة مقطعية على الجيوب إلا للاطمئنان فقط, فلا أعلم ماذا أفعل, هل أستمر في أخذ حقنة الفورتيكورتين مع زيادة الجرعة إن لزم؟ أم أقوم بأخذ دوء حساسية الجيوب الأنفية؟
وسؤال أخير: أنا بدأت في أخذ دواء فافرين منذ 5 أيام فقط كما قيل لي بإذن الله لما عندي من قلق وتوتر, ولكن هل له آثار جانبية خطيرة مثل ضعف جنسي أو غيره عند الانتهاء منه؟ خاصة أني سأظل في تناوله مدة تقترب من 10 شهور, ما بين 50 و100 ملجم.
وأخيرا أود أن أشكركم على تعاونكم مع المرضى, وردكم على كل سؤال وبالتفصيل, والله يعلم أني استفدت وارتحت بسبب هذا الموقع أكثر من ذهابي للأطباء في العيادات.
ربنا يبارك فيكم.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ ضياء حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،
نشكرك على تواصلك مع إسلام ويب، وعلى كلماتك الطيبة الجميلة، وكل عام وأنتم بخير.
بالنسبة للعلاقة بين القولون العصبي وضيق التنفس التام: قد تكون هناك علاقة وقد لا تكون هنالك علاقة, من حيث السببية فإن القلق النفسي قد يؤدي إلى اضطراب القولون العصبي، وفي ذات الوقت قد يحس الإنسان بثقل أو نوع من الضيق في التنفس, فإذن هنا نستطيع أن نقول إن القلق هو العامل المشترك الذي أدى إلى اضطراب القولون العصبي وكذلك ضيق التنفس, هذا من ناحية.
من ناحية أخرى: قد لا توجد علاقة أبدًا، بمعنى أن القولون له آلياته وله أسبابه، وضيق التنفس في مثل هذه الحالة غالبًا قد يكون عضويًّا، أو قد يكون الجزء العضوي بسيط، لكن أتى العامل النفسي وزاد من الأعراض.
ويعرف أن الحساسيات كثيرة -حساسيات الجيوب الأنفية- والعوامل النفسية قد تلعب فيها دورًا لكن لا نستطيع أن نقول أنها دور أساسي.
هذا بالنسبة للعلاقة ما بين القولون العصبي وضيق التنفس.
أنت الآن بدأت فيما نسميه بالتجربة العلاجية، وهي حقيقة إطار علمي في بعض الأحيان تُعطى الأدوية النفسية، إذا كان هنالك احتمالية بأن العرض الجسدي تفسيره نفسيًا، وعقار فافرين الذي أُعطي لك -أو نُصحت بأن تتناوله– هو دواء جيد، دواء بسيط جدًّا، يستعمل غالبًا لعلاج القلق والاكتئاب النفسي وكذلك الوسواس القهرية، وجرعته تتفاوت من خمسين إلى ثلاثمائة مليجراما في اليوم.
الدواء جيد، الدواء سليم، آثاره الجانبية: أكثر ما نشاهده هو اضطراب بسيط في هضم الطعام في الأيام الأولى للعلاج، لذا ننصح بأن يتم تناول الدواء ليلاً وبعد الأكل، حتى لا يظهر هذا الأثر الجانبي.
بالنسبة لموضوع الضعف الجنسي وتقليل الرغبة: نستطيع بصفة عامة أن نقول إن الفافرين هو الأفضل مقارنة مع بقية المجموعة من الأدوية المماثلة له، بمعنى أنه لا يؤدي إلى ضعف جنسي حقيقي أو قلة في الرغبة، البعض قد يشتكي من تأخير في القذف، وهذه نشاهدها مع هذا الدواء.
فاطمئن تمامًا أن الدواء سليم والدواء فاعل، ومن جانبي أسأل الله تعالى أن ينفعك به.
بالنسبة لموضوع علاج الحساسية وتناول حقنة الـ (فوتيكورتين) فحقيقة لا أنصحك بتناول هذا المركب الكورتيزون، إلا تحت إشراف طبي، نعم هو يساعدك كثيرًا، لكن يُعرف أن الكورتيزون له مضاره، قد يرفع ضغط الدم، قد يؤدي إلى الإصابة بمرض السكر، قد يُضعف مناعة الجسم –وهكذا– فأرجو أن تستفيد من آراء المختصين في أمراض الحساسية والجيوب الأنفية، وإن أردت أنت أن تُكمل الفحوصات بالنسبة لموضوع الجيوب الأنفية كعمل صورة مقطعية مثلاً، فهذا حقيقة اقتراح منك جيد ومقبول جدًّا، لكن اترك القرار لطبيب الأنف والأذن والحنجرة الذي تثق به.
هذا هو الذي أود أن أنصحك به، وأقول لك إن ضيق التنفس إذا كان العامل النفسي يلعب فيه دورا فقطعًا بتناولك للفافرين سوف يختفي -إن شاء الله تعالى– العامل النفسي، ومن ثم يبدأ لديك التحسن.
الفافرين دواء يتطلب الصبر قليلاً، لأن فعاليته بطيئة لكنها ممتازة كما ذكرت، وفترة العشرة شهور هي فترة كافية جدًّا لأن تمر بكل الخطوات العلاجية، أي الجرعة التمهيدية ثم الجرعة العلاجية ثم جرعة الوقائية والتوقف التدريجي عن الدواء.
بارك الله فيك، وأشكرك مرة أخرى على كلماتك الطيبة في حق هذا الموقع، وكل عام وأنتم بخير.