أخاف التجمعات والحديث أمام الناس، فهل هناك علاج لحالتي؟
2012-10-30 10:16:37 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم
أنا فتاة عمري22سنة، عندي رهاب اجتماعي، وهو متمثل في: الخوف من التجمعات، ومحادثة الغرباء، أو التحدث أمام مجموعة كبيرة من الناس، ولا أستطيع النظر في أعين من أتحدث إليه، كما أنني أشعر بالنقص وضعف الشخصية والخجل، وعائلتي تقصر من هيبتي كثيرا، بحكم أني ليس لي شخصية، فأنا أصغر البنات في العائلة.
كما أن هناك أعراضا تظهر علي، مثل: برودة الأطراف، ورجفة في الرقبة واليدين والرجلين، وحرارة بالوجه، والتلعثم بالكلام، وسرعة في ضربات القلب، وانتفاخ القولون، والرغبة في الذهاب إلى الحمام - أعزكم الله - عندما أتعرض للمواجهة.
وللعلم: فأنا مصابة به منذ الطفولة، فطفولتي كانت سيئة جدا، ولم أتعالج منه، لأنني لم أعرف أن هذا مرض، واعتبرته مجرد هدوء وحياء، ولم أستشر أي طبيب نفسي، لأني أجد في الذهاب إليه صعوبة كبيرة.
أردت استخدام الأعشاب، مثل: حشيشة القلب، إلا أنها لا تناسب فصيلة دمي Bموجب، فكل من يملك هذه الفصيلة لا تفيده هذه العشبة.
أرجو إفادتي بالعلاج المناسب لحالتي، فالرهاب قضى على كل طموحات حياتي، فأنا خريجة متفوقة من الجامعة مؤخرا، وأرفض المنحات الدراسية بسبب الرهاب.
علما بأنني أخشى من استخدام أدوية الرهاب بسبب الانتكاس في حال من يتركها، فلم يسبق لي تجريبها، وأخشى أن تؤثر علي وأنا لم أتزوج بعد.
كما وأنني أعاني من انقطاع في الدورة الشهرية، وغزارة في شعر الجسم، وورم في الثدي، وكان التشخيص الأولي بسبب ارتفاع هرمون الحليب، وأعاني من القولون العصبي، وضغط الدم المرتفع.
فأرجوكم: ما هو العلاج المناسب لحالتي بحيث لا تتفاقم الأمراض التي أعاني منها؟ وما هي كيفية استخدام الدواء بالتفصيل؟
وجزاكم الله خيرا على جهودكم الجبارة.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ روح الطبيعة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،
فأود أن أؤكد لك بداية: أن ما بك من رهاب اجتماعي - إن شاء الله تعالى – سوف يزول، ويمكن علاجه، ولكن من الضروري جدًّا أن يكون لديك توجهات إيجابية نحو الأدوية، خاصة أننا الآن بين أيدينا أدوية سليمة وفعالة وممتازة جدًّا، وحالتك لا تحتاج إلى دواء واحد، وحتى تستفيدي من هذا الدواء يجب أن يكون هنالك التزام تام بالجرعة العلاجية.
الأسس العلاجية الأخرى مهمة، وهي أن تحقري فكرة الخوف، وأن تزيلي من بالك فكرة أنك ضعيفة الشخصية، هذه كلها أفكار سلبية وليست صحيحة وغير مفيدة، والأعراض الجسدية - خاصة أعراض القولون العصبي – هي ناتجة من القلق النفسي الذي سبب لك الرهاب الاجتماعي.
أنت ذكرت أنه ليس من الصعوبة أن تستشيري طبيبا نفسيا، وهذا أمر جيد، حتى وإن كان هذا في الماضي، وأريدك الآن أيضًا أن يكون لك نفس المشاعر، وإذا ذهبت وقابلت الطبيب فهذا أمر جيد وجيد جدًّا.
أرجو ألا تربطي ما بين الماضي والحاضر كثيرًا، فالإنسان حين يكون في وضع نفسي غير جيد يحكم على ماضيه بسلبية شديدة، ويحمّل هذا الماضي فوق ما يتحمل، ومن خلال هذه التحليلات الخاطئة يربط الإنسان ماضيه بحاضره وبمستقبله، وهذا يؤدي إلى ما نسميه بـ (الفكر السلبي المعرفي)، وهذا لا يساعد الإنسان أبدًا في أن يتقدم خطوات إلى الأمام من أجل تأهيل نفسه، وأن يعيش حياة طيبة وهانئة.
الماضي هو خبرات، الماضي هو تجارب، الماضي هو ذكرى وعبرة، وكما ذكرت لك حين تنتابنا شيء من الأحزان، وحتى نرتاح دائمًا نحكم على الماضي حكمًا سلبيًا، وهذا ليس صحيحًا، وأنا أرى أنك محتاجة لأن تراجعي طبيبا مختصا في الأمراض الباطنية، للبحث في أمر ارتفاع الهرمون، وارتفاع ضغط الدم، فأنت صغيرة في السن، وارتفاع ضغط الدم لابد أن يوجد له تفسير، والطبيب سوف يقوم بإجراء الفحوصات اللازمة.
بعد أن تتأكدي تمامًا من فحوصاتك، وتستمعي إلى نصيحة وإرشادات الطبيب، والدواء الذي سوف يصفه لك، هنا إن تواصلت مع الطبيب النفسي فهذا سوف يكون أمرًا جيدًا، وإن لم تستطيعي، فأقول لك: أن عقار زيروكسات هو دواء جيد، ممتاز، لا يرفع الهرمونات، ولا يسبب الإدمان، ولا يرفع ضغط الدم أبدًا، وهو مُعالِج ممتاز للمخاوف والأعراض القلقية الأخرى، مثل: أعراض القولون العصبي.
جرعة الزيروكسات هي أن تبدئي بنصف حبة – أي عشرة مليجرام – يتم تناولها يوميًا لمدة عشرين يومًا، ثم ترفع إلى حبة كاملة، وتستمري عليها لمدة شهر، ثم اجعلي الجرعة إلى حبة ونصف يوميًا لمدة شهر آخر، ثم اجعليها حبتين في اليوم، ويتم تناولها بمعدل حبة صباحًا وحبة في المساء، وتستمرين على هذه الجرعة لمدة شهرين، ثم تخفض الجرعة إلى حبة ونصف في اليوم لمدة شهرين أيضًا، ثم تجعليها حبة واحدة يوميًا لمدة أربعة أشهر، ثم نصف حبة يوميًا لمدة شهر، ثم نصف حبة يومًا بعد يوم لمدة أسبوعين، ثم نصف حبة مرة واحدة كل ثلاثة أيام لمدة واحد وعشرين يومًا.
وهذه - أيتها الفاضلة الكريمة – هي الطريقة الصحيحة والعلمية لتناول الدواء، ومشاكل الناس تتأتى أنهم لا يتبعون النهج العلمي، فتجد من ينقص الجرعة أو يزيدها أو يتوقف عن العلاج بعد أن يحس بالتحسن دون أن يُكمل الدورة العلاجية.
فأرجو- أيتها الفاضلة الكريمة - ألا تحرمي نفسك من نعمة العلاج، ومن جانبي أسأل الله لك العافية والتوفيق والسداد.