هل والدة العريس تلمح للرفض أم أنه سيرجع مرة أخرى؟
2012-11-05 11:23:14 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم
أبي يقترح علي عريسا، وهو ابن زميله، وعندما تقابلنا أسرتي وأسرته في نادي، وكل واحد ذهب إلى بيته، ثم اتصلوا بنا، ووالد العريس كلم أبي، ولم يفتح الموضوع، ثم قال لوالدي: أخبر زوجتك أن تتكلم مع زوجتي، فقالت لها: العريس (ابنها) غير مناسب لبنتك في الطول، وقالت لها: عندنا قاعدة معينة..
هل والدة العريس تريد أن تغلق الموضوع بطريقة غير مباشرة منعا للإحراج، والموضوع أغلق تماما، أم أصبر وأنتظر؟
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ آية حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:
فأهلا بك أختنا الفاضلة في موقعك إسلام ويب، ونسأل الله أن يبارك فيك، وأن يحفظك، وأن يرزقك الزوج الصالح الذي تقر به عينك.
وبخصوص ما سألت أيتها الفاضلة فنحب أن نجيب من خلال النقاط التالية:
أولا: الزواج قدر مكتوب، وقدر الله ماض لا محالة، فمن كتبه الله لك، وقدره لن يمنعه أحد، وهذا يجعلك -أيتها الفاضلة- مؤمنة بقضاء الله وقدره، مسلمة الأمر لله عز وجل، راضية بما كتبه لك أو عليك، مؤمنة بأن قضاء الله خير دائما، فقد يصرف الله شيئا تظنينه خيرا، وهو الشر فيصرفه الله عز وجل، وقد قال جل شأنه :{وَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ وَعَسَى أَنْ تُحِبُّوا شَيْئًا وَهُوَ شَرٌّ لَكُمْ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ}.
وهذا الإيمان يجعل القلب مطمئنا دائما غير جزع على ما فات، ولا فرح مغرور بما أتى، بل في كل أحواله راضيا عن ربه.
ثانيا: بالنسبة لأقوال أم الخاطب، فهي تحمل المعنى الذي ذكرتيه، فالقول ضمنا يحتمل هذا المعنى، ولكن أين الخير؟ قد يكون الخير لك -أختنا الفاضلة- في ابتعاد هذا الخاطب مبكرا عنك، ولعل الله مدخر لك ما هو خير، وقد يكون الخير فيه، ولذلك عليك أن تأخذي الأمر بهدوء، وأن يكون لك قرار في ذاتك بعد موافقة أي خاطب لك، فالأمر ليس زواجا وفقط، بل الأمر حياة كاملة طيبة، ولن يكون إلا مع رجل يخاف الله فيك، فاحرصي أن يكون من توافقين عليه فيه الدين وخشية لله عز وجل، ولو نظرت -أختنا الفاضلة- حولك ورأيت بعض البيوت تعيش المرأة في بيتها كسيرة ذليلة عند رجل لا يخاف الله، ولا يرعى حرمة بيته، واقتربت قليلا منهن لأخبروك أنهن بين نارين، فلا يستطعن التحمل، ولا يقدرن على الفرقة، وكم يتمنين لو صبرن، وما تعجلن الزواج، بل إن بعضهن يقول لو كنا بلا زوج لكانت فرص الزواج متاحة، أما الآن فعند الطلاق تبقى الفرص معدومة أو مستحيلة، هذا فضلا عن المعاناة النفسية لبعضهن، فاحذري التعجل أختنا، وسلمي لله أمرك وارضي بقضاء الله في كل شأنك.
ثالثا: نرجو منك أن تهتمي بالدعاء أن يوفقك الله لرجل صالح يحسن معاشرتك، ويعينك على طاعة الله عز وجل.
رابعا: عند كل أمر تقدمين عليه ننصحك بصلاة الاستخارة، فعن جابر رضي الله عنه قال : كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يُعَلِّمُنَا الاسْتِخَارَةَ فِي الأُمُورِ كُلِّهَا كَمَا يُعَلِّمُنَا السُّورَةَ مِنْ الْقُرْآنِ يَقُولُ : إذَا هَمَّ أَحَدُكُمْ بِالأَمْرِ فَلْيَرْكَعْ رَكْعَتَيْنِ مِنْ غَيْرِ الْفَرِيضَةِ ثُمَّ لِيَقُلْ : ( اللَّهُمَّ إنِّي أَسْتَخِيرُكَ بِعِلْمِكَ, وَأَسْتَقْدِرُكَ بِقُدْرَتِكَ, وَأَسْأَلُكَ مِنْ فَضْلِكَ الْعَظِيمِ فَإِنَّكَ تَقْدِرُ وَلا أَقْدِرُ, وَتَعْلَمُ وَلا أَعْلَمُ, وَأَنْتَ عَلامُ الْغُيُوبِ, اللَّهُمَّ إنْ كُنْتَ تَعْلَمُ أَنَّ هَذَا الأَمْرَ (هنا تسمي حاجتك ) خَيْرٌ لِي فِي دِينِي وَمَعَاشِي وَعَاقِبَةِ أَمْرِي أَوْ قَالَ: عَاجِلِ أَمْرِي وَآجِلِهِ, فَاقْدُرْهُ لِي وَيَسِّرْهُ لِي ثُمَّ بَارِكْ لِي فِيهِ, اللَّهُمَّ وَإِنْ كُنْتَ تَعْلَمُ أَنَّ هَذَا الأَمْرَ (هنا تسمي حاجتك ) شَرٌّ لِي فِي دِينِي وَمَعَاشِي وَعَاقِبَةِ أَمْرِي أَوْ قَالَ: عَاجِلِ أَمْرِي وَآجِلِهِ, فَاصْرِفْهُ عَنِّي وَاصْرِفْنِي عَنْهُ وَاقْدُرْ لِي الْخَيْرَ حَيْثُ كَانَ ثُمَّ رْضِنِي بِهِ. وَيُسَمِّي حَاجَتَهُ ).
وفي الختام ننصحك بنسيان الأمر تماما والتسليم بأن هذا هو الخير لك، فإذا عاد أهل الخاطب، وطلبوا الزواج فلا تنسي ما أوصيناك به من معرفة خلقه ودينه ومن صلاة الاستخارة مع عدم التعجل في الموافقة، وإن لم يعودوا فهو الخير لك قطعا.
نسأل الله أن يبارك فيك، وأن يحفظك، وأن يرزقك الزوج الصالح التقي النقي الذي يعينك على دينك ودنياك.