أحب فتاة وأرغب بالزواج منها فكيف السبيل؟
2012-10-21 08:37:47 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم.
أحب فتاة حبا كثيرا، وأرجو الله أن يجعلها زوجة لي, لكن مشكلتي أنني لا أملك حاليا ما يعينني على تحمل أعباء الحياة الزوجية, فلا زلت طالبا, وقد أنهيت البكالوريوس هذا العام, مما يعني أن إمكانية توظيفي باتت وشيكة بعون الله وتوفيقه, فالمسألة مسألة وقت ليس إلا, خصوصا وأن معي ربي في انتظار الوظيفة, فأنا أدعو ربي كل يوم, بل كل ساعة أن يجعلها زوجة لي, وأدعوه أن يجعل فيها الخير, وألا يدع أحدا يقترب إليها, وألا يدع أحدا يتكلم معها, وأن يجعلها زوجة صالحة, وأن يجعلها زوجة لي في الدنيا والآخرة.
وانطلاقا من العبارات التالية التي يجب أن تكتب بماء من ذهب (ما خاب من استخار وما ندم من استشار) استخرت ربي أكثر من مرة, وكلي يقين أن ربي لن يخيبني في ذلك, والآن أتوجه إليكم لأستشيركم في هذا الأمر, وأطرح عليكم هذه الأسئلة:
- هل الدعاء بأن يجعلها ربي زوجة لي مشروع؟ وإن كان مشروعا فأرجو من فضيلتكم أن تدعو لي بتعجيل الاستجابة من الله العلي الكبير؟
- هل يمكنني أن أرسل إليها إحدى الأخوات لتتكلم معها في هذا الأمر لأعرف ردها؟
- هي لديها حساب في الفيس بوك, فهل يجوز لي أن أرسل لها طلب صداقة؟
وأخيرا فإني لم أنس حديث حبيبنا محمد عليه الصلاة والسلام عندما حثنا على الظفر بذات الدين, فهي ذات دين وخلق كما أحسبها, ولا أزكيها على الله.
وأخيرا أرجو من فضيلتكم أن تدعو الله العلي الكبير أن يمن علي بوظيفة في أقرب وقت.
وجزاكم الله خيرا, والسلام عليكم.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحابته ومن والاه..
نرحب بك -ابننا الكريم- في موقعك، ونشكر لك هذه الرغبة في صاحبة الدين، ونرحب بك في موقعك، ونسأل الله أن يسهل أمرك، وأن يجعلها من نصيبك، وأن يهيأ لك من أمرك رشدًا، هو ولي ذلك والقادر عليه.
أعجبنا حرصك على صاحبة الدين، وأسعدنا حرصك على السؤال، وأفرحنا هذا الدعاء والثقة في الله تبارك وتعالى، ونسأل الله ألا يخيب ظنك، وأن يحقق لك ما تريد فيما يُرضيه سبحانه وتعالى.
وهنيئًا لك أيضًا بهذا الحرص على الخير، وهنيئًا لك بالنجاح، ونسأل الله أن يهيأ لك الوظيفة المناسبة حتى تكون سببًا في إكمال مراسيم زواجك من هذه الفتاة المذكورة.
طبعًا نحن لا نرضى أن تتواصل مع الفتاة بطريقة سرية عن طريق الشبكة العنكبوتية، لأن هذا يزعزع ثقتها فيك، ويزعزع ثقة الأهل فيكم أيضًا جميعًا، فإن هذا العالم الغيبي الغامض ما ينبغي للإنسان أن يدخله بهذه الطريقة، ولكن مشروع –كما قلت–أن ترسل لها من تعرف رغبتها، وهذه نعتقد أنها نقطة أساسية في البداية، وحبذا بل الأصل أن تكون هذه التي تُرسلها أخت لك, أو خالة, أو عمّة –محرم من محارمك– لأنها عند ذلك ستعرف أمور أساسية جدًّا، ستعرف أولاً هل الفتاة مخطوبة أم لا، ستعرف ثانيًا: هل الفتاة موافقة أم لا، ستعلم ثالثًا: هل أهل الفتاة يمكن أن يوافقوا أم لا، يعني هذه أشياء أساسية جدًّا لا بد أن نعرفها.
لذلك نحن لا نريد أن تكون معرفة مباشرة، أن تنشأ دون علم أهلها، ويفضل أن تشارك أهلك منذ البداية، فالنساء أعرف بالنساء، والمرأة تستطيع أن تكلم أختها دون حرج، وهذا يسمى بالزواج التقليدي، فالنبي -صلى الله عليه وسلم– تزوج خديجة عن طريق نفيسة، وخولة بنت حكيم خطبتْ عائشة وخطبتْ سودة للنبي -صلى الله عليه وسلم– والنساء أعرف بذلك كما قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: (أنتنَّ أعلم بذلك وأجدر) فالمرأة تستطيع، تقول: (يا فلانة هل عندك رغبة في الزواج؟ هل عندك كذا) ودائمًا تمزح مع الأخرى، تقول: (هل عندك عريس؟ هل عندك زوج) فتقول: لا فتقول لها: (أنا أرى زوجًا مناسبًا لك، وأنه سيكون كذا، وفيه من الصفات كذا، فما رأيك أنت؟) بهذه الطريقة تستطيع، ثم بعد ذلك ننتقل للخطوة التي بعدها.
الفتاة عند ذلك ستذهب لأهلها وتقول: (هناك شاب شهادته كذا، شكله كذا، كلمتني بخصوصه امرأة) وهذا كله الحرج فيه مرفوع، لكن إذا قالت: (تواصل معي شاب أو سألني أو يريد أن يتعرف عليكم) هذا يجعل الشك حتى من قبل أهلها، كيف تكلمتْ، كيف توسّعتْ، كيف عرفها؟ كيف، كيف، إلى آخر الأسئلة التي تبدأ ولا تنتهي.
لذلك هذا هو الأسلوب الشرعي، بأن ترسل إحدى محارمك, أم، أخت، خالة، عمة, إلى الفتاة وتتعرف عليها.
يجوز لك أيضًا أن تدعو الله تبارك وتعالى أن يجعلها من نصيبك، وأن يثبتها على الصلاح، وأن يحفظك ويحفظها، هذا دعاء لمؤمنة بظهر الغيب، نسأل الله أن يكون لك فيه الأجزاء الأوفى والأعظم, لكن لا بد من هذه الخطوات، لأن الخطوة الأولى -إذا ألقى الله الميل إلى الفتاة- فإن أول الخطوات هو أن يطرق الشاب باب أهلها، أن يُنشئ علاقة رسمية، وبعد علم أهلها والعلاقة الرسمية طبعًا تستطيع أن تكلمها, وتناقشها, وتحددوا معالم المستقبل، ولكن الخطبة ما هي إلا وعد بالزواج، لا تبيح للخاطب الخلوة بمخطوبته ولا الخروج بها، لكن له أن يكلمها، لكن في حضور محرم من محارمها، له أن يناقشها، هذا كله لا حرج فيه بعد الخطبة.
فأتِ البيوت من أبوابها، وسر في خطوات ثابتة، ولا تجعل هذه العواطف تتمدد دون أن تعرف أنها ستوصلك إلى نهاية الطريق، لأن الإسلام لا يرضى إلا بعلاقة معلنة، والإسلام لا يرضى إلا بعلاقة وُفق الضوابط الشرعية، والإسلام لا يرضى إلا بعلاقة تنتهي بالزواج، فالشاب ليس له علاقة مع الزميلة –مع الصديقة، كما يقولون، هذه المصطلحات لا نعترف بها– لا يمكن أن توجد صداقة بين شاب وفتاة يجوز لبعضهم الزواج، إلا في إطار الزوجية وفي إطار المحرمية، أما ما عدا ذلك حتى ولو كانت بنت عم أو خال فهي أجنبية، والأجنبية هي التي يجوز للرجل أن يتزوج بها.
نسأل الله أن يفقهنا وإياك في الدين، وأن يلهمك السداد والرشاد، وندعوك للاهتمام والاجتهاد في البحث عن وظيفة، ونسأل الله أن يعطيك الوظيفة المناسبة الجميلة المريحة التي تخدم من خلالها أمتك، وتعف من خلالها نفسك، وتهيئ بها نفسك للزواج.
ونسأل الله أن يجعل الفتاة من نصيبك، ونسأل الله أن يعين إخوانك وأخواتك وأسرتك على تفهم هذا الاحتياج للزواج، ونسأل الله تبارك وتعالى أن يؤلف بين قلبك وقلب الفتاة، ونسأل الله أيضًا أن يكون الميل ميلاً مشتركًا، لأنك الآن تميل إليها لكن هل هي تميل إليك أو لا؟ هذا سيعرف بعد إعلان رغبتك في الارتباط بها.
ونسأل الله أن يسهل الأمور، وأن يغفر الذنوب، ونكرر شكرنا لك على هذا التواصل، ومرحبًا بك.