التفكير المتواصل بالموت والرهبة والفزع، ما علاجه؟
2012-10-15 13:45:30 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أنا امرأة متزوجة أبلغ من العمر 30 عاماً، متزوجة وعندي طفلة، وهي عنيدة جداً ودائماً أعصب عليها، وفي يوم من الأيام عصبت كثيراً عليها، ومن ثم بكيت وانفعلت وبعدها ذهبت أنام وأحسست يومها بجفاف في فمي ورجفان في قلبي وكثرة التبول، وانتابني شعور بأن هذه جلطة وأنني سوف أموت! وذهبت إلى المستشفى وقالوا ليس لدي شيء، ولم أهدأ، وبعدها ذهبت عند بيت أهلي وأخذوني مرة أخرى للدكتور، وأعطاني إبرة، وبعدها هدأت.
بعد فترة شهر تقريباً عاودتني الحالة، وخفت كثيراً وصرت أرجف وذهبت إلى الطبيب وأعطاني علاجاً، وتحسنت قليلاً، وبعدها لم أهدأ لا ليلا ولا نهارا في كل دقيقة أحس أنني سوف أموت، وفي كل فعل أو تصرف أشعر وكأنني سوف أموت في كل فعل أو قول أقول أنا حكيت هكذا لأجل بودي أموت أو أحكي أنا عملت كذا لأجل بودي أموت وحياتي صارت جحيما.
أرشدوني ماذا أفعل؟ لا أقدر على النوم جسمي هزل، هل أنا صحيح سوف أموت؟
دائماً أفكر بالموت والأموات.
وشكراً.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ سماح حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد،،،
فإن النوبة التي حدثت لك هي نوبة قلق حاد، وتسمى بنوبة فزع أو هلع، وبعض الناس لديهم القابلية والاستعداد لمثل هذه الحالات، وأنت بالطبع حين تعصبتِ على ابنتك لدرجة جعلتك تصابين بهذه النوبة، هذا دليل على أنك قابلة أو لديك استعداد للنوبات القلق الحاد.
بالفعل التعامل مع الأطفال قد يجعل الإنسان في بعض المرات يخرج من أعصابه، لكن لابد أن تكون هناك حكمة وروية وصبر، وتذكر دائمًا أن هذه الذرية نعمة عظيمة، وإنّ التعاملات الخشنة والتعانف مع الطفل مردوده سلبي جدًّا من الناحية التربوية وناحية التنشئة، وفي ذات الوقت يجعل الأم - أو الأب – في إحساس بندم وأسف شديد، وهذا هو الذي حدث لك، فأرجو ألا تتعاملي مع ابنتك بعصبية وتوتر.
العناد لدى الأطفال شيء طبيعي جدًّا، ويعالج دائمًا بالتجاهل والتشجيع دون اللجوء إلى العنف.
أنت ذكرتِ أنك تعيشين الآن ألماً نفسياً كبيراً، وأن حياتك صارت جحيمًا، وتتمنين الموت: هذا خطأ وخطأ جسيم، فليس هناك ما يدعوك لتمني الموت، الحياة طيبة، الحياة كريمة، الحياة جميلة، والذي بك هو مجرد قلق مخاوف حاد أدى إلى عسر في المزاج، وهذا يمكن علاجه، وعلاجه بصورة فاعلة جدًّا.
إن تمكنت أن تذهبي إلى طبيب نفسي فهذا جيد، وإذا لم تتمكني سوف أصف لك دواء يساعدك كثيرًا - إن شاء الله تعالى –.
الدواء يعرف تجاريًا باسم (أنفرانيل) ويعرف علميًا باسم (كلوإمبرامين) أرجو أن تتحصلي عليه من الصيدلية، وتبدئي في تناوله بمعدل حبة واحدة، وقوة الحبة هي خمسة وعشرون مليجرامًا، تناوليها ليلاً لمدة أسبوعين، بعد ذلك اجعلي الجرعة خمسين مليجرامًا ليلاً، استمري عليها لمدة شهر، ثم اجعليها خمسة وسبعين مليجرامًا ليلاً.
هذه هي الجرعة العلاجية المطلوبة في حالتك، علمًا بأن الجرعة القصوى لهذا الدواء هي مائتا مليجرام في اليوم، لكن لا أعتقد أنك في حاجة لمثل هذه الجرعة.
الأنفرانيل يتميز بأنه دواء يعالج القلق والتوتر والمخاوف، كما أنه محسن للنوم، وله بعض الأعراض الجانبية البسيطة مثل الشعور بالجفاف في الفم، أو الثقل في العينين، وهذه تكون في الأيام الأولى للعلاج، وعارضة، ونحن بدأنا بجرعة صغيرة حتى لا تحسين بهذا الأثر الجانبي.
جرعة خمسة وسبعين مليجرامًا ليلاً يجب أن تستمري عليها لمدة أربعة أشهر، بعد ذلك خفضي الجرعة إلى خمسين مليجرامًا ليلاً لمدة ثلاثة أشهر، ثم اجعليها خمسة وعشرين مليجرامًا ليلاً لمدة شهرين، ثم توقفي عن تناول الدواء.
هذا الدواء ليس إدمانياً، وليس مضرًّا لأعضاء الجسم الرئيسية، فقط لا يُنصح باستعماله مع الحمل.
إذن أيتها الفاضلة الكريمة: علاجك يتمثل في هذا العلاج الدوائي، وفي ذات الوقت يجب أن تكوني إيجابية في تفكيرك، ولا تكتمي ما بداخلك، كوني معبرة عمّا لا يُرضيك خاصة، لأن الإنسان يحتاج للتفريغ النفسي، رتبي شأنك، وأديري وقتك بصورة جيدة، واهتمي بزوجك وبيتك وابنتك، وتواصلي مع أهلك، خصصي وقتاً أيضًا للقراءة والاطلاع والترويح عن النفس، هنالك أشياء طيبة وجميلة يمكن للإنسان أن يقوم بها، فكوني حريصة جدًّا على حسن إدارة الوقت – كما ذكرنا – وعليك بالصلاة والدعاء، ولك في ذلك خير كثير.
بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا، ونسأل الله لك العافية والشفاء والتوفيق والسداد.