الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ ضياء حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:
الذي يتضح لي أنك بالفعل تحمل سمات القلق النفسي، ويظهر أن القلق هو المكون الوجداني الأساسي لشخصيتك، وهذا لا يعتبر مرضًا أبدًا.
الناس يتفاوتون في بنائهم النفسي، فهنالك من هو قلق، وهنالك من هو عصبي، وهنالك من هو وسواسي، وهنالك من هو بارد جدًّا، وهكذا.
هذه سمات وصفات وسجايا يتميز بها البشر، فأنت لديك النواة القلقية – إذا جاز التعبير – قويًّة أو مرتفعًة بعض الشيء.
لك أيضًا طابع وسواسي – كما ذكرتَ – والقلق والوساوس صنفان في الفكر لا يفترقان أبدًا، وهذا كله أدى إلى شعورك بشيء من عسر المزاج وعدم القدرة على السيطرة على أفكارك، وبالطبع تشتت الأفكار وعدم التركيز هو نتاج طبيعي جدًّا للوساوس القلقية وعسر المزاج الذي تعاني منه.
إن شاء الله تعالى علاج حالتك ليست صعبة، علاج حالتك بسيط، أنت مطالب بـ: أولاً أن تأخذ كل ما ذكرناه، وأن هذه الحالة حالة قلقية وسواسية بسيطة، هذا أولاً.
ثانيًا: يجب أن تفلح في إدارة وقتك بصورة صحيحة، إدارة الوقت حين تكون جيدة وبانضباط وممتازة هي المفتاح للتركيز، والشعور بالراحة النفسية والرضا، لأن الإنسان يكون بالفعل قد أنجز.
ثالثًا: عبّر عما بداخلك، لا تترك الأمور البسيطة تبنى داخليًا وتسبب لك احتقانًا نفسيًا.
رابعًا: أنا أفضل أن تتأكد من فحص العيون والأسنان والجيوب الأنفية والأذنين فيما يخص الصداع، نعم هو يظهر أنه صداع عصبي، لكن التأكد من هذه العوامل الأخرى أيضًا مهم.
خامسًا: يجب أن تطبق تمارين الاسترخاء، ولدينا في إسلام ويب استشارة تحت رقم (
2136015) أرجو أن تتبع التعليمات التي بها، وأسأل الله تعالى أن ينفعك بها.
سادسًا: يجب أن تنام في وضعية مريحة، فكثير من الذين يعانون من الصداع تجدهم ينامون في وضعيات خاطئة، إما أن تكون المساند - أو المخدات أو الوسائد – مرتفعة، وهذه مشكلة كبيرة جدًّا، فحاول أن تنام في وضعية سليمة.
سابعًا: موضوع الشك في الصلاة والوضوء: هذا يجب أن تتجاهله تمامًا، أن تبني على اليقين، وأن تتوضأ بأن تضع الماء في إناء أو في إبريق وليس من ماء الصنبور - هذا مهم جدًّا – لأن تحديد كمية الماء دائمًا يؤكد لك صحة وضوئك، لأنك تتبع خطوات معينة، وتؤكد على ذاتك فيها، فأرجو أن تتبع هذا الأمر، ودائمًا كن حريصًا على حضور صلاة الجماعة، فهنا تقل الوساوس، أو تنتهي تمامًا في صحة الصلاة.
نقطة أخيرة – أراها مهمة جدًّا – وهي أن تتناول بعض الأدوية، أنت محتاج لدواءين، وهما متوفران في مصر، الأول هو فافرين، واسمه العلمي (فلوفكسمين) يُبدأ بجرعة خمسين مليجرامًا، تناولها ليلاً بعد الأكل لمدة أسبوعين، بعد ذلك اجعلها مائة مليجرام، استمر عليها لمدة ستة أشهر، ثم اجعلها خمسين مليجرامًا ليلاً لمدة شهرين، ثم خمسين مليجرامًا يومًا بعد يوم لمدة شهر آخر، ثم توقف عن تناول الدواء.
بجانب الفافرين تناول عقار موتيفال، بجرعة حبة واحدة ليلاً لمدة شهرين، ثم توقف عن تناوله.
هذه أدوية طيبة، بسيطة، سليمة، محسنة للمزاج، مزيلة للقلق والتوتر وكذلك الوساوس، وإن شاء الله تعالى سوف يكون عائدها عليك إيجابيًا.
لا تنسى التواصل الاجتماعي، وتغيير نمط الحياة، والتطوير المهني، هذه كلها أمور تفيد الإنسان من الناحية التأهيلية النفسية.
لمزيد الفائدة يراجع علاج التشتت وعدم التركيز سلوكيا
226145 _
264551 -
2113978
علاج الخوف من المجهول سلوكيا
261797 -
263284.
بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا، ونسأل الله لك الشفاء والعافية والتوفيق والسداد.