أوسوس في طعامي وصحتي الغذائية كثيرا.. فما نصيحتكم؟

2012-10-08 10:00:38 | إسلام ويب

السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
استشارتي التالية: أنا فتاة عمري 16 سنة، الوزن 46 ، والطول 157

منذ سنة أو أكثر تأثرت ببرامج الصحة الأمريكية وبنظام الأكل السويدي، فصرت آكل كل شيء صحي وابتعدت عن الدهون المهدرجة، والأطعمة المصنعة المليئة بالسكر والدهون.

صرت آكل الخبز الأسمر، ومنتجات خالية الدسم خاصة الزبادي، وأحاول البحث عن البسكويت قليل السعرات الحرارية، وأعد دوما مخبوزات بالحبوب، وأفطر على رقائق الإفطار، ومزيجا من الفواكه الجافة والمكسرات، وآخذ 5 وجبات صغيرة منظمة في كل يوم، وابتعدت ابتعادا تاما عن المقليات بأنواعها، بل وحظرتها من قاموس أكلي، فأصبح لي رف خاص في الثلاجة بمنتجات لا تحتوي على سكر مضاف، علما أنني لا أستخدم المحليات لأنها ليست جيدة وتخدع الجسم!

فأصبح نظاما صحيا للغاية، عندما يسألني الناس أخبرهم أنني لا أتبع (دايت)، ولست نباتية، ولكنه style life لا أكثر وقرار اتخذته طيلة حياتي.

صرت أعرف الكثير والكثير عن مجال الأغذية والصحة، لكن تعداد الـcaloris صار همي الكبير حتى أنني أحيانا أقوم بوزن الخبز أو الأشياء بميزان الطعام، ودوما أحسب السعرات الحرارية دوما.

أخبرني طبيب في النت أنني مصابة بهوس فقدان الشهية العصبي؟ لكني لا أدري فعلا! فهل ما قاله صحيح؟


الإجابــة:

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ the healthy حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:

فالنمط الحياتي الذي تتبعينه والنظام الغذائي المصاحب له – حسب ما فهمتُ من رسالتك – هو أنك تريدين أن تكوني صحيّة أكثر مما أن يكون القصد منه النحافة المطلقة، والتي هي سمة رئيسية من سمات متلازمة فُقدان الشهية العصبية، والتي لها سمات أخرى منها انقطاع الدورة الشهرية، واللجوء إلى ممارسات خاطئة لفقدان الوزن، ومن هذه الممارسات تكثيف الأنشطة الرياضية، تناول المدررات للبول وكذلك المسهلات في بعض الأحيان – وهكذا - .

أنا حقيقة لا أرى أنك مصابة بفقدان الشهية العصبي، ولكن أرى أنه منهج وسواسي شديد نحو الانضباط الغذائي، والتدقق الشديد لدرجة أنك تقومين بوزن الخبز والأشياء بميزان السعرات الحرارية، هذا دليل على الصرامة الوسواسية التي فرضتها على نفسك، وهذا ربما يُدخلك بالفعل في فقدان الشهية العصبي.

أنا أعتقد أنه يجب أن تتداركي نفسك، من الجميل أن يعيش الإنسان حياة صحية طيبة، لكن مثل هذا التوجه الصارم والذي يتميز بالتشدد والمغالاة في الترتيبات الغذائية، أعتقد أن ذلك منهجًا خاطئًا ليس صحيحًا أبدًا.

فتدارسي الأمر مع نفسك بشيء من المنطق والتحليل الذاتي، وأدركي درجة القناعة - إن شاء الله تعالى – أن هذا المنهج بهذه الطريقة التي تطبقينها ليست صحيحة، أنت باحثة عن الصحة لكنك الآن أصبحت تسيرين على خط ربما يؤدي إلى ضرر وتدمير لصحتك، ضعي الأمور في هذا السياق، تعاملي معها بهذا المنطق.

نصيحتي الأساسية لك هي أن تأكلي مع الآخرين، لا تتناولي الطعام وحدك أبدًا، وتدريجيًا تخلصي من هذا التشدد المقيت والمضر من وجهة نظري.

وتغيير نمط الحياة الأخرى أيضًا سوف يفيدك، لا تجعلي تمركز فكرك حول الطعام وأنواعه، هنالك أشياء أخرى كثيرة في الحياة يجب أن نشغل أنفسنا بها: التعليم، الاطلاعات الأكاديمية وغير الأكاديمية، بر الوالدين، بناء هوايات جديدة، المشاركة في أمور الأسرة، الالتقاء بالأخوات والصديقات اللائي تثقين بهنَّ، وهكذا.

إذن هنالك مطالبة منا لك بتغيير نمط حياتك، إذا استصعب عليك الأمر أعتقد أنه لا بد أن تتناولي أحد الأدوية المضادة للوساوس، لكن نسبة لعمرك لا بد أن يكون هذا تحت إشراف طبي مباشر، وعقار بروزاك أو الفافرين هما الأفضل، وكذلك السبرالكس، الآن توجد تقارير علمية كثيرة تشير إلى فعاليته ونجاعته في مثل هذه الحالات.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا، أشكر لك التواصل مع إسلام ويب.

www.islamweb.net