الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فأشكرك على ثقتك في هذا الموقع، وعلى سؤالك عني على وجه الخصوص، فأنا أبشرك وأقول لك: إننا - والحمد لله -بخير وعلى خير، ونعم الله تعالى علينا تترى، وأتمنى أنت أيضًا أن تكون في أحسن حال.
أيها الفاضل الكريم: أنا لا أريدك أبدًا أن تضخم وتجسم موضوع الرهاب الاجتماعي، فأنت ذكرت أنه شديد، وأنا أحترم مشاعرك جدًّا، لكن كلمة (شديد) لا أريدها أبدًا أن تكون جزءًا من منظومتك الفكرية، فالخوف يُترك للإنسان تقديره، ولكن إذا ضخمه وجسمه فهذه إشكالية كبيرة، فأرجو أن تحقر كلمة (شديد) وكلمة (خوف), وتذكر أنك لست بأقل من الآخرين، وأن لديك مقدرات، وأن لديك آليات ودناميات كثيرة استودعها الله فيك وفينا، {إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم}.
وهذا التغيير يحصل من خلال هذه الدناميات، والقلق الاجتماعي والخوف الاجتماعي يُهزم من خلال آليات معروفة: ألا يحقر الإنسان نفسه، أن يعرف أنه ليس بأقل من الآخرين، أن يقتحم المواقف، أن يكون له وجود في المناسبات الاجتماعية دائمًا، أن يحرص على صلاة الجماعة، أن يزور الأرحام، أن يشارك في تشييع الجنائز، أن يمارس الرياضة الجماعية، فهذه كلها آليات علاجية طيبة, ومقدور عليها - إن شاء الله تعالى -.
بالنسبة للعلاج الدوائي: فالإندرال دواء جيد لعلاج الأعراض الجسدية الفسيولوجية المصاحبة للرهاب، والتي تنتج من زيادة إفراز مادة الأدرينالين.
تناول الإندرال مع اللسترال هو الأفضل والأحسن، وأنا أطمئنك أن هذا الدواء دواء سليم، ونحن لا نصف أدوية أبدًا إلا إذا ضمنا سلامتها - بإذن الله - وكذلك فعاليتها، والدواء منطقيًا لابد أن يكون سليمًا ما دام الحصول عليه مسموحًا دون وصفة طبية.
أنا أعتقد أنك في حاجة لأن تبدأ اللسترال بجرعة خمسة وعشرين مليجرامًا – أي نصف حبة من الحبة التي تحتوي على خمسين مليجرامًا – تناولها لمدة عشرة أيام، بعد ذلك اجعلها حبة كاملة، استمر عليها لمدة شهر، ثم اجعلها حبتين ليلاً – أي مائة مليجرام – استمر عليها لمدة ثلاثة أشهر، ثم خفضها إلى حبة واحدة ليلاً لمدة ستة أشهر، ثم اجعلها نصف حبة ليلاً لمدة شهر، ثم نصف حبة يومًا بعد يوم لمدة شهر آخر، ثم توقف عن تناول الدواء.
هذا هو الترتيب الصحيح للتعامل مع هذا الدواء، وأنا أؤكد لك سلامته، وأسأل الله تعالى أن ينفعك به، وأشكرك مرة أخرى - أيها الأخ الكريم - وجزاك الله خيرًا.
ولمزيد من الفائدة انظر العلاج السلوكي للرهاب: (
269653 -
277592 -
259326 -
264538 -
262637).
وبالله التوفيق.