طلب العلم الشرعي ليس السبب في قلة تركيزك ونسيانك !!
2012-09-28 21:32:56 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم.
شكراً لكم على قسم الإرشادات النفسية, قصتي أنني بدأتُ أطلبُ العلوم الدينة وأقرأ الكتب لمدة سنة, وفي بداية السنة حصل لي أمر غريب, بدأتُ أنسى أشياءً كثيرة، أو لا أنتبه لها، مثل أن أنسى مفاتيح سيارتي داخل السيارة وأغلق الباب عليها, وهذا حدث لي كثيراً, ومثال آخر: لا أنتبه في وقت الصلاة ما أقول ,حتى وصلت لدرجة عدم الانتباه أن أقول الإقامة مكان التشهد والتسليم, وهذا كُلهُ يحدث في الصلاة وغيرها, وما يغيظني كل الغيظ أني لا أعرف سبب هذا النسيان وعدم الانتباه، وقد عرفتُ أن معرفة السبب نصف العلاج) وها أنا متوقف الآن عن دراسة هذه العلوم إلا في المنزل، مع حبي لها حباً جماً، وشكراً.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ عبد الله حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:
فإنك لم توضح عمرك، حيث أن هناك أنواعاً من النسيان مرتبطة بالعمر، وبصفة عامة الأسباب العضوية للنسيان لا نشاهدها كثيرًا قبل سن الأربعين، وإن كنتَ في هذه الحلقة العمرية – أي أقل من الأربعين سنة – فغالبًا يكون منشأ هذا النسيان قلق وتوتر وعدم تنظيم الوقت والإجهاد الجسدي، وتداخل المواضيع والمشاغل أيضًا قد تصرف انتباه الإنسان بصورة سلبية.
أنا سعيد جدًّا أن أعرف أنك طالب علمي شرعي، وأسأل الله تعالى أن يعينك، فركز على قراءة القرآن بتدبر وبتمعن، لأنه محسن للذاكرة ومطمئن للنفس، قال تعالى: {واذكر ربك إذا نسيت} وإياك أن تتوقف عن طلب العلم الشرعي، فليس هو السبب فيما حصل لك، فهذا من تلبيس إبليس، وإلا فهناك الكثير من الناس تصيبهم هذه الحالة وليس لهم علاقة بطلب العلم!!!.
أريدك أيضًا أن تذهب إلى طبيب من أجل إجراء فحوصات عامة، فحوصات جسدية، من هذه الفحوصات التأكد من نسبة الهيموجلوبين في الدم، وكذلك نسبة فيتامين (ب12) ونسبة السكر، وكذلك مستوى هرمون الغدة الدرقية. هذه فحوصات أساسية جدًّا وضرورية جدًّا، أي خلل فيها ربما يضر بالذاكرة، وإن وجد خلل فهذا تصحيحه سهل جدًّا.
أنصحك أيضًا بممارسة الرياضة، فالرياضة محسنة للتركيز، وخذ قسطًا كافيًا من الراحة، ونظم أمورك الغذائية، اجعل طعامك متوازنًا من حيث المكونات الغذائية المعروفة، وحاول أن تنام مبكرًا بقدر المستطاع، فالنوم المبكر يساعد في ترميم واستقرار خلايا الدماغ، لذا حين ينام الإنسان نومًا جيدًا ويستيقظ مبكرًا يرى قابليته للتركيز وانتباهه في أفضل حالته، وهذا هو الوقت الذي ينبغي أن يستغل للتحصيل.
بعد التأكد من الفحوصات وأن كل شيء على ما يرام، لا مانع من تناول دواء بسيط جدًّا مضادًا للقلق، هذا الدواء يعرف علميًا باسم (فلوبنتكسول) ويعرف تجاريًا باسم (فلوناكسول) والجرعة المطلوبة هي حبة واحدة وقوتها نصف مليجرام، تناولها ليلاً لمدة أسبوع، بعد ذلك اجعلها حبة صباحًا ومساءً لمدة شهر، ثم اجعلها حبة واحدة مساءً لمدة شهر، ثم توقف عن تناوله.
هذا هو الذي أنصحك به، وأسأل الله لك العافية والشفاء والتوفيق والسداد.