الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ أحمد حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
إن سؤالك الأول والثاني والرابع أسئلة مترابطة ومنشأها واحد، وهو أنك تعانين من قلق المخاوف الوسواسي، أعراضك واضحة جدًّا، وهذه الحالة منتشرة، وقلق المخاوف الوسواسي يتطلب علاج دوائي إذا كانت مدة الأعراض أكثر من شهرين، أما إذا كان عابرًا وعارضًا فلا يحتاج لعلاج دوائي، إنما من خلال التجاهل وممارسة الرياضة وتطبيق تمارين الاسترخاء، يمكن لهذه الأعراض أن تنحسر وتزول.
حقيقة أنت لم توضحي عمرك، والأدوية واستعمالها أيضًا مرتبط بالعمر، هذا مهم جدًّا.
الذي أنصحك به - أيتها الفاضلة الكريمة – هو أن تتحدثي مع والدتك، وأن توضحي لها أن مسمى أعراضك هذه هي قلق المخاوف الوسواسية، وهي حالة بسيطة جدًّا لكن تتطلب مقابلة الطبيب النفسي، والحمد لله تعالى المملكة العربية السعودية بها الكثير من الأطباء المتميزين، وأنا على ثقة كاملة أن البرنامج العلاجي سوف يُوضع لك بصورة ممتازة جدًّا، وهنالك أدوية كثيرة جدًّا فاعلة، لكن لا بد أن نلتزم بالضوابط لتثبيت الجرعة خاصة فيما يناسب عمرك.
هنالك عقار يعرف باسم (سبرالكس) وهنالك آخر يعرف باسم (زولفت) هما من الأدوية المتميزة جدًّا، لكن يجب أن يترك هذا الأمر للطبيب.
من ناحيتك من حيث العلاجات النفسية السلوكية الأخرى هي: ضرورة التفاؤل، وتحقير الفكر الوسواسي، وتفهم حقيقة الموت بمزيد من العمق، فالموت آتٍ ولا شك في ذلك، والأعمار بيد الله، وخوف الإنسان من الموت يجب أن يكون الخوف التذكيري، أي الخوف الذي يجعله مطيعًا لربه ويبحث بل يلهث لأن يكتسب الحسنات، هذا يُطمئن كثيرًا أيتها الفاضلة الكريمة.
قضية أن يوسوس الإنسان حول الموت دائمًا يكون منشأها القلق في بعض الأحيان والتفسيرات والتأويلات الخاطئة. الخوف من الموت لا يزيد في عمر الإنسان ولا ينقصه ثانية واحدة، وإن شاء الله تعالى بما أن هذا الخوف خوف مرضي، إذا رأى الطبيب حاجة للعلاج الدوائي فسوف يعطيك أحد الأدوية التي ذكرتها، وهذه سوف تفيدك كثيرًا.
أيضًا أرجو أن تمارسي الرياضة التي تناسب الفتاة المسلمة. أعراض القولون العصبي هي أعراض نفسوجسدية، واستجابتها للرياضة استجابة ممتازة جدًّا.
تغيير نمط حياتك بأن يكون مفعمًا بالأنشطة ومشاركة الأسرة في كل فعالياتها، أن تكثري من الاكتساب المعرفي، وذلك من خلال القراءة والاطلاع، ويا حبذا لو انضممت لأحد مراكز تحفيظ القرآن، هذه تفيدك - إن شاء الله تعالى – من الناحية النفسية وكذلك الاجتماعية، وإن شاء الله تعالى لك الأجر في ذلك.
بالنسبة لسؤالك الثالث الخاص بألياف الثدي: هذه حالة شائعة لدى الكثير من الفتيات، وهذه الألياف بالطبع هي حميدة التكوّن، وأعتقد أن مقابلة الجراح قد تكون حاسمة جدًّا، لأن الطبيب سوف يوضح لك إن كان هنالك حاجة لإزالتها أم لا، عمومًا إزالتها ليست صعبة، وكثيرًا ما تزال بالبنج الموضعي، والبعض يتركها مع المتابعة.
إذن الرجوع إلى الشخص الخبير – الطبيب الجراح – سوف يكون أفضل، ومثل هذه الحالات الفحص الإكلينيكي – أي المقابلة المباشرة للطبيب – مهمة ومطمئنة - إن شاء الله تعالى - .
للفائدة راجعي علاج الخوف من الموت سلوكياً:
259342 -
265858 -
230225
بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا، ونسأل الله لك الشفاء والعافية والتوفيق والسداد، ونشكرك على التواصل مع إسلام ويب.
++++++++++
انتهت إجابة د. محمد عبد العليم استشاري أول الطب النفسي وطب الإدمان/ وتليها إجابة د. محمد حمودة استشاري أول باطنية وروماتيزم.
++++++++++
لقد أعطاك الدكتور محمد عبد العليم التشخيص، وهذا القلق أيضاً له علاقة وثيقة بالقولون العصبي الذي تعانين منه، وله أيضاً علاقة بالأعراض التي تشكين منها من آلام في الصدر وآلام الذراع، فعضلات الصدر وعضلات القولون من العضلات التي تتأثر كثيراً بالحالة النفسية، فيحصل فيها انقباض فيسبب ألماً في الصدر بشكل قابض وليس له علاقة بالجهد، وكثير من الشباب الذي يعانون من هذه الأعراض يتخوفون من مرض القلب ويراجعون الطبيب، وقد يجري لهم العديد من الإجراءات التشخيصية، منها التخطيط والإيكو والهولتر، وكلها تظهر أنها سليمة كما هو الحال عندك، وفي معظم الحالات تزداد الأعراض مع القلق والتوتر.
إذا زادت تقلصات عضلات القولون فإن المريض يشعر بأعراض القولون العصبي من آلام وانتفاخ في البطن واضطراب في عمل القولون، فيشعر مرات بالإمساك ومرات بالإسهال، وهذه الأعراض تخف تماماً ولا يشعر بها المريض عند النوم وإنما تكون في الصباح، وتزداد أيضاً عند القلق والتوتر، وتخف عندما تخف هذه الحالة أو يتم علاجه، وكثير من المرضى تخف الأعراض عند علاج القلق بالأدوية التي تم شرحها من قبل الدكتور محمد عبد العليم.
بارك الله فيك وشافاك وعافاك.